صاحب العصر والزمان الأمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)
الإمام المهدي (ع) في سطور
الاسم: محمد (ع) .
الأب: الإمام الحسن العسكري (ع) .
الأم: السيدة نرجس (ع) .
الكنية: أبو القاسم.
الألقاب: المهدي، القائم، الخاتم، المنتظر، الحجة، الصاحب، الغريم، صاحب الزمان، صاحب الدار والحضرة، الناحية المقدسة، الرجل، الغلام.
الأوصاف: قال أمير المؤمنين علي (ع) على المنبر: «يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض مشرب حمرة، مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي (ص) ». وقال (ع) : «هو شاب مربوع حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ويعلو نور وجهه سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء».
نقش خاتمه: (أنا حجة الله وخاتمه).
مكان الولادة: سامراء ـ العراق.
زمان الولادة: ليلة الجمعة 15/شعبان/ 255هـ.
مدة العمر: لا يزال حياً بإذن الله تعالى حتى يظهره ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
مدة الإمامة: هو خاتم الأئمة الطاهرين (ع) .
محل ظهوره: مكة المكرمة.
محل بيعته: بين الركن والمقام.
رايته: مكتوب عليها (البيعة لله).
غيبته الصغرى: (69) سنة، وقيل: (75) سنة، وكان الإمام (ع) في هذه الفترة يتصل بشيعته عبر سفرائه الأربع، واحداً تلو الآخر كالتالي، الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد، الثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان، الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح، الرابع: أبو الحسن علي بن محمد السمري.
غيبته الكبرى: بدأت بعد وفاة السفير الرابع، وهي مستمرة حتى يأذن الله له بالخروج ليملأ الأرض قسطاً وعدلا إن شاء الله تعالى، ولم تكن في هذه الفترة وكالة خاصة أو سفارة أو نيابة، بل أرجع (ع) الشيعة إلى الفقهاء العدول الذين اجتمعت فيهم شرائط التقليد.
الولادة المباركة
عن السيدة حكيمة عمة الإمام الحسن العسكري (ع) أنها قالت:
بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال: «يا عمة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة (ع) وهو حجته في أرضه».
قالت: فقلت له: ومن أمه؟
قال لي: «نرجس».
قلت له: جعلني الله فداك، والله ما بها أثر؟!.
فقال: «هو ما أقول لك».
قالت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع بخفي وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟
فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي.
قالت: فأنكرت قولي! وقالت: ما هذا يا عمة؟
فقلت لها: يا بنية، إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة.
قالت: فخجلت واستحيت.
فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة، ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت وصلت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر وإذا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة، قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد (ع) من المجلس فقال: «لاتعجلي يا عمة، فهاك الأمر قد قرب».
وقالت: فجلست وقرأت (ألم السجدة) و(يس)، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: تحسين شيئا؟
قالت: نعم يا عمة.
فقلت لها: أجمعي نفسك وأجمعي قلبك؛ فهو ما قلت لك.
قالت حكيمة: ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به (ع) ساجدا يتلقى الأرض بمساجده، فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف متنظف، فصاح بي أبو محمد (ع) : «هلمي إليّ ابني يا عمة»
فجئت به إليه فوضع يديه تحت اليتيه وظهره فوضع قدمه على صدره، ثم أدلى لسانه في فيه وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال: «تكلم يا بني».
فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله»، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة (ع) إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم.
ثم قال أبو محمد (ع) : «يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به».
فذهبت به فسلم ورددته ووضعته (ع) في المجلس ثم قال: «يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا».
قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد (ع) وكشفت الستر لأتفقد سيدي (ع) فلم أره فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟
فقال: «يا عمة قد استودعناه الذي استودعت أم موسى (ع) ».
قالت حكيمة: فلما كان يوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال: «هلمي إليّ ابني».
فجئت بسيدي (ع) وهو في الخرقة ففعل به ما فعل في الأولى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال: «تكلم يا بني».
فقال (ع) : «أشهد أن لا إله إلا الله» وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيه (ع) ثم تلا هذه الآية (بسم الله الرحمن الرحيم ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ & ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)».
قال موسى: فسألت عقبة الخادم عن هذه؟
فقالت: صدقت حكيمة.
وعن محمد بن عبد الله الطهوي قال: قصدت حكيمة بنت محمد (ع) بعد مضي أبي محمد (ع) أسألها عن الحجة وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها؟
فقالت لي: اجلس، فجلست ثم قالت: يا محمد ـ إلى أن قالت ـ ولابد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقون؛ كي لا يكون للخلق على الله حجة وإن الحيرة لابد واقعة بعد مضي أبي محمد الحسن (ع) .
فقلت: يا مولاتي هل كان للحسن (ع) ولد؟
فتبسمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسن (ع) عقب فمن الحجة من بعده وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين (ع) ؟
فقلت: يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته (ع) .
قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك؟
فقال لها: «لا يا عمة ولكني أتعجب منها».
فقلت: وما أعجبك منها؟
فقال (ع) : «سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما».
فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟
فقال: «استأذني في ذلك أبي (ع) ».
قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (ع) فسلمت وجلست، فبدأني (ع) وقال: «يا حكيمة، ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد».
قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك.
فقال لي: «يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا».
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد (ع) وجمعت بينه وبينها في منزلي، فأقام عندي أياما ثم مضى إلى والده (ع) ووجهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن (ع) وجلس أبو محمد (ع) مكان والده وكنت أزوره، كما كنت أزور والده.
فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي؛ والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولالتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري.
فسمع أبو محمد (ع) ذلك، فقال: «جزاك الله يا عمة خيرا».
فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف.
فقال (ع) : «لا يا عمتا، بيتي الليلة عندنا، فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزوجل الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها».
فقلت: ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل؟
فقال: «من نرجس لا من غيرها».
قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهراً لبطن فلم أر بها أثر حبل!
فعدت إليه (ع) فأخبرته بما فعلت، فتبسم ثم قال لي: «إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى (ع) لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى (ع) وهذا نظير موسى (ع) ».
قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها بما قال، وسألتها عن حالها؟
فقالت: يا مولاتي ما أرى بي شيئا من هذا!
قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر، وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها، فصاح إلي أبو محمد (ع) وقال: «اقرئي عليها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)».
فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟
قالت: ظهر بي الأمر الذي أخبرك به مولاي.
فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلم عليّ.
قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت.
فصاح بي أبو محمد (ع) : «لا تعجبي من أمر الله عزوجل، إن الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارا ويجعلنا حجة في أرضه كبارا».
فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس، فلم أرها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمد (ع) وأنا صارخة فقال لي: «ارجعي يا عمة فإنك ستجديها في مكانها».
قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الغطاء الذي كان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي (ع) ساجدا لوجهه، جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن جدي محمدا رسول الله، وأن أبي أمير المؤمنين» ثم عد إماما إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه ثم قال: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي واملأ الأرض بي عدلا وقسطا».
فصاح بي أبو محمد (ع) فقال: «يا عمة تناوليه وهاتيه».
فتناولته وأتيت به نحوه، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يديّ سلّم على أبيه، فتناوله الحسن (ع) مني والطير ترفرف على رأسه، وناوله لسانه فشرب منه، ثم قال: «امضي به إلى أمه لترضعه ورديه إلي».
قالت: فتناولته أمه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمد (ع) والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له: «احمله واحفظه ورده إلينا في كل أربعين يوما».
فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد (ع) يقول: «أستودعك الله الذي أودعته أم موسى موسى».
فبكت نرجس (ع) فقال لها: «اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه؛ وذلك قول الله عز وجل (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ) ».
قالت حكيمة: فقلت: وما هذا الطير؟
قال (ع) : «هذا روح القدس الموكل بالأئمة (ع) يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم».
قالت حكيمة: فلما كان بعد أربعين يوما رد الغلام ووجه إليَّ ابن أخي (ع) فدعاني فدخلت عليه، فإذا أنا بالصبي متحرك يمشي بين يديه، فقلت: يا سيدي هذا ابن سنتين؟!
فتبسم (ع) ثم قال: «إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عزوجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحا ومساء».
اللهم عجل فرج صاحب الأمر والله المستعان ,,,,,,