الاسم: الحسين (ع) .
الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) .
الكنية: أبو عبد الله، والخاص أبو علي.
الألقاب: الشهيد، السعيد، الرشيد، الطيب، الوفي، الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، السبط، السيد، الدليل على ذات الله عزوجل، سيد شباب أهل الجنة، سيد الشهداء.
نقش الخاتم: كان له خاتمان نقش أحدهما: (إن الله بالغ أمره)، ونقش الآخر: (لا إله إلا الله عدة للقاء الله).
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: يوم الخميس أو يوم الثلاثاء 3 شعبان عام 4 من الهجرة النبوية المباركة، عام الخندق.
مدة العمر الشريف: 56 سنة وأشهراً، منها ست سنين وأشهر مع جده رسول الله (ص) ، وثلاثون سنة مع أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بعد وفاة النبي (ص) ، وكان مع أخيه الحسن (ع) بعد وفاة أبيه (ع) عشر سنين، وبقي بعد وفاة أخيه (ع) إلى وقت مقتله (ع) عشر سنين(5).
زمان الشهادة: يوم العاشر من محرم الحرام عام 61 هجري وقيل عام 60 هـ وهو بعيد(6).
مكان الشهادة: أرض كربلاء / العراق.
القاتل: شمر بن ذي الجوشن بأمر من عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية ابن أبي سفيان.
المدفن: كربلاء المقدسة، حيث مزاره الآن.
الولادة الطاهرة
روي عن أسماء أنها قالت: لما ولدت فاطمة (ع) الحسين (ع) جاءني النبي (ص) فقال: «هلم ابني يا أسماء».
فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن (ع) قالت: وبكى رسول الله (ص) ثم قال: «إنه سيكون لك حديث، اللهم ألعن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك».
قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي (ص) فقال: «هلمي ابني، فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن (ع) ، وعق عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً (7)، وخلّق رأسه بالخلوق وقال: «إن الدم من فعل الجاهلية» قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال: «يا أبا عبد الله عزيز عليّ»، ثم بكى.
فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو؟
قال: «أبكي على ابني، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لاأنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم».
ثم قال: «اللهم إني أسألك فيهما ـ الحسن والحسين (ع) ـ ما سألك إبراهيم (ع) في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض»
جبرائيل يهز مهد الحسين (ع)
وروي في أحاديث عديدة من طرق الخاصة والعامة أنه طالما كانت تنام فاطمة الزهراء (ع) فإذا بكى الحسين (ع) في المهد يأتي جبرئيل (ع) ويحرّك مهده ويتكلّم معه حتى يسكت من البكاء، ولما كانت تفيق من النوم ترى المهد يتحرك وتسمع الكلام لكن لا ترى أحداً، فلما سألت رسول الله (ص) عن ذلك، قال لها: «إنه جبرئيل» .
وعن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين (ع) على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه.
فقال له الحسين (ع) : «وما غمك يا أخي؟».
قال: ديني وهو ستون ألف درهم.
فقال الحسين (ع) : «هو عليّ».
قال: إني أخشى أن أموت.
فقال الحسين (ع) : «لن تموت حتى أقضيها عنك».
قال: فقضاها قبل موته.
هذا وقد وجدوا على ظهر الإمام الحسين (ع) يوم الطف أثراً، فسألوا الإمام زين العابدين (ع) عن ذلك؟
فقال:«هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين».
وقد نسب إليه فيما أنشده (ع) في الجود والكرم:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طــــرا قبـــل أن تتفلت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولت
فضح الظالمين
عن أبي عبد الله (ع) قال: «مات رجل من المنافقين، فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي، فلقي مولى له فقال له: أين تذهب؟
فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه.
قال: قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل، قال: فرفع يده وقال: اللهم العن عبدك ألف لعنة مختلفة، اللهم أخز عبدك في بلادك وعبادك، اللهم أصله حر نارك، اللهم أذقه أشد عذابك، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك».
واقعة عاشوراء
قال سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) في وصيته (ع) لأخيه محمد بن الحنفية يبين فيها (صلوات الله عليه) بعض أهداف خروجه، فدعا بدواة وبياض وكتب:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، (وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (ع) ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق (وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)، وهذه وصيتي يا أخي إليك (وما تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّه عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه أُنِيبُ)».
وعن عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي قال: سألت جعفر بن محمد بن علي الحسين (ع) فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله (ص) .
فقال: حدثني أبي عن أبيه (ع) قال: «لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد (لعنه الله) فأجلسه بين يديه فقال له: يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ووطدت لك البلاد وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله ابن الزبير والحسين بن علي، فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه، وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا، فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ويؤاربك مؤاربة الثعلب للكلب، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله (ص) وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم، ثم يخذلونه و يضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه و منزلته من رسول الله (ص) ، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما، وإياك أن تناله بسوء أو يرى منك مكروها.
قال: فلما هلك معاوية وتولى الأمر بعده يزيد (لعنه الله) بعث عامله على مدينة رسول الله (ص) وهو عمه عتبة بن أبي سفيان، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم وكان عامل معاوية، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد، فهرب مروان فلم يقدر عليه، وبعث عتبة إلى الحسين بن علي (ع) فقال: إن أمير المؤمنين! أمرك أن تبايع له.
فقال الحسين (ع) : يا عتبة قد علمت إنا أهل بيت الكرامة ومعدن الرسالة وأعلام الحق، الذين أودعه الله عزوجل قلوبنا وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عزوجل، ولقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (ص) هذا؟!
فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين! من عتبة بن أبي سفيان، أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة، فرأيك في أمره والسلام.
فلما ورد الكتاب على يزيد (لعنه الله) كتب الجواب إلى عتبة: أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل عليّ بجوابه وبيّن لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي (ع) .
الشهادة المفجعة
في الرواية: أن الإمام الحسين (ع) بعد استشهاد أنصاره وأهل بيته وقف وحيداً فريداً في ظهر عاشوراء، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال: «اللهم إنك ترى ما يصنع بولد نبيك»، وحال بنو كلاب بينه وبين الماء..
وقد رُمي الإمام (ع) بسهم فوقع في نحره، وخرّ عن فرسه، فأخذ السهم فرمى به وجعل يتلقّى الدم بكفه فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته ويقول: «ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطخ بدمي»، ثم خر على خدّه الأيسر صريعاً.
وأقبل عدوّ الله سنان بن أنس الأيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري (لعنهما الله) في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين (ع) ، فقال بعضهم لبعض: ما تنتظرون أريحوا الرجل، فنزل سنان بن أنس الأيادي (لعنه الله) وأخذ بلحية الحسين (ع) وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: والله إني لأجتز رأسك وأنا أعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأماً..
وأقبل فرس الحسين (ع) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل، فسمعت بنات النبي (ص) صهيله فخرجن فإذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسيناً (ع) قد قُتل..
وخرجت أم كلثوم بنت الحسين (ع) واضعة يدها على رأسها تندب وتقول: «وا محمداه.. هذا الحسين بالعراء قد سلب العمامة والرداء»))
ومن أقواله عليه السلام:
(( المؤمن لا يسيء ))
قال الإمام الحسين (ع) : «إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسيء ولايعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر».
لا تبخل
وقال (ع) : «مالك إن لم يكن لك كنت له فلا تبق عليه، فإنه لا يبقى عليك وكله قبل أن يأكلك»
أحسن الكلام
وقال (ع) لابن عباس يوماً : «يا ابن عباس، لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر، ولا تكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب، ولا تمارين حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، ولا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه، وأعمل عمل رجلٍ يعلم أنه مأخوذ بالإجرام، مجزى بالإحسان والسلام».
عليك بالرفق
وقال (ع) : «من أحجم عن الرأي وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه».
رضا الله لا رضا الناس
وسأله رجل عن خير الدنيا والآخرة؟ فقال (ع) : «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام».
قبول العطاء
وقال (ع) : «من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم».
صفات شيعتنا
وقال رجل للحسين بن علي (ع) : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم.
قال (ع) : «اتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله تعالى لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل: أنا من مواليكم ومن محبيكم».
علموا أولادكم
أقبل أمير المؤمنين (ع) على الحسين ابنه (ع) : فقال له: «يا بني ما السؤود؟».
قال: «اصطناع العشيرة احتمال الجريرة».
قال: «فما الغنى؟» قال: ««قلة أمانيك والرضا بما يكفيك».
قال: «فما الفقر؟» قال: «الطمع وشدة القنوط».
قال: «فما اللؤم؟» قال: «إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه».
قال: «فما الخرق؟» قال: «معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك».
ثم التفت (ع) إلى الحارث الأعور فقال: «يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم؛ فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي».
أكرم وجهك
وقال الإمام الحسين (ع) : «صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه».
السلام والتحية
وقال (ع) : «للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ، وواحدة للرادّ»(76).
الإجمال في الطلب
وقال (ع) لرجل: «يا هذا، لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم، فإن ابتغاء الرزق من السنة، والإجمال في الطلب من العفة، ليست العفة بمانعة رزقاً، ولا الحرص بجالب فضلاً، وإن الرزق مقسوم، والأجل محتوم، واستعمال الحرص طالب المأثم».
من أتانا أهل البيت (ع)
وقال (ع) : «من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضية عادلة، وأخاً مستفاداً، ومجالسة العلماء».
زائر الحسين (ع)
وقال (ع) : «أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً، وحقيق عليَّ أن لا يأتيني مكروب قط إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسروراً».
للقارئ دعوة مستجابة
وقال (ع) : «من قرأ آية من كلام الله تعالى عزوجل في صلاته قائماً يكتب الله له بكل حرف مائة حسنة، فإن قرأها في غير الصلاة كتب الله له بكل حرف عشراً، فإن استمع القرآن كان له بكل حرف حسنة، وإن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن ختمه نهاراً صلت عليه الحفظة حتى يمسي، وكانت له دعوة مجابة، وكان خيراً له مما بين السماء إلى الأرض».
قلت: هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأه؟
قال: «يا أخا بني أسد، إن الله جواد ماجد كريم، إذا قرأ ما سمعه معه أعطاه الله ذلك»
الصدقة المقبولة
ذكر عنده (ع) رجل من بني أمية تصدق بصدقة كثيرة، فقال (ع) : «مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة صدقة من عرق فيها جبينه، واغبر فيها وجهه، مثل علي (ع) ، ومن تصدق بمثل ما تصدق به؟».
من دخل المقابر
وقال (ع) : «من دخل المقابر فقال: اللهم رب هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً مني، كتب الله بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات».
بين المخاطر
قيل للحسين بن علي (ع) : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟
قال (ع) : «أصبحت ولي رب فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، ولا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني».
من أحبك نهاك
وقال (ع) : «العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل، والشرف التقوى، والقنوع راحة الأبدان، ومن أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك».
من نعم الله عليكم
وقال (ع) : «يا أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولاتحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّاً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنه أجزل عطاءً، وأعظم أجراً.
واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقماً.
واعلموا أن المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً مشوهاً تنفر منه القلوب وتغضّ دونه الأبصار.
أيها الناس، من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجو، وأن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسموا، فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين»