مملكة الحليلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سير أهل البيت عليهم السلام

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:28 pm

السلام أخواني أعضاء المنتدى السلام عليكم سوف أقوم بعرض سيرة مختصرة عن أهل البيت وذلك على شكل حلقات وبعض أقوال كل معصوم ولنبدأ
بسيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
(( الرســــــــــــــول الأعظم محمد بن عبد الله )) (( ص ))


الرسول الأعظم (ص) في سطور:

الاسم: محمد (ص)

الألقاب: حبيب الله، صفي الله، عبد الله، خاتم النبيين، إلى غيرها من الألقاب الكثيرة (14).

الكنية: أبو القاسم، وأبو الطاهر، وأبو الطيب، وأبو المساكين، وأبو الدرتين، وأبو الريحانتين، وأبو السبطين، وفي التوراة: أبو الأرامل، وكناه جبرئيل(ع) بأبي إبراهيم.

الأب: عبد الله.

الأم: آمنة بنت وهب.

الأجداد: عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، ابن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان. روي انه (ص) قال: «إذا بلغ نسبي إلى عدنان فأمسكوا».
وكلهم كانوا مؤمنين بالله عزوجل، وهكذا جداته (ص) إلى آدم وحواء (ع).

محل الولادة: داره المباركة بمكة المكرمة.

زمان الولادة: عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17 ربيع الأول بعد قدوم الفيل بشهرين وستة أيام .

المرضعة: ثويبة عتيقة أبي لهب، ثم حليمة السعدية.

بعض المعاجز التي حدثت عند ولادته: حجب إبليس والشياطين عن السماوات السبع، سقوط جميع الأصنام على وجهها، وارتجس أيوان كسرى وانشق من وسطه وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً حتى عبرت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق كسرى من وسطه وانخرقت عليه دجلة العوراء، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها .

بعض الأوصاف: كان (ص) وسيماً جميلاً عدلاً سوياً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، واسع الجبين، له نور يعلوه، قيل لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع): صف لنا نبينا (ص) كأننا نراه، فإنا مشتاقون إليه، فقال (ع): «كان النبي (ص) أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، كث اللحية، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأنما عنقه إبريق فضة، يجري في تراقيه الذهب، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كأنما ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب، إذا التفت التفت جميعاً بأجمعه كله، ليس بالقصير المتردد، وبالطويل الممعط، وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز وباللئيم، أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة، وأجودهم كفاً، من خالطه بمعرفة أحبه، ومن رآه بديهه هابه، غرة بين عينيه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما».

البعثة النبوية: يوم الاثنين 27 رجب، بعد أربعين سنة من مولده الشريف وقد تكامل واشتدت قواه (ص) .

الزوجات: خديجة (ع) ولم يتزوج عليها في حياتها (ع) بأخرى، ثم تزوج بعدها بأم سلمة، ومارية القبطية، وأم حبيبة، وعائشة، وحفصة وغيرها.

وفي (إعلام الورى) ذكر أزواجه (ص) كالتالي:

الأولى: خديجة بنت خويلد.

الثانية: سودة بنت زمعة.

الثالثة: عائشة بنت أبي بكر.

الرابعة: أم شريك، وأسمها غزية بنت دودان.

الخامسة: حفصة بنت عمر.

السادسة: أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأسمها رملة.

السابعة: أم سلمة، وهي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب، وقيل: هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراث بن غنم.

الثامنة: زينب بنت جحش.

التاسعة: زينب بنت خزيمة الهلالية.

العاشرة: ميمونة بنت الحارث.

الحادية عشرة: جويرية بنت الحارث من بني المصطلق.

الثانية عشرة: صفية بنت حي بن أخطب النضري.

وقد تزوج (ص) عالية بنت ضبيان وطلقها حين أدخلت عليه.

وقد تزوج قتيلة بنت قيس أخت الأشعث، فمات (ص) قبل أن يدخل بها وقيل إنه (ص) طلقها.

وتزوج فاطمة بنت الضحاك وخيرها حيث نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا وفارقها، وتزوج (ص) سني بنت الصلت فماتت قبل أن تدخل عليه، وتزوج (ص) أسماء بنت النعمان وطلقها ولم يدخل بها، وتزوج (ص) مليكة الليثية وسرحها ومتعها، وتزوج (ص) عمرة بنت يزيد وردها، وتزوج (ص) ليلى بنت الخطيم وأقالها، ومات (ص) عن عشر، واحدة لم يدخل بها، وقيل: عن تسع.

الأولاد: القاسم، عبد الله، إبراهيم، أم كلثوم، رقية، زينب، فاطمة، وكلهم من خديجة، وإبراهيم من مارية القبطية.

مدة العمر الشريف: 63 سنة.

تاريخ الوفاة: يوم الاثنين 28 صفر سنة 11 هجرية.

مكان الوفاة: في بيت فاطمة (ع) بالمدينة المنورة.

المدفن: في داره (ص) بالمدينة المنورة وهو اليوم في المسجد النبوي الشريف.

غسّله وكفّنه ودفنه: الإمام علي أمير المؤمنين (ع).

خليفته ووصيه والإمام من بعده: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم السجاد، ثم الباقر، ثم الصادق، ثم الكاظم، ثم الرضا، ثم الجواد، ثم الهادي، ثم العسكري، ثم المهدي المنتظر (صلوات الله عليهم أجمعين).




أعظم شخصية في التاريخ

لم تبرز على طول التاريخ شخصية مثل شخصية النبي محمد (ص) ؛ وذلك أولا لما شرفه الله عزوجل حيث اختاره من بين الخلق أجمعين وجعله سيد أنبيائه والمرسلين وأشرف المخلوقين من الأولين والآخرين.

وثانياً، لما قام به النبي الأكرم (ص) من تغييرات جذرية في التاريخ الإنساني، وقد اعتبر أحد الكتّاب الغربيين في كتابه (الخالدون المائة) الرسول الأعظم (ص) في المرتبة الأولى من عظماء التاريخ البشري، كما واعتبره أعظم شخصية في تاريخ العالم بما حققه من نجاح عظيم في إبلاغ رسالته وتأسيسه لدولة إسلامية كبيرة، وحضارة عريقة ظلت تغذي العالم بالعلم والمعرفة والعطاء لقرون عديدة، بل وستبقى خالدة إلى يوم يبعثون.

يقول الدكتور (مايكل هارث) أستاذ الرياضيات والفلك والفيزياء في الجامعات الأمريكية وخبير هيئة الفضاء الأمريكية:

«لقد اخترت محمداً أول هذه القائمة.. ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك.. ولكن محمد هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي.. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد 13 قرناً من وفاته، فإن أثر محمد (ص) ما يزال قوياً متجدداً».




أخلاق رسول الله (ص)

من الأسس التي قامت عليها حركة الرسول الأعظم (ص) وانطلقت عبرها نحو النجاح، هي الأخلاق الرفيعة التي تمثلت في شخصية رسول الله (ص) ، حتى أثنى الله عزوجل على أخلاقه في القرآن الكريم، فقال سبحانه: (وإنك لعلى خلق عظيم).

وكان (ص) يقول في دعائه: «اللهم حسّن خُلقي».

ويقول (ص) : «اللهم جنبني منكرات الأخلاق».

فاستجاب الله تعالى دعاءه وأنزل عليه القرآن وأدَّبه به، فكان خُلقه القرآن، كما ورد في الروايات.

قال سعد بن هشام: دخلت على عائشة فسألتها عن أخلاق رسول الله (ص) ؟

فقالت: أما تقرأ القرآن.

قلت: بلى.

قالت: كان خلق رسول الله (ص) القرآن .

نعم، إنه (ص) أُدب بالقرآن وأدّب الخلق به، ومن هنا قال (ص) : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». ))

بعض أقواله عليه الصلاة والسلام

الخطوة المحبوبة
قال رسول الله (ص) : «ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين: خطوة يسد بها مؤمن صفا في سبيل الله، وخطوة يخطوها مؤمن إلى ذي رحم قاطع يصلها، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين: جرعة غيظ يردها مؤمن بحلم، وجرعة جزع يردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله»

الشفاعة
عن علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: «قال رسول الله (ص) : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي، ـ ثم قال (ص) : ـ إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل»

حب أهل البيت
قال رسول الله (ص) : «حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة وفي القبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط»
و الحمد لله رب العالمين

سير أهل البيت عليهم السلام VzG68501
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:31 pm

معجزة من معجزات النبي(ص)
انشقاق القمر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
قال الله تعالى : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ) القمر : 1 - 2 .

جاء في تفسير مجمع البيان ما مضمونه : اجتمع المشركون ، وجاءوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالوا : إن كنت صادقاً ، فَشُقَّ لنا القمرَ فرقتين .

فقال لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنْ فعلتُ تؤمِنون بِنبُوَّتي ) .

قالوا : نعم .

فسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ربَّه ، أن يعطيه ما قالوا ، فانشقَّ القمر نصفين ، والرسول ينادي : ( يا فلان ، يا فلان ، اِشهدوا ) .

فقال ناس : سَحَرنا محمد ، فقال رجل : إن كان سَحَركم فلَمْ يَسْحَر الناس كلهم .

إنّ هذه الحادثة رواها كثير من الصحابة ، في كتب العامة والخاصة ، ولم ينكرها إلا قليل ، واشتهارها بين الصحابة يمنع القول بخلافها .

ثمّ إنّ الآية الأولى ذكرت اقتراب الساعة مع انشاق القمر ، لأن انشقاقه من علامات نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونبوَّتُه وزمانُه من شروط اقتراب الساعة .

كما تتحدث الآية الثانية عن عناد قريش ، وعدم انقيادها للمعجزات ، وأنهم متى رأوا معجزة باهرة ، وحجة واضحة ، اعرضوا عن تأمُّلها ، والانقياد لصحَّتها ، وقالوا : سِحْرٌ مستمر ، يشبه بعضه بعضاً .

ثم تتناول الآيات الشريفة اللاحقة أنباء الهالكين من الأُمَم السابقة ، ثم يعيد سبحانه عليهم نبذة من أنبائهم ، إعادة ساخطٍ معاتبٍ ، فيذكر سوء حالهم في يوم القيامة عند خروجهم من الأجداث ، وحضورهم للحساب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:37 pm

إخوتي ثاني أهل البيت و أصحاب الكساء

(( الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ))
الاسم: علي (ع)

الألقاب: أمير المؤمنين، وهذا يختص به (ع) دون غيره. ومنها: يعسوب الدين، والمرتضى، والصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، والولي، والوصي، و....

الكنى: أبو الحسن، أبو الحسين، أبو تراب، أبو الريحانتين، أبو السبطين، أبو شبّر، أبو النورين.

الأب: أبو طالب بن عبد المطلب بن هشام.

الأم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

الأجداد: عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن نضر، ابن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان. وكلهم كانوا مؤمنين بالله عزوجل، وهكذا جداته إلى آدم وحواء(ع).

محل الولادة: الكعبة المعظمة، حيث لم يولد ولن يولد فيه أحد سواه من لدن آدم (ع) وإلى يوم القيامة وهذه فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً لمحله ومنزلته وإعلاء لقدره.

زمان الولادة: يوم الجمعة 13رجب، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، وقبل البعثة النبوية بعشر سنوات.

مدة عمره الشريف: 63 سنة.

تاريخ استشهاده: ضرب بالسيف على رأسه في فجر 19/ شهر رمضان/ 40هـ وكان في محراب مسجد الكوفة يصلي إلى ربه، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في ليلة الجمعة 21 من نفس الشهر.

قاتله: أشقى الأولين والآخرين ابن ملجم المرادي.

مدفنه: النجف الأشرف حيث مزاره الآن.

زوجاته: فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ع)، ولم يتزوج عليها في حياتها، ومن بعدها تزوج بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية وأم حبيبة وأم البنين بنت حزام الكلابية وليلى بنت مسعود وأسماء بنت عميس الخثعمية وأم مسعود وأم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية وامامة بنت أبي العاص وهي بنت زينب بنت رسول الله (ع)، وكان يوم قتله (ع) عنده أربع حرائر في نكاح وهن أمامة بنت أبي العاص وليلى بنت مسعود التميمية وأسماء بنت عميس الخثعمية وأم البنين الكلابية وأمهات أولاد ثمانية عشر أم ولد.

أولاده: من فاطمة الزهراء(ع): الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم، وقيل: وسكينة أيضاً.

المتولي لغسله وكفنه ودفنه: كان الإمام الحسن (ع) يغسله، والإمام الحسين (ع) يصب الماء عليه، وكان جبرائيل وميكائيل يحملان مقدم الجنازة والإمامين الحسن والحسين (ع) مؤخرها حتى وصلوا إلى النجف الأشرف ودفنوه في حفرته.

أول الناس إسلاماً

لقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أول من آمن بالرسول (ع) من الرجال، وكانت أم المؤمنين خديجة أول امرأة آمنت به (ع).

وفي الحديث عن سلمان (ره) عن رسول الله(ع) قال: «أولكم وروداً على الحوض أولكم إسلاماً: علي بن أبي طالب».

وقال النبي (ع) لفاطمة (ع) : «زوجتكِ أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً».

وروى الشيخ المفيد (ره) عن يحيى بن عفيف عن أبيه قال: كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب بمكة قبل أن يظهر أمر النبي (ع)، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس، ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، ثم جاء غلام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، ثم رفع الشاب فرفعا، ثم سجد الشاب فسجدا، فقلت: يا عباس، أمر عظيم.

فقال العباس: أمر عظيم، أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن أخي.

أتدري من الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي. أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد.إن ابن أخي هذا حدثني: إن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

وعن أبي ذر الغفاري (ره) قال: سمعت رسول الله (ع) يقول لعلي (ع): «أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل...».

أكثر الناس علماً

وقد ورد في الأخبار الكثيرة المعتبرة، المتواترة من طرق الخاصة والعامة، أن النبي(ع) قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».

وقال علي أمير المؤمنين(ع) : «سلوني قبل أن تفقدوني فإني بطرق السماء أخبر منكم بطرق الأرض».

وقد قال رسول الله (ع): «أقضاكم علي».

في رواية أخرى عنه (ع): «..أعلمكم علي».

ومثلها عشرات الروايات التي ذكرها الفريقان في علم علي (ع) وفضائله، حيث يستفاد منها أن علي بن أبي طالب (ع) كان أعلم الناس بعد رسول الله(ع).

وكان (ع) ملجأ لتفسير القرآن ولفهم الأحكام الشريعة الإسلامية، وكان هو المرجع دون غيره حينما كان يختلف المسلمون فيما بينهم، حتى أن عمر بن الخطاب صرح في عشرات المواضع لعلها تبلغ السبعين بقوله المشهور: «لولا علي لهلك عمر».

المجاهد الأكبر

كان الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الأول في جهاده ودفاعه عن رسول الله (ع) في الحروب والغزوات، فلا أحد من المسلمين يصل إليه في هذه الفضيلة، ولم يدع ذلك أحد.

فقد قتل في غزوة بدر الكبرى صناديد العرب وشجعان المشركين وفرسانهم، فإن نصف قتلى المشركين في تلك المعركة قُتلوا على يده (ع) والنصف الآخر على يد سائر المسلمين والملائكة التي نزلت لنصرتهم.

وفي غزوة أحد كان هو في رأس الصامدين الذين لم يفروا بل بقوا يحمون رسول الله(ع) حتى أثخن بالجراح وقتل أبطال المشركين وصناديدهم فنادى جبرئيل(ع) بين الأرض والسماء: «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي».

وفي يوم الأحزاب (الخندق) قال رسول الله(ع) في حقه حينما قتل عمرو بن عبد ود فوقع الفتح والظفر للمسلمين: «ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين».

وقال (ع): «لمبارزة علي بن أبي طالب (ع) لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أُمتي إلى يوم القيامة».

وفي غزوة خيبر قتل مرحب اليهودي وأخذ باب الحصن فقلعها بيده الشريفة وقذفها مسافة أربعين ذراعاً ولم يقدر على رفعها خمسون نفراً، وكان النصر على يديه (صلوات الله عليه).

وفي غزوة حنين خرج رسول الله(ع) في عشرة آلاف مقاتل فتعجب البعض من كثرتهم فحسدهم وانهزم جيش المسلمين على كثرتهم، ولم يبق مع الرسول(ع) إلا نفر قليل كان على رأسهم علي بن أبي طالب (ع) فجاهد بشجاعة لم ير مثلها، وقاتل جيوش المشركين إلى أن هزمهم وبعد ذلك رجع المسلمون المنهزمون.

إلى غيرها من الغزوات التي كتب الله النصر للمسلمين فيها ببركة الإمام علي بن أبي طالب (ع) المباركتين.



الأمام الأول

كان الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الخليفة الأول لرسول الله (ع) حيث نص الرسول (ع) على خلافته وإمامته من بعده كراراً ومراراً، وأخذ البيعة من المسلمين على ذلك، ولكن بعض المسلمين تآمروا بعد الرسول (ع) وانقلبوا على أعقابهم، فتركوا علياً (صلوات الله عليه) وأجبروا المسلمين على بيعة من عينوه، كما أجبروا علياً(ع) على البيعة لكنه لم يبايع، وكان يقول: إني أحق بهذا الأمر منكم.

ومما يدل على خلافة الإمام وإمامته (ع) مضافاً إلى أفضليته على جميع الخلق بعد رسول الله (ع) وكونه الأعلم والأفقه والأقضى، أحاديث كثيرة رواها الفريقان، نشير إلى بعضها:

عن قيس عن أبي هارون قال: أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هل شهدت بدرا؟

قال: نعم.

قال سمعت رسول الله (ع) يقول لفاطمة(ع) وقد جاءته ذات يوم تبكي وتقول: يا رسول الله عيرتني نساء قريش بفقر علي!.

فقال لها النبي (ع): أما ترضين يا فاطمة أني زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما، إن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيا، واطلع إليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيا، وأوحى الله إليّ أن أنكحك إياه، أما علمت يا فاطمة أنك لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما، فضحكت فاطمة (ع) واستبشرت.

فقال رسول الله (ع) : «يا فاطمة إن لعلي ثمانية أضراس قواطع لم يجعل الله لأحد من الأولين والآخرين مثلها، هو أخي في الدنيا والآخرة وليس ذلك لأحد من الناس، وأنت يا فاطمة سيدة نساء أهل الجنة زوجته، وسبطا الرحمة سبطاي ولده، وأخوه المزين بالجناحين في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء، وعنده علم الأولين والآخرين، وهو أول من آمن بي وآخر الناس عهدا بي، وهووصيي ووارث الوصيين».


و الحمد لله رب العالمين


ومن بعض أقواله عليع السلام:

إليكم إخوتي بعض أقاويل و ألقاب عن أمير المؤمنين (( ع ))

(( توصية الفقهاء والحكماء ))

قال أمير المؤمنين (ع): «كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا، كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس».

دع ما لا يعنيك

مرّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) برجل يتكلم بفضول الكلام فقال: «يا هذا إنك تملي على كاتبيك كتاباً إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك».

لا غنى كالعقل

وقال (ع): «صدر العاقل صندوق سره، ولا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا مال أعود من العقل، ولا عقل
كالتدبير».

من آثار الجهل

وقال (ع): «الناس أعداء لما جهلوا».

بين العقل والجهل

وقال (ع): «لا عدة أنفع من العقل، ولا عدو أضر من الجهل».

القدر ومعناه

وقال (ع) عندما سئل عن القدر: «طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسر الله فلا تتكلفوه».

إلى شيعته

وقال (ع) لشيعته: «كونوا في الناس كالنحلة في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو يعلمون ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، لكل امرئ ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب».

الدنيا والزهد فيها

وقال (ع): «ازهدوا في هذه الدنيا التي لم يتمتع بها أحد كان قبلكم،
ولا تبقى لأحد من بعدكم، سبيلكم فيها سبيل الماضين، قد تصرمت وآذنت بانقضاء، وتنكر معروفها، فهي تخبر أهلها بالفناء، وسكانها بالموت، وقد أمرّ منها ما كان حلواً، وكدر منها ما كان صفواً، فلم تبق منها إلا سملة كسملة الإداوة، أو جرعة الإناء، لو تمززها العطشان لم ينقع بها، فازمعوا بالرحيل من هذه الدار المقدور على أهلها الزوال، الممنوع أهلها من الحياة، المذللة فيها أنفسهم بالموت، فلا حي يطمع في البقاء، ولا نفس إلا مذعنة بالمنون، ولا يعللكم الأمل، ولا يطول عليكم الأمد، ولا تغروا منها بالآمال. ولو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم مثل حنين الحمام، وجأرتم جأر متبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله تعالى من الأموال والأولاد، التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصتها كتبته وحفظتها ملائكته لكان قليلاً فيما أرجو لكم من ثوابه، وأتخوف عليكم من عقابه، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين»

الاستعداد للموت

وقال (ع): «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنما هو كفنه، ويبني بيتاً ليسكنه وإنما هو موضع قبره»، وقيل لأمير المؤمنين (ع): ما الاستعداد للموت؟ قال: «أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه»، وقال أمير المؤمنين (ع) في بعض خطبه: «أيها الناس، إن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء، فحذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، واخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم ـ حبستم ـ وللآخرة خلقتم، وإنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه، إن العبد إذا مات قالت الملائكة: ما قدم، وقال الناس: ما أخر، فقدموا فضلاً يكن لكم، ولا تؤخروا كلاً يكن عليكم، فإن المحروم من حرم خير ماله، والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنة بها مهاده، وطيب على الصراط مسلكه»(
سير أهل البيت عليهم السلام VzG68501
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:39 pm

[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
من كرامات الإمام علي ( عليه السلام )
للإمام علي ( عليه السلام ) كرامات كثيرة ، نذكر منها :

عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنتُ جالساً عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو يقضي بين الناس ، إذ أقبل جماعة ومعهم أسود مشدود الأكتاف ، فقالوا : هذا سارق يا أمير المؤمنين .

فقال ( عليه السلام ) : ( يَا أسْوَد : سَرَقْتَ ؟ ) .

قال : نعم يا مولاي .

قال ( عليه السلام ) : ( وَيْلك ، اُنْظر مَاذَا تَقولُ ، أسَرَقْتَ ؟ ) .

قال : نعم .

فقال له ( عليه السلام ) : ( ثَكَلَتْكَ أمُّكَ ، إنْ قُلتَهَا ثَانِيَةً قُطِعَتْ يَدَك ، سَرَقْتَ ؟ ) .

قال : نعم .

فعند ذلك قال ( عليه السلام ) : ( اقطَعُوا يَدَهُ ، فَقَد وَجَبَ عَليهِ القَطْعُ ) .

فقطع يمينه ، فأخذها بشماله وهي تقطر ، فاستقبله رجل يُقَال له ابن الكواء ، فقال له : يا أسود ، من قطع يمينك .

فقال له : قطع يميني سيد المؤمنين ، وقائد الغرِّ المحجَّلين ، وأولى الناس باليقين ، سيد الوصيين أمير المؤمنين على بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، إمام الهدى ، وزوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى ، أبو الحسن المجتبى ، وأبو الحسين المرتضى .

السابقُ إلى جنَّات النعيم ، مُصادم الأبطال ، المنتقم من الجهَّال ، زكي الزكاة ، منيع الصيانة ، من هاشم القمقام ، ابن عم رسول الأنام ، الهادي إلى الرشاد ، الناطق بالسداد .

شُجاع كمي ، جحجاح وفي ، فهو أنور بطين ، أنزع أمين ، من حم ويس وطه والميامين ، مُحلّ الحرمين ، ومصلِّي القبلتين .

خاتم الأوصياء لصفوة الأنبياء ، القسْوَرة الهُمَام ، والبطل الضرغام ، المؤيد بجبرائيل ، والمنصور بميكائيل المبين ، فرض رب العالمين ، المطفئ نيران الموقدين ، وخير من مَشى من قريش أجمعين ، المحفوف بِجُند من السَّماء ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، على رغم أنف الراغمين ، ومولى الخلق أجمعين .

فعند ذلك قال له ابن الكواء : ويلك يا أسود ، قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله .

قال : وما لي لا أثني عليه وقد خالط حُبّه لحمي ودمي ، والله ما قطع يميني إلا بحقٍّ أوجبه الله تعالى عليَّ .

قال ابن الكواء : فدخلت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقلت له : يا سيدي رأيتُ عجباً .

فقال ( عليه السلام ) : ( وَمَا رَأيْتَ ) .

قال : صادَفْتُ الأسود وقد قُطِعت يمينه ، وقد أخذَها بشماله ، وهي تقطر دماً ، فقلت : يا أسود ، من قطع يمينك .

فقال : سيدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ، ) فأعدت عليه القول ، وقلت له : ويحك قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله .

فقال : ما لي لا أثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي ، والله ما قطعها إلا



بحق أوجبه الله تعالى .





فالتفت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى ولده الحسن وقال له ، قم وهات عمَّك الأسود .

فخرج الحسن ( عليه السلام ) في طلبه ، فوجده في موضع يُقال له : كندة ، فأتى به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

فقال ( عليه السلام ) : ( يَا أسْود قطعت يَمينكَ وأنتَ تُثني عَلَيَّ ) .

فقال يا مولاي يا أمير المؤمنين : ومالي أثني عليك وقد خالط حبك لحمي ودمي ، فو الله ما قطعتَها إلا بحقٍّ كان عليّ مما ينجي من عذاب الآخرة .

فقال ( عليه السلام ) : ( هَات يَدَكَ ) .

فناوله إياها ، فأخذها ( عليه السلام ) ووضعها في الموضع الذي قُطِعت منه ، ثم غطاها بردائه وقام ، فصلّى ( عليه السلام ) ودعا بدعوات لم تردَّد ، وسمعناه يقول في آخر دعائه : ( آمين ) .

ثم شال الرداء وقال ( عليه السلام ) : ( اتصلي أيَّتها العروق كما كنت ) .

فقام الأسود وهو يقول : آمنتُ بالله ، وبمحمَّدٍ رسوله ، وبعليٍّ الذي رَدَّ اليد بعد القطع ، وتخليتها من الزند .

ثم انكبَّ على قدمَيه وقال : بأبي أنت وأمي يا وارث علم النبوة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:44 pm

إخوتي هذا ثالث أهل البيت و أصحاب الكساء

(( الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ))
الاسم: فاطمة (ع).
ومن ألقابها (ع): الصديقة، المباركة، الطاهرة، الزكية، الرضية، المرضية، المحدثة، الزهراء، البتول، الحوراء، الحرة، السيدة، العذراء، مريم الكبرى، الصديقة الكبرى، ويقال لها في السماء: النورية، السماوية، الحانية.
الكنية: أم أبيها، أم الحسنين، أم الحسن، أم الحسين، أم المحسن، أم الأئمة.
الأب: رسول الله محمد.
الأم: السيدة خديجة الكبرى(ع).


زمان الولادة: 20/ جمادى الثانية/ 5 سنوات بعد البعثة .
مكان الولادة: مكة المكرمة.
الزوج: الإمام أمير المؤمنين.
الأولاد: الحسن، الحسين، زينب، أم كلثوم، محسن السقط.


مدة العمر: 18 سنة وسبعة أشهر.
زمان الاستشهاد: بعد وفاة الرسول (ص) بـ 40 أو 72 أو 75 أو 90 يوماً، وقيل أربعة أشهر.
مكان الاستشهاد: المدينة المنورة.
المدفن: المدينة المنورة، لكن لا يعلم أين موضع قبرها وذلك عملاً بوصيتها لتبقى ظلامتها .
قام بتغسيلها وتكفينها ودفنها: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .


الولادة المباركة
عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (ع) : كيف كان ولادة فاطمة(ع) ؟
فقال (ع) : «نعم، إن خديجة لما تزوج بها رسول الله (ص) هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها وغمها حذراً عليه (ص) ، فلما حملت بفاطمة، كانت فاطمة (ع) تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (ص) ، فدخل رسول الله (ص) يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟
قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني.
قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني [يبشرني] أنها أنثى وإنها النسلة الطاهرة الميمونة، وإن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه».


تفسير بعض ألقابها(ع)
عن يونس أنه قال: «..قال أبو عبد الله (ع) : أتدري أي شيء تفسير فاطمة؟» قلت: أخبرني يا سيدي، قال: «فطمت من الشر».
وقد روت الخاصة والعامة بطرق معتبرة أن النبي (ص) قال: «إنما سميت فاطمة فاطمة لأن الله عزوجل فطم من أحبها من النار».


وفي رواية أن النبي (ص) سئل ما البتول؟ فقال (ص):«البتول التي لم تر حمرة قط».
قال العلامة المجلسي (ره) : إن الصديقة بمعنى المعصومة.
والمباركة: بمعنى كونها ذات بركة في العالم والفضل والكمالات والمعجزات والأولاد.
والطاهرة: بمعنى طهارتها من صفات النقص.
والزكية: بمعنى نموها في الكمالات والخيرات.
والراضية: بمعنى رضاها بقضاء الله تعالى.
والمرضية: بمعنى مقبوليتها عند الله تعالى.
والمحدثة: بمعنى حديث الملائكة معها.
والزهراء: بمعنى نورانيتها ظاهراً وباطناً .

من فضائلها (ع)
في الحديث القدسي عن الله عزوجل: «لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما».
وعن الرسول (ص) أنه قال: «فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعز الناس عليّ».
وعن عائشة أنها قالت: (ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحب بها، وقبّل يديها، وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبّلت يديه).
وعن رسول الله (ص) : «لو كان الحُسن هيئة لكانت فاطمة، بل هي أعظم، إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً».
وعن فاطمة الزهراء (ع): «إن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت».
وعن الإمام الصادق (ع) : «لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض، آدم فمن دونه».
وعن الإمام الكاظم (ع) : «لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين.. أو فاطمة من النساء».
وعن الإمام الحجة (ع) : «وفي ابنة رسول الله لي أسوة حسنة» الحديث.
وقد استدل الفقهاء بهذه الأحاديث على أفضلية فاطمة الزهراء (ع) على جميع الخلق من الأنبياء والأولياء وغيرهم، عدا أبيها رسول الله (ص) وبعلها أمير المؤمنين (ع)

عبادتها (ع)
عن الإمام الحسن (ع) أنه قال: «رأيت أمي فاطمة(ع) قائمة في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفلق عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت: يا أماه لم تدعي لنفسك كما تدعين لغيرك؟، قالت: يا بني الجار ثم الدار».
وقال رسول الله (ص) لسلمان: «يا سلمان، ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها تفرغت لطاعة الله» الحديث.
وقال الحسن البصري: إنه ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة(ع) كانت تقوم حتى تتورم قدماها.

الأعمال البيتية
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «رأى النبي (ص) فاطمة (ع) وعليها كساء من أجلة(25) الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (ص) ، فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة.
فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر على آلائه، فأنزل الله:
(( ولسوف يعطيك ربك فترضى)).

وعن أمير المؤمنين (ع) : «إنها (ع) كانت عندي... وأنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد..».

الحجاب كرامة المرأة
عن جعفر بن محمد (ع) أنه قال: «استأذن أعمى على فاطمة (ع) فحجبته، فقال لها النبي (ص) : لم تحجبينه، وهو لا يراك؟
قالت (ع): يا رسول الله إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح.
فقال رسول الله (ص) : أشهد أنك بضعة مني».
وقال (ع) : «سأل رسول الله (ص) أصحابه: عن المرأة ما هي؟
قالوا: عورة.
قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟
فلم يدروا.
فلما سمعت فاطمة ذلك، قالت: «أدنى ما تكون من ربها أن تلتزم قعر بيتها»، فقال رسول الله (ص) : «إن فاطمة بضعة مني» .
وقال النبي (ص) لها: «أي شيء خير للمرأة؟».
قالت: «أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل»، فضمها إليه وقال: «ذرية بعضها من بعض».

تسبيح الزهراء (ع)
قد كثرت الأحاديث في فضل تسبيح فاطمة الزهراء (ع) وثوابه، ومنها ما جاء عن الإمام الباقر (ع) قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء(ع) ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (ص) فاطمة، إن تسبيح فاطمة الزهراء (ع) في كل يوم دبر كل صلاة، أحب إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم».
وقال الإمام الصادق (ع) : «يا أبا هارون، إنا لنأمر صبياننا بتسبيح فاطمة(ع) كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه ما لزمه عبد فشقي».

أما كيفية تسبيح الزهراء (ع) أن تقول: أربعاً وثلاثين مرة (الله أكبر)، وثلاثاً وثلاثين مرة (الحمد لله)، وثلاثاً وثلاثين مرة (سبحان الله)، فيكون المجموع مائة، والدوام عليه يوجب السعادة ويبعد الإنسان عن الشقاء وسوء العاقبة كما ورد في بعض الروايات.

دعاء لرفع الحمى
روي عن فاطمة الزهراء (ع) أنها قالت ـ مخاطبة سلمان الفارسي (ره) ـ : «إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا، فواظب عليه» أي الدعاء.
ثم قال سلمان: علمتني هذا الحرز، فقالت:
«بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور، على نبي محبور، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين».
قال سلمان: فتعلمتهن فوالله ولقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم علل الحمى فكل برئ من مرضه بإذن الله تعالى.

صلاة الاستغاثة بها (ع)
وقد روي أنه «إذا كانت لك حاجة إلى الله وضقت بها ذرعاً، فصل ركعتين، فإذا سلمت كبّر ثلاثاً وسبح تسبيح فاطمة (ع) ثم اسجد وقل مائة مرة: (يا مولاتي فاطمة أغيثيني) ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل كذلك، ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل كذلك، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات، واذكر حاجتك تقضى» .

الحج والعمرة قبل النوم
روي عن فاطمة الزهراء(ع) أنها قالت: «دخل عليّ رسول الله (ص) وقد افترشت فراشي للنوم، فقال لي: يا فاطمة لا تنامي إلا وقد عملت أربعة، ختمت القرآن، وجعلت الأنبياء شفعاءك، وأرضيت المؤمنين عن نفسك، وحججت واعتمرت!.
فقلت: يا رسول الله أمرت بأربعة لا أقدر عليها في هذا الحال.
فتبسم (ص) وقال: إذا قرأت ] قل هو الله أحدنك ختمت القرآن، وإذا صليت عليّ وعلى الأنبياء قبلي كنا شفعائك يوم القيامة، وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك، وإذا قلت: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» فقد حججت واعتمرت.

شهادتها (عليه السلام)

تُعد أكبر مصيبة في تاريخ الإسلام فقد رسول الله (ص) والذي تلته شهادة الزهراء (ع).
وقد كان رسول الله (ص) يصف ابنته فاطمة (ع) بأنها (ع) بضعة منه (ص) وأنها أم أبيها، وقد قال (ص) مراراً وتكراراً: فداها أبوها..
ولكن القوم لم يراعوا فيها حق رسول الله (ص) ولا حقها، حيث جرت على فاطمة الزهراء (ع) مصائب عظيمة وجليلة.
حيث هجم الثاني ـ بأمر الأول ـ مع مجموعة من الأوباش على دارها، وقد جمعوا حطباً، فأمر بحرق الدار ثم ضرب برجله الباب، ولما أحس بأن فاطمة الزهراء (ع) لاذت وراء الباب عصرها (ع) بين الحائط والباب حتى انكسر ضلعها وأسقطت جنينها الذي سماه رسول الله (ص) محسناً، ولكزها الملعون قنفذ بنعل السيف، وضربها بالسوط على عضدها حتى صار كمثل الدملج، فمرضت (ع) مرضاً شديداً، ومكثت أربعين ليلة في مرضها، وقيل 75 يوماً، وقيل 90 يوماً، وهي تعاني من آلامها وتشكو إلى الله من ظلمها، ومن بعد ذلك توفيت شهيدة مظلومة، وقد أوصت بأن يخفى قبرها ولا يحضر جنازتها من ظلمها، وبذلك أثبتت ظلامتها وظلامة بعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفضحت الظالمين والغاصبين للخلافة إلى يوم القيامة.


ومن أقوالها عليها السلام:

نحن الوسيلة
قالت السيدة فاطمة الزهراء (ع): «واحمدوا الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصته ومحل قدسه، ونحن حجته في غيبه ونحن ورثة أنبيائه».

خالص العبادة
وقالت (ع): «من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عزوجل له أفضل مصلحته»(59).

أكرموا النساء
وقالت (ع): «خياركم ألينكم مناكبه وأكرمهم لنسائهم».

وفي نصرة الحق
وعن أبي محمد (ع) قال: «قالت فاطمة (ع) وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شيء من أمر الدين، إحداهما معاندة والأخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاً شديداً، فقالت فاطمة (ع): إن فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك، وإن حزن الشيطان ومردته بحزنها عنك أشد من حزنها، وإن الله عزوجل قال للملائكة: أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مما كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان معداً له من الجنان».

البشر في وجه المؤمن
وقالت (ع): «البشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة، والبشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النار».

أبوا هذه الأمة
وقالت (ع): «أبوا هذه الأمة محمد وعلي، يقيمان أودهم، وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما».

من شروط قبول الصيام
وقالت (ع): «ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه».

لا عذر بعد يوم الغدير
ولما مُنعت (ع) من فدك وخاطبت القوم...، قالوا لها: يا بنت محمد، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحداً، فقالت (ع): «وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذراً».

من هو الشيعي؟
وقال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله (ص) فسليها عني أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟
فسألتها، فقالت (ع): «قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا».
فرجعت فأخبرته فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا؟ فأنا إذاً خالد في النار، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار.
فرجعت المرأة فقالت لفاطمة (ع) ما قال زوجها.
فقالت فاطمة (ع): «قولي له: ليس هكذا، [فإن] شيعتنا من خيار أهل الجنة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعدما يطهّرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا».

تعليم المسائل الشرعية
وعن الإمام الحسن العسكري (ع) قال: «وحضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء (ع) فقالت: إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة (ع) عن ذلك.
ثم ثنت، فأجابت، ثم ثلثت فأجابت إلى أن عشرت، فأجابت ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشق عليك يا بنت رسول الله.
قالت فاطمة (ع): هاتي وسلي عما بدا لك، أرأيت من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكرائه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟
فقالت: لا.
فقالت: اكتريت أنا لكل مسالة بأكثر من ملئ ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل عليّ»
سير أهل البيت عليهم السلام VzG68501
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:48 pm

واليكم كرامات السيدة المعصومة (عليها السلام)


[size=16]ولسنا بحاجة ـ بعد القرآن الكريم والروايات المتواترة عن المعصومين (عليهم السلام) ـ إلى ما ذكروه إلا بعنوان المؤيد لهذه الحقيقة الثابتة، فإنّ كتاب الله تعالى وروايات أهل البيت (عليهم السلام) قد تكفّلت ببيانها بما لا تدع مجالاً للرّيب أو التشكيك.

ويأتي الحبيب المصطفى محمد (صلّى الله عليه وآله) في المرتبة الأولى الذي كان في قربه من الله تعالى كـ(قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) والذي هو المجلى الأتم لاسم الله الأعظم، والذي ما عرفت ولن تعرف البشريّة في تاريخها شخصاً في عظمته وكماله ومقامه كالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله)، إلا أن يكون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنّهما من نور واحد ويتلوه في المرتبة.

وإنّه لمن قصور البيان بل من سوء الأدب أن يقرن النبي (صلّى الله عليه وآله) أو يقاس بسائر الناس، وأنّى للناس أن يدركوا مقامه وهو القائل (صلّى الله عليه وآله): (كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين)(2)، و(عليّ مني وأنا منه)(3).

وأنّى للبشر أن تحوم أفهامهم حول تلك العظمة وذلك الكمال وهو القائل (صلّى الله عليه وآله) يخاطب عليّاً (عليهما السلام): (يا علي النّور اسمي والمـــشكاة أنت)(4)، و(أنت منّي كــروحي من جسدي)(5) و(أنت منّي كالـــضّوء من الضّوء)(6).

ويتلو مرتبتي المصطفى والمرتضى مرتبة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والصديقة الزهراء (عليها السلام)، فإنّهم الأنوار الذين خلقهم الله وجعلهم بعرشه محدقين، حتى منّ بهم علينا فجعلهم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليهم وما خصنا به من ولايتهم طيباً لخلقنا، وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا.

ويتلوهم مقامات الرسل والأنبياء والأولياء على اختلاف منازلهم ومراتبهم.

وغرضنا من ذلك كلّه الإشارة إلى أن الله تعالى قد اختصّ بعض عباده بمميّزات وقدرات خاصة، ومعاجز وكرامات، هي مظاهر لقدرة الله تعالى، وعلائم على القرب منه، والمنزلة عنده، والوجاهة لديه، وأردنا به الاستطراق إلى ما نحن فيه.

فإنّ السيدة فاطمة المعصومة وهي بنت وليّ من أولياء الله، وأخت وليّ من أوليائه، وعمّة وليّ من أوليائه، وحظيت برعاية المعصوم واهتمامه، وهي أهل لذلك فبلغت من المنزلة والشأن ما قد عرفت، فكان لها من الكرامات نصيب وافر، ولا زال حرمها الشريف ملاذاً لذوي الحاجات فتقضى حاجاتهم، ولذوي الدعوات فتستجاب دعواتهم، ولذوي الكربات فتكشف كرباتهم، ولذوي الآمال فتتحقق آمالهم، وذلك من آثار التوسّل بها، ووجهاتها عند الله، ولا سيما عند انسداد أبواب الأسباب الطبيعية وتعسّر أو تعذر الطّرق المألوفة.

وقد تواتر نقل الحوادث المختلفة، حتى أصبح من المألوف أن يسمع الإنسان عن كرامة للسيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في شفاء مرض مستعصٍ قد عجز الأطباء عن علاجه، أو نجاة من هلكة تبدو محقّقة الوقوع، أو استجابة دعاء صالح يُرى أنّه بعيد الاستجابة، أو قضاء حاجة تبدو مستحيلة، أو حلّ مسألة علميّة معضلة لا يظهر وجهها، وغير ذلك من القضايا والحوادث، وكم سمعنا من مشايخنا وأساتذتنا عن كثير من العلماء أنّهم لجأوا إلى حرمها الشّريف ولاذوا بقبرها وتوسلوا بها (عليها السلام) لكشف ما أبهم واستعصى عليهم من المسائل العلميّة الدقيقة فوجدوا آثار ذلك ونالوا ما أرادوا، وكذا نقل الثقات عن كثير من المؤمنين أنّهم قصدوها في كثير من الشؤون المختلفة فظفروا بما كانوا يبتغون، ولا زال اللائذون بحرمها يرون آثار الخير والبكرة والألطاف الخفيّة والجليّة عند التوسل بها إلى الله، فإنّه تعالى قد جعلها باباً من أبواب الرحمة، وملاذاً يلوذ به ذوو الحاجات.

وأمّا ما أثبتته الأقلام فهو أيضاً كثير، ومن ذلك:

ما ذكره المحدّث النوري في دار السلام حيث قال: ومن آيات الله العجيبة التي تطهر القلوب عن رجز الشياطين، أنّه في أيام مجاورتنا في بلد الكاظمين (عليهما السلام) كان رجل نصراني ببغداد يسمّى يعقوب، عرض له مرض الاستسقاء، فرجع إلى الأطباء فلم ينفعه علاجهم، واشتدّ به المرض، وصار نحيفاً ضعيفاً، إلى أن عجز عن المشي، قال: وكنت اسأل الله تعالى مكرّراً الشفاء أو الموت إلى أن رأيت ليلة في النام ـ وكان ذلك في حدود الثمانين بعد المائتين والألف، وكنت نائماً على السرير ـ سيّداً جليلاً نورانياً طويلاً حضر عندي فهزّ السرير، وقال: إن أدرت الشّفاء فالشرط بيني وبينك أن تدخل بلد الكاظمين (عليهما السلام) وتزور فإنّك تبرأ من هذا المرض، فانتبهت من النوم، وقصصت رؤياي على أمّي، فقالت: هذه من الشياطين، وأتت بالصّليب والزنّار وعلّقتهما عليّ، ونمت ثانياً، فرأيت امرأة منقبّة عليها إزارها، فهزّت السرير، وقالت: قم فقد طلع الفجر، ألم يشترط عليك أبي أن تزوره فيشفيك؟ فقلت: ومن أبوك؟ قالت: الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فقلت: ومن أنت؟ قالت: أنا المعصومة أخت الرضا (عليه السلام)، فانتبهت متحيّراً في أمري ما أصنع وأين أذهب؟ فوقع في قلبي أن أذهب إلى بيت السّيد الراضي البغدادي، الساكن في محلّة الرّواق منه، فمشيت إليه فلمّا دققت الباب نادى من أنت؟ فقلت: افتح الباب، فلمّا سمع صوتي نادى بنته افتحي الباب، فإنّه نصراني يريد أن يدخل في الإسلام، فقلت له بعد الدخول: من أين عرفت ذلك؟ فقال: أخبرني بذلك جدّي (عليه السلام) في النوم، فذهب بي إلى الكاظمين (عليهما السلام)، ودخل بي على الشيخ الأجل الشيخ عبد الحسين الطّهراني أعلى الله مقامه فحكيت له القصّة، فأمر بي أن يذهب إلى الحرم المطهّر، فذهبوا بي إليه وطافوا بي حول الشبّاك ولم يظهر لي أثر.

فلمّا خرجت منه تألّمت هنيئة وعرض لي عطش فشربت الماء، فعرض لي اختلاط، فوقعت على الأرض، فكأنه كان على ظهري جبل فحطّ عني، وخرج نفخ بدني، وبدّل اصفرار وجهي إلى الحمرة، ولم يبق فيّ أثر من المرض، فرجعت إلى بغداد لأخذ مؤنتي من مالي، فاطّلع أهلي وأقاربي، فأخذوني وذهبوا بي إلى بيت فيه جماعة فيها أمّي، فقالت لي: سوّد الله وجهك، ذهبت وكفرت، فقلت: ترين ما بقي من مرضي أثر، فقالت: هذا من السّحر، ونظر سفير الدولة الإنكليزية إلى عمّي، وقال: ائذن لي أن أؤدبه، فإنّه قد كفر اليوم، وغداً يكفر جميع طائفتنا، فأمر بي فجرّدوني وأضجعوني وضربوني بالآلة المعروفة بقرباچ، وهو مشتمل على شعب من السّيم الموضوعة على رأس شبه الإبر، فجرى الدّم من أطراف بدني، ولكن لم يؤثّر فيّ من جهة الوجع والألم، إلى أن وقعت أختي نفسها عليّ فكفّوا عنّي، وقالوا لي: اقبل على شأنك، فرجعت إلى الكاظمين (عليهما السلام)، ودخلت على الشيخ المعظم فلقّنني الشهادتين، وأسلمت على يديه، فلمّا كان وقت العصر بعث المتعصّب العنيد (نامق باشا) رسولاً إلى الشيخ ومعه كتاب فيه: إنّ رجلاً أتى إليك ليسلم، وهو من رعايانا وتبعة الإفرنج، فلابدّ أن يسلم عند القاضي، فأجابه: إنّ الذي ذكرته أتى عندي ثم ذهب لشأنه، وأخفاني وبعثني إلى كربلاء، واختتنت هناك، وزرت المشهد الغروي، ورجعت، ثم بعثني مع رجل صالح من أهل اصطهبانات من توابع شيراز إلى العجم، وكنت في القرية المذكورة سنة، فلمّا دخلت بلد الكاظم (عليه السلام) تحرّك فيّ عرق الرّحم، واشتقت إلى لقائهم، وذكرت ذلك للشيخ الأجل الأفقه الشيخ محمد حسن الكاظمي المدعو بياسين جعله الله في درعه الحصين، فمنعني وقال: أخاف أن يلزموك، فإمّا أن تعذّب أو ترجع إلى النصرانيّة، فرجعت عن قصدي، ورأيت في تلك الليلة في النوم كأنّي في بريّة واسعة مخضرّة من النبات، وفيها جماعة من السادة وكان رجل واقف فيها، فقال لي: لم لا تسلّم على نبيّك؟ فسلّمت عليهم، فقال لي أحد السيّدين اللّذين كانا مقدّمين على جميعهم: أتحبّ أن ترى أباك؟ فقلت: نعم، فقال لذلك الرجل: اذهب به إلى أبيه ليراه، فذهب بي فرأيت جبلاً مظلماً يستقبلني، فلمّا قرب منّي استحرّ الهواء فصار مثل الصّيف وارتفع صوت وفتح منه باب صغير يشتعل ناراً يصيبني شررها، واسمع من داخل صياح إنسان، وكان أبي، فاستوحشت فردّني إلى السادة، وكانوا يضحكون عليّ، وقالوا: أتريد أباك بعد هذا؟ فقلت: لا، ثم أمروا بي أن اغتمس في حياض كانت هناك، وهي سبعة فاغتمست بأمرهم في كل واحد منها ثلاث مرات، ثم أتي لي بثياب بيض فلبستها، وانتبهت من النوم، فرأيت بدني يحك وخرجت من محلّ كلها دماميل كبار، وذكرت ذلك للشيخ الأجل فقال: ذلك ممّا في بدنك من لحم الخنزير، واثر الخمر، يريد الله أن يطهّرك منه لمّا أسلمت. وكان يخرج منها القروح إلى أسبوع، وانصرف عن عزمه لزيارة أهله، ورجع إلى محلّ هجرته وتزوّج فيه، واشتغل بذكر قراءة مصائب أبي عبد الله (عليه السلام)، وهو الآن به.

وله أهل وأولاد وتشرّف في خلال تأليف الكتاب مع أهله بزيارة أئمة العراق (عليهم السلام) ثانياً، ثم رجع كثّر الله تعالى أمثاله وأصلح باله وأحسن مآله.(7)

وإنّما ذكرنا هذه القصّة بطولها لأنّها اشتملت على ذكر السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) وأنّها كانت أحد أسباب اللطف الإلهي لصاحب القضيّة.

هذا، وقد أحصى بعض الباحثين بعض كرامات السيدة المعصومة فعدّ منها مائة كرامة، ونختار نماذج منها.

فمنها: ما كتبه العالم والخطيب القدير الشيخ جوانمرد، عمّا جرى من كرامة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) لإحدى بناته فقال: في عام 1984م رزقنا الله بنتاً أسميناها (أسماء) وما إن مضى شهران على ولادتها حتى أصيبت بمرض الاختناق وضيق النفس.

تصوّرنا في البداية أن المرض هو (ذات الرئة) الربو، فأخذناها إلى طبيب مختصّ بأمراض الأطفال، وكان تشخيصه الأول أنّها مصابة بالربو، فأدخلناها مستشفى آية الله الگلبايگاني، وبقيت فيه اثني عشر يوماً تقريباً، تتعالج عن هذا المرض، وقد وضعت في الحاضنة، ولكن لم يظهر أي أثر للعلاج.

وبعد اثني عشر يوماً أخذناها إلى طبيب آخر مختصّ بأمراض الحنجرة والأنف ووصف دواء ولكن بلا فائدة.

ثم انتقلنا إلى طهران فلعلّ تشخيص المرض يتمّ هناك، وبعد مراجعة عدّة مستشفيات تقرّر أخيراً إدخالها مستشفى (أخوان طهران) المتخصص بعلاج الأطفال.

وبقيت راقدة في المستشفى لمدّة شهر كامل، كانت تعيش خلالها على التنفس الصناعي والمغذّي المائي ـ المنعش ـ عن طريق الوريد.

وبعد الفحوصات الطبيّة أخبرونا عن احتمال وجود جسم غريب في رئتها، وهو السبب في أصابتها بحالة الاختناق وضيق التنفس، وقالوا: لابدّ من إجراء عملية بالمنظار لاكتشاف ذلك الجسم الغريب، إلا أن هذا الجهاز غير موجود في المستشفى، وذكروا أيضاً أن إجراء هذه العملية ربّما يؤدي بحياة الطفلة نظراً لصغر سنّها، خرجنا من المستشفى ولم يكن لنا بد من الرجوع إلى قم، وقد اشتدّت حالة الاختناق عندها، فلم تعد قادرة على الأكل والنوم.

وعلى إثر إصرار أمّها عدنا بها إلى طهران مرّة أخرى، وأدخلناها مستشفى المفيد في طهران، وبقيت على الفراش اثني عشر يوماً، وأجريت لها عمليّة المنظار وتبيّن أن الرئتين سليمتان، وقالوا لنا: من المحتمل أن تكون عضلات الحنجرة مصابة بارتخاء، وهو السبب في حالة الاختناق وضيق التنفس.

خرجنا من المستشفى بلا فائدة ورجعنا إلى قم ونحن في حالة شديدة من اليأس.

بعد يومين أو ثلاثة قرّرت أم الطفلة أن تصوم وتلتجئ بها إلى حرم السيدة الجليلة فاطمة المعصومة (عليها السلام).

صامت الأم في ذلك اليوم، وفي الليل أخذت طفلتها وذهبت بها إلى الحرم الشريف، وكانت قد قالت لأحد أولادها أن يأتي إلى الحرم في الساعة الثانية عشر ليلاً ليرجع بها إلى المنزل.

وفي الموعد ذهب الولد إلى الحرم ليأخذ أمّه إلى المنزل فقالت له أمه: إلى الآن لم تظهر أي نتيجة، ارجع وسأبقى إلى الصباح.

تقول الأم: بقيت إلى الصّباح في الحرم مشتغلة طيلة الوقت بالدعاء والبكاء، وقد ربطت الطفلة بمنديل في ضريح السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، وهي في تلك الحالة من الاختناق وضيق التنفس، وكان كلّ من يراها فكأنّه يرى أن الموت على بعد خطوات منها.

كنت بين حين وآخر أضع في فم الطفلة ملعقة من الماء الممزوج بالسكر، فقالت لي نسوة هناك لا تؤذي الطفلة ودعيها وشأنها.

حتى إذا أذّن لصلاة الصبح تركت الطفلة وابتعدت قليلاً عن الضّريح، وبعد أن صلّيت الفريضة اعترتني حالة تغيّرت فيها أحوالي وصرت أسائل نفسي: كيف أرجع بهذه الطفلة بلا فائدة؟ هناك قلت: إلهي لم يبق لي أمل سوى قبر السيدة المعصومة، وإلى هذه اللحظة لم تظهر أي نتيجة.

بكيت قليلاً وجئت إلى الطفلة لأفتح المنديل، ويا للعجب رأيت الطفلة قد نامت في وقت ما كانت تستطيع فيه أن تنام، لم أخبر أحداً بشيء وفتحت المنديل، ولم تكن الدنيا تسعني من الفرحة والسرور، وأخذت الطفلة وتوجّهت بها إلى المنزل.

بقيت الطفلة نائمة إلى الظهر وبعده استيقظت من نومها، فشربت الحليب وهي في صحة تامّة.

وقد منّ الله سبحانه وتعالى على ابنتي بالشفاء الكامل ببركات قبر السيدة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام).

وقد مضى على هذه الحادثة عشر سنوات وهذه الطفلة في الصف الرابع الابتدائي، وهي تلميذة متفوقة في دراستها كما أنّها ملتزمة بالصلاة وسائر المسائل الشرعيّة، وذلك من ألطاف كريمة أهل البيت (عليها السلام).(Cool

ومنها: ما نقله الميرزا موسى فراهاني عن مسؤول حراسة حرم السيدة المعصومة (عليها السلام) أنّه في ليلة من ليالي سنة 1300هـ، كنت أتولّى فيها الحراسة فجيء بامرأة من كاشان مصابة بالشّلل للاستشفاء وربطت بالضّريح.

وفي الساعة المقرّرة لإغلاق أبواب الحرم بقيت هذه المرأة في الحرم وأغلقت الأبواب، وكنت خارج الحرم أتولّى الحراسة.

بعد منتصف الليل سمعت صوت المرأة وهي تقول: لقد شافتني.

فتحت باب الحرم ورأيت تلك المرأة السعيدة وقد شفيت، فسألتها عن كيفيّة شفائها، فقالت: أصابني العطش الشديد وخجلت أن أدقّ الباب وأطلب منك الماء، ولذا نمت بعطشي، فرأيت في منامي أنّها أعطتني قدحاً من الماء، وقالت: اشربي هذا الماء وستجدين الشّفاء.

فشربت الماء وانتبهت من النوم ولا أثر للعطش ولا للمرض.(9)

ومنها: ما نقل متواتراً عن المحروم السيد محمد الرضوي أحد خدّام الحرم المطهّر، قال: في ليلة رأيت السيدة المعصومة في عالم الرؤيا وهي تقول: قم وأضئ مصابيح المنائر، فانتبهت من نومي، ونظرت إلى الساعة فرأيت أنّه بقي أربع ساعات إلى أذان الصبح، فعدت إلى النوم ثانية، فرأيت نفس الرؤيا بعينها، ولكني عدت إلى النوم، وفي المرّة الثالثة رأيت نفس الرؤيا وقالت لي بغضب: ألم أقل لك أن تقوم وتضيء مصابيح المنائر؟ فقمت وأضأت المصابيح، وكان الجوّ شديد البرودة والثلج يتساقط بغزارة وقد غطّى الأماكن.

وفي اليوم التالي كان الجوّ صحواً، وكنت واقفاً في الصّحن المطهّر فرأيت جمعاً من الزوار يتحدّثون وأحدهم يقول للآخر: كم يجب علينا أن نشكر هذه السيدة، ولو تأخرت إضاءة المصابيح دقائق معدودة لهلكنا من شدّة البرد.

فتبيّن أنّ هؤلاء الزوّار على إثر تساقط الثلج بغزارة واختفاء معالم البلد قد ضلّوا الطريق، وبقوا في وسط الصحراء، ولكن لمّا أمرتني السيدة بإضاءة المصابيح بانت معالم المدينة لهم وأوصلوا أنفسهم إليها، ونجوا من أذى البرد وشدّته.(10)

ومنها: ما نقله من كتاب قصص العلماء للميرزا الحاج محمد التنكابني المتوفى سنة 1302هـ، قال: في إحدى زياراتي لحرم السيدة المعصومة (عليها السلام) مرض ولدي وزوجتي مرضاً شديداً، وأشرفا على الموت، فجئت إلى حرم ابنة باب الحوائج، وقلت: نحن جئنا من مكان بعيد ولذنا بباب بيتك، ولا نتوقّع أبداً أن نرجع من عندك بالحزن ورغم الأنف والخيبة، وفي نفس تلك اللحظة شفي كلا المريضين وأنقذا من حافّة الموت.(11)

ومنها: ما نقل عن المرحوم الحاج الشيخ محمود علمي الذي كان متولياً على المدرسة الفيضية من قبل آية الله البروجردي، أنّه قال: في زمان المرحوم آية الله الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم المتوفى في 17 ذي القعدة سنة 1355هـ، كنت أرى شخصاً عاجزاً لا يستطيع أن يجمع رجليه، وكان يتّكئ على يديه ويسحب بدنه زاحفاً على الأرض، وكان يأتي على هذه الحالة إلى الحرم للزيارة من دار الشفاء عن طريق المدرسة الفيضيّة. فسألته يوماً عن حاله، فقال: أنا من أهل القفقاز (آذربيجان) وعروق رجلي يابسة، ولا قدرة لي على المشي، وقد زرت مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) للاستشفاء ولكن بلا فائدة، فجئت ولعلّي أجد الشفاء هنا.

وكان من المتعارف في ذلك الوقت أنّه إذا حدثت كرامة من كرامات السيدة المعصومة (عليها السلام) تضرب النقّارة ويسمع صداها إعلاماً لعامّة الناس بما وقع.

وفي ليلة من ليالي شهر رمضان رأيت النقّارة تضرب، وسمعتهم يقولون إنّ السيدة المعصومة قد شافت شخصاً مصاباً بالفالج.

كنت مع بعض الأصدقاء في سفر إلى (أراك) وركبنا عربة تجرّها الخيول، وخرجنا من قم إلى (أراك) فلمّا وصلنا إلى مسافة تبعد عن أراك ستة فراسخ وإذا بنا نرى ذلك الشخص الكسيح العاجز عن المشي ورجلاه سليمتان وقد عوفي من مرضه تماماً، وكان عازماً على زيارة كربلاء مشياً على قدميه، فأركبناه في العربة معنا حتى أوصلناه إلى أراك.(12)

ومنها: ما نقله عن صاحب كتاب أنوار المشعشعين أنه قال: أذكر أن جملاً قد آذاه صاحبه، فالتجأ إلى حرم السيدة المعصومة، وبرك مستريحاً في أسفل الإيوان حتى جاء صاحبه وأخذه.

وقد جرى نظير ذلك في حرم الإمام الرضا (عليه السلام) حيث التجأ إلى حرمه (عليه السلام) جمل، وذكرت قصّته ونشرتها الصحف والجرائد.(13)

وذكر المرحوم الشيخ فرج العمران ـ أحد أبرز علماء القطيف ـ المتوفى سنة 1398هـ في كتابه الأزهار أنّه شاهد في حرم الإمام الرضا (عليه السلام) حادثة مشابهة فقال: وفي صبيحة يوم الاثنين الثالث عشر من الشهر المؤرّخ ـ أي ربيع الثاني عام 1394هـ التجأ ستة أباعر إلى مشهد الإمام الرضا (عليه السلام)، وكان مكانها يبعد عن المشهد المقدّس أربع ساعات، والموجب إلى التجائها أن أهلها أرادوا ذبحها، ولمّا وصلت إلى الصّحن الشّريف عتقت من الذّبح، وأمر أن تجعل في بستان من بساتين الإمام الرضا، وقد خيّر مالكها بين أخذ ثمنها وبين تخلية أمرها، واختار أن يخلوا أمرها فضمن لمالكها مدفن في الصّحن الشريف مجاناً، وذلك كلّه من بركات الإمام الرضا ضامن الجنّة، وممّن رآها جمع كثير..

وقد سبق نظير هذه الحادثة أكثر من مرّة، ولا عجب من كرامات أهل البيت، فإنّهم ملجأ الخائفين وأمان المروّعين.

وبمناسبة هذه الكرامة أنشأ الفاضل الشيخ محسن بن الحاج علي بن صالح المعلم من أهل الجارودية هذه الأبيات الآتية:

يا مــــــــلاذ الأنــــــام يا حــجة الله علـى الخلق أنـــــت حاوي المعاجز

عصـمة الملتـــــــــجين والله أنـــتم مأمــــــن الخائـــفين عــند الهزاهز

والمــــطايا ببــــــــابكم لاجــــــئات عائدات منكم بأسنى الجوائز(14)

ونكتفي بهذه النماذج القليلة من كرامات السيدة المعصومة (عليها السلام)، وأمّا ما ذكر من كراماتها فهو فوق حدّ الإحصاء، وهي شواهد على أنّ هذه السيدة الجليلة باباً من أبواب الرحمة واللّطف، وقد جعلها الله تعالى ملاذاً للعباد تقضى عندها حوائجهم، وتستجاب عندها دعواتهم، ويحظون بالخير والبركات، فإنّ لها عند الله شأناً من الشّأن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:50 pm

الاسم: الحسن (ع) .

الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .

الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) .

الكنية: أبو محمد وأبو القاسم.

الألقاب: السيد، السبط، الأمير، الحجة، البر، التقي، الأثير، السبط الأول، الزكي، المجتبى، الزاهد، و....

بعض أوصافه (ع) : كان أبيض مشربا بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، دقيق المسربة، كث اللحية، ذا وفرة، كأن عنقه إبريق فضة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخضب بالسواد، وكان جعد الشعر حسن البدن.

تاريخ الولادة: ليلة الثلاثاء، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة.

مكان الولادة: المدينة المنورة.

مدة العمر: 47 عاماً.

تاريخ الشهادة: 7 صفر، عام 50 للهجرة، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة سبع وأربعين للهجرة.

مكان الشهادة: المدينة المنورة.

القاتل: جعدة بنت الأشعث بن قيس، وقيل: جون بنت الأشعث، بأمر من معاوية.

وسيلة القتل: السم الذي أرسله معاوية بعد أن كان قد ضمن لجعدة مبلغ مائة ألف درهم وأن يزوجها يزيد ابنه.

المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة.

نقش خاتمه: العزة لله.
التسمية المباركة

عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال: «لما ولدت فاطمة (ع) الحسن (ع) قالت لعلي (ع) : سمه. فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله (ص) .
فجاء رسول الله (ص) ... ثم قال لعلي (ع) : هل سميته؟
فقال: ما كنت لأسبقك باسمه.
فقال (ص) : وما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل.
فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل: أنه قد ولد لمحمد ابن، فاهبط، فاقرأه السلام وهنّه وقل له: إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمه باسم ابن هارون.
فهبط جبرئيل (ع) فهنأه من الله تعالى ثم قال: إن الله جل جلاله يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون.
قال (ص) : وما كان اسمه؟
قال: شبر.
قال: لساني عربي.
قال: سمه الحسن، فسماه الحسن».

وعن عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا: (الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا).

الرسول (ص) يذكر فضائله (ص)
وقال رسول الله (ص) : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

وعن أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) قال: رأيت رسول الله (ص) يقبل الحسن والحسين (ع) وهو يقول: «من أحب الحسن والحسين وذريتهما مخلصاً، لم تلفح النار وجهه ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج، إلا أن يكون ذنبه ذنباً يخرجه من الإيمان».

وعن النبي (ص) قال: «من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني».

وعن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله (ص) في جبل ـ إلى قوله ـ إذ أقبل الحسن بن علي (ع) يمشي على هدوء ووقار، فنظر إليه رسول الله (ص) ـ إلى قوله ـ فقال (ع) : «إن جبرئيل يهديه وميكائل يسدده وهو ولدي والطاهر من نفسي، وضلع من أضلاعي، هذا سبطي وقرة عيني، بأبي هو» وقام رسول الله (ص) وقمنا معه وهو يقول له: «أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي»، وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله فنظر إلى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه، ثم قال (ص) : «إنه سيكون بعدي هادياً مهدياً، هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني، ويعرِّف الناس آثاري، ويحيي سنتي، ويتولى أموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك، وبرَّني فيه وأكرمني فيه,,,

وقال رسول الله (ص) : «إن الحسن والحسين شنفا العرش، وإن الجنة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال الله لها: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين؟ قال: فماست كما تميس العروس فرحاً».

وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «حدثني أبي عن أبيه (ع) : إن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره، شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار، وكان (ع) لا يقرأ من كتاب الله: (يا أيها الذين آمنوا[color=#993300] اللهم لبيك، ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم
منطقاً».

وحج خمساً وعشرين حجة ماشياً وقاسم الله تعالى ماله مرتين وفي خبر: قاسم ربه ثلاث مرات.

وجاء في روضة الواعظين عن الفتال: أن الحسن بن علي (ع) كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: «حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله». وكان (ع) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول: «إلهي، ضيفك ببابك، يا محسن، قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم».

في كرمه (ع)
جاء بعض الأعراب إلى الإمام الحسن (ع) فقال (ع) : «أعطوه ما في الخزانة» فوجد فيها عشرون ألف دينار، فدفعها إلى الأعرابي، فقال الأعرابي: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنثر مدحتي؟
فأنشأ الحسن (ع) :

نحـــن أناس نوالـــــــنا خضل يرتع فيــــه الرجـــــــاء والأمــل

تجـــــود قبـــل السؤال أنفسنا خوفاً على ماء وجـــــه من يسل

لو علـــــــم البحر فضل نائلنا لغاض من بعد فيضه خجل

وروي: (أن الإمام الحسن (ع) سمع رجلاً يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن (ع) إلى منزله فبعث بها إليه).
وجاءه (ع) رجل يشكو إليه حاله وفقره وقلة ذات يده بعد أن كان مشرباً، فقال (ع) له: «يا هذا حق سؤالك يعظم لديّ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لديّ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله عزوجل قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عني مؤونة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت».
فقال: يا ابن رسول الله، أقبل القليل وأشكر العطية واعذر على المنع.
فدعا الحسن (ع) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها وقال: «هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم» فأحضر خمسين ألفاً.
قال: «فما فعل الخمسمائة دينار؟».
قال: هي عندي.
قال: «أحضرها».
فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: «هات من يحملها لك»، فأتاه بحمَّالين، فدفع الحسن (ع) إليه رداءه لكِرى الحمَّالين، فقال مواليه: والله ما بقي عندنا درهم، فقال (ع) : «لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم».

التواضع شيمة العظماء
مر الإمام الحسن (ع) على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء.
فنزل وقال: «إن الله لا يحب المستكبرين» وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا، والزاد على حاله ببركته (ع) ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم.


من حقوق الحيوان
عن نجيح قال: رأيت الحسن بن علي (ع) يأكل وبين يديه كلب، كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها، فقلت له: يا ابن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟
قال: «دعه، إني لأستحيي من الله عز وجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه».

حسن الخلق
وروي أن غلاماً له (ع) جنى جناية توجب العقاب فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي (والكاظمين الغيظ).
قال: «خلوا عنه».
فقال: يا مولاي (والعافين عن الناس).
قال: «عفوت عنك».
قال: يا مولاي (والله يحب المحسنين).
قال (ع) : «أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك».


الله أعلم حيث يجعل رسالته
روي: أن شامياً رأى الإمام الحسن (ع) راكباً، فجعل يلعنه والحسن (ع) لايرد، فلما فرغ أقبل الحسن (ع) فسلم عليه وضحك فقال: «أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا اعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وان كنت عرياناً كسوناك، وان كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيرا».
فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: اشهد أنك خليفة الله في أرضه (الله أعلم حيث يجعل رسالته[ ، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحب خلق الله إليّ، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم.

في عظمته (ع)
عن محمد بن إسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (ص) ما بلغ الحسن (ع) ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق، فما مرّ أحد من خلق الله إجلالاً له، فإذا علم قام ودخل بيته فمرّ الناس، ولقد رأيته في طريق مكة ماشياً فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى.
وعن أنس قال: لم يكن منهم أحد أشبه برسول الله من الحسن بن علي.
وقيل له: فيك عظمة قال: «لا بل فيّ عزة، قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)

شهادته (ع) المؤلمة
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «قال الحسن (ع) لأهل بيته إني أموت بالسم، كما مات رسول الله (ص) .
فقالوا: ومن يفعل ذلك؟
قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فإن معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك.
قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك.
قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس.
فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً، وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً، ويزوّجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن (ع) ، فانصرف (ع) إلى منزله وهو صائم، فأخرجت له وقت الإفطار وكان يوماً حاراً شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني، قتلك الله، والله لا تصيبين مني خلفاً ولقد غرّك وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه».
فاسترجع الإمام (ع) وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه جده وأبيه وعميه حمزة وجعفر فمكث (ع) يومين ثم مضى. ))

ومن أقواله عليه السلام:

(( من هو القريب ))
قال الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله وسلامه عليه): «القريب من قرّبته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من بعّدته المودة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد، وإن اليد تغل فتقطع، وتقطع فتحسم».

التقية
وقال (ع) : «إن التقية يصلح الله بها أمة، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، فإن تركها أهلك أمة، تاركها شريك من أهلكهم، وإن معرفة حقوق الإخوان يحبب إلى الرحمن، ويعظم الزلفى لدى الملك الديان، وإن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان».

حب الدنيا
وقال (ع) : «من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا لم يزدد منها إلا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً، والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟! والخير كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة، وسعادة كثيرة».


ممن تطلب حاجتك
وقال (ع) : «إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها» قيل: يا بن رسول الله (ص) ومن أهلها؟ قال: «الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال: (إنما يتذكر أولوا الألباب) قال: هم أولو العقول».

من آداب المائدة
وقال (ع) : «في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع منها فرض، وأربع سنة، وأربع تأديب، فأما الفرض: فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر، وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام والجلوس على الجانب الأيسر والأكل بثلاث أصابع ولعق الأصابع، وأما التأديب فالأكل مما يليك وتصغير اللقمة وتجويد المضغ وقلة النظر في وجوه الناس».

هذه هي العبودية
عن محمد بن علي (ع) قال: «قال الحسن (ع) : إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه».

من كفل لنا يتيماً
وقال (ع) : «من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا [ محبتنا ] باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه، قال الله عزوجل: يا أيها العبد الكريم المواسي، أنا أولى بالكرم منك، اجعلوا له ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم».


طالب الدنيا

وقال (ع) : «الناس طالبان، طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز».


ولاية أمير المؤمنين (ع) في الكتب السماوية

وقال (ع) : «من دفع فضل أمير المؤمنين (ع) على جميع مَن بعد النبي (ص) فقد كذب بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب الله المنزلة؛ فإنه ما نزل شيء منها إلا وأهم ما فيه بعد الأمر بتوحيد الله تعالى والإقرار بالنبوة: الاعتراف بولاية علي والطيبين من آله ».

والسلام على كريم أهل البيت


سير أهل البيت عليهم السلام VzG68501
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:51 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا اهل بيت النبوة
كرامات الإمام الحسن المجتبى (ع) كثيرة
ولكن نكتفي بذكر واحدة منها:
عن أبي أسامة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) : أنّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) خرج إلى مكّة ماشياً من المدينة ، فتوَّرمت قدماه ، فقيل له : لو ركبت لَسَكن عنك هذا الورم .

فقال ( عليه السلام ) : ( كلاَّ ، ولكنَّا إذا أتَينَا المنزلَ فإنَّه يَستقبلنا أسودٌ مَعه دِهن يَصلحُ لهذا الوَرَم ، فاشتَروا مِنه ولا تُماكِسوه ) .

فقال له بعض مواليه : ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع مثل هذا الدواء ، فقال : ( عليه السلام ) : ( بَلى ، إنَّه أمَامَنا ) .

وساروا أميالاً ، فإذا الأسود قد استقبلهم ، فقال الإمام الحسن ( عليه السلام ) لمولاه : ( دونَكَ الأسوَد ، فخذ الدهن منه بثمنه ) .

فقال الأسود : لمَن تأخُذ هَذا الدهن ؟ فقال : للحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال انطلق بي إليه .

فصار الأسود إليه ، فقال : يا ابن رسول الله ، إنّي مولاك لا آخذ له ثمناً ، ولكن ادعُ الله أن يرزقني ولداً سويّاً ذكراً ، يحبّكم أهل البيت ، فإنّي خلّفت امرأتي تمخض ، فقال الإمام الحسن ( عليه السلام ) : ( انطلقْ إلى مَنزِلِك فإنّ الله تعالى قد وَهَب لَكَ ولداً ذكراً سويّاً ) .

فرجع الأسود من فوره ، فإذا امرأته قد ولدت غلاماً سوياً ، ثمّ رجع الأسود إلى الإمام الحسن ( عليه السلام ) ودعا له بالخير بولادة الغلام له ، وإنّه ( عليه السلام ) قد مسح رجليه بذلك الدهن ، فما قام من موضعه حتّى زال الورم .
تقبل الله مني ومنكم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:53 pm

الاسم: الحسين (ع) .
الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) .
الكنية: أبو عبد الله، والخاص أبو علي.

الألقاب: الشهيد، السعيد، الرشيد، الطيب، الوفي، الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، السبط، السيد، الدليل على ذات الله عزوجل، سيد شباب أهل الجنة، سيد الشهداء.
نقش الخاتم: كان له خاتمان نقش أحدهما: (إن الله بالغ أمره)، ونقش الآخر: (لا إله إلا الله عدة للقاء الله).
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: يوم الخميس أو يوم الثلاثاء 3 شعبان عام 4 من الهجرة النبوية المباركة، عام الخندق.
مدة العمر الشريف: 56 سنة وأشهراً، منها ست سنين وأشهر مع جده رسول الله (ص) ، وثلاثون سنة مع أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بعد وفاة النبي (ص) ، وكان مع أخيه الحسن (ع) بعد وفاة أبيه (ع) عشر سنين، وبقي بعد وفاة أخيه (ع) إلى وقت مقتله (ع) عشر سنين(5).
زمان الشهادة: يوم العاشر من محرم الحرام عام 61 هجري وقيل عام 60 هـ وهو بعيد(6).
مكان الشهادة: أرض كربلاء / العراق.
القاتل: شمر بن ذي الجوشن بأمر من عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية ابن أبي سفيان.
المدفن: كربلاء المقدسة، حيث مزاره الآن.

الولادة الطاهرة
روي عن أسماء أنها قالت: لما ولدت فاطمة (ع) الحسين (ع) جاءني النبي (ص) فقال: «هلم ابني يا أسماء».
فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن (ع) قالت: وبكى رسول الله (ص) ثم قال: «إنه سيكون لك حديث، اللهم ألعن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك».
قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي (ص) فقال: «هلمي ابني، فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن (ع) ، وعق عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً (7)، وخلّق رأسه بالخلوق وقال: «إن الدم من فعل الجاهلية» قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال: «يا أبا عبد الله عزيز عليّ»، ثم بكى.
فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو؟
قال: «أبكي على ابني، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لاأنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم».
ثم قال: «اللهم إني أسألك فيهما ـ الحسن والحسين (ع) ـ ما سألك إبراهيم (ع) في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض»

جبرائيل يهز مهد الحسين (ع)
وروي في أحاديث عديدة من طرق الخاصة والعامة أنه طالما كانت تنام فاطمة الزهراء (ع) فإذا بكى الحسين (ع) في المهد يأتي جبرئيل (ع) ويحرّك مهده ويتكلّم معه حتى يسكت من البكاء، ولما كانت تفيق من النوم ترى المهد يتحرك وتسمع الكلام لكن لا ترى أحداً، فلما سألت رسول الله (ص) عن ذلك، قال لها: «إنه جبرئيل» .

وعن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين (ع) على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه.
فقال له الحسين (ع) : «وما غمك يا أخي؟».
قال: ديني وهو ستون ألف درهم.
فقال الحسين (ع) : «هو عليّ».
قال: إني أخشى أن أموت.
فقال الحسين (ع) : «لن تموت حتى أقضيها عنك».
قال: فقضاها قبل موته.
هذا وقد وجدوا على ظهر الإمام الحسين (ع) يوم الطف أثراً، فسألوا الإمام زين العابدين (ع) عن ذلك؟
فقال:«هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين».
وقد نسب إليه فيما أنشده (ع) في الجود والكرم:


إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طــــرا قبـــل أن تتفلت

فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولت

فضح الظالمين
عن أبي عبد الله (ع) قال: «مات رجل من المنافقين، فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي، فلقي مولى له فقال له: أين تذهب؟
فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه.
قال: قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل، قال: فرفع يده وقال: اللهم العن عبدك ألف لعنة مختلفة، اللهم أخز عبدك في بلادك وعبادك، اللهم أصله حر نارك، اللهم أذقه أشد عذابك، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك».

واقعة عاشوراء
قال سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) في وصيته (ع) لأخيه محمد بن الحنفية يبين فيها (صلوات الله عليه) بعض أهداف خروجه، فدعا بدواة وبياض وكتب:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، (وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (ع) ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق (وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)، وهذه وصيتي يا أخي إليك (وما تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّه عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه أُنِيبُ)».

وعن عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي قال: سألت جعفر بن محمد بن علي الحسين (ع) فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله (ص) .
فقال: حدثني أبي عن أبيه (ع) قال: «لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد (لعنه الله) فأجلسه بين يديه فقال له: يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ووطدت لك البلاد وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله ابن الزبير والحسين بن علي، فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه، وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا، فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ويؤاربك مؤاربة الثعلب للكلب، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله (ص) وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم، ثم يخذلونه و يضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه و منزلته من رسول الله (ص) ، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما، وإياك أن تناله بسوء أو يرى منك مكروها.

قال: فلما هلك معاوية وتولى الأمر بعده يزيد (لعنه الله) بعث عامله على مدينة رسول الله (ص) وهو عمه عتبة بن أبي سفيان، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم وكان عامل معاوية، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد، فهرب مروان فلم يقدر عليه، وبعث عتبة إلى الحسين بن علي (ع) فقال: إن أمير المؤمنين! أمرك أن تبايع له.
فقال الحسين (ع) : يا عتبة قد علمت إنا أهل بيت الكرامة ومعدن الرسالة وأعلام الحق، الذين أودعه الله عزوجل قلوبنا وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عزوجل، ولقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (ص) هذا؟!
فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين! من عتبة بن أبي سفيان، أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة، فرأيك في أمره والسلام.
فلما ورد الكتاب على يزيد (لعنه الله) كتب الجواب إلى عتبة: أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل عليّ بجوابه وبيّن لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي (ع) .

الشهادة المفجعة
في الرواية: أن الإمام الحسين (ع) بعد استشهاد أنصاره وأهل بيته وقف وحيداً فريداً في ظهر عاشوراء، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال: «اللهم إنك ترى ما يصنع بولد نبيك»، وحال بنو كلاب بينه وبين الماء..
وقد رُمي الإمام (ع) بسهم فوقع في نحره، وخرّ عن فرسه، فأخذ السهم فرمى به وجعل يتلقّى الدم بكفه فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته ويقول: «ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطخ بدمي»، ثم خر على خدّه الأيسر صريعاً.
وأقبل عدوّ الله سنان بن أنس الأيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري (لعنهما الله) في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين (ع) ، فقال بعضهم لبعض: ما تنتظرون أريحوا الرجل، فنزل سنان بن أنس الأيادي (لعنه الله) وأخذ بلحية الحسين (ع) وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: والله إني لأجتز رأسك وأنا أعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأماً..
وأقبل فرس الحسين (ع) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل، فسمعت بنات النبي (ص) صهيله فخرجن فإذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسيناً (ع) قد قُتل..

وخرجت أم كلثوم بنت الحسين (ع) واضعة يدها على رأسها تندب وتقول: «وا محمداه.. هذا الحسين بالعراء قد سلب العمامة والرداء»))

ومن أقواله عليه السلام:


(( المؤمن لا يسيء ))
قال الإمام الحسين (ع) : «إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسيء ولايعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر».


لا تبخل
وقال (ع) : «مالك إن لم يكن لك كنت له فلا تبق عليه، فإنه لا يبقى عليك وكله قبل أن يأكلك»

أحسن الكلام
وقال (ع) لابن عباس يوماً : «يا ابن عباس، لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر، ولا تكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب، ولا تمارين حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، ولا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه، وأعمل عمل رجلٍ يعلم أنه مأخوذ بالإجرام، مجزى بالإحسان والسلام».

عليك بالرفق
وقال (ع) : «من أحجم عن الرأي وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه».


رضا الله لا رضا الناس
وسأله رجل عن خير الدنيا والآخرة؟ فقال (ع) : «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام».

قبول العطاء
وقال (ع) : «من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم».

صفات شيعتنا
وقال رجل للحسين بن علي (ع) : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم.
قال (ع) : «اتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله تعالى لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل: أنا من مواليكم ومن محبيكم».


علموا أولادكم
أقبل أمير المؤمنين (ع) على الحسين ابنه (ع) : فقال له: «يا بني ما السؤود؟».
قال: «اصطناع العشيرة احتمال الجريرة».
قال: «فما الغنى؟» قال: ««قلة أمانيك والرضا بما يكفيك».
قال: «فما الفقر؟» قال: «الطمع وشدة القنوط».
قال: «فما اللؤم؟» قال: «إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه».
قال: «فما الخرق؟» قال: «معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك».
ثم التفت (ع) إلى الحارث الأعور فقال: «يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم؛ فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي».

أكرم وجهك
وقال الإمام الحسين (ع) : «صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه».

السلام والتحية
وقال (ع) : «للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ، وواحدة للرادّ»(76).

الإجمال في الطلب
وقال (ع) لرجل: «يا هذا، لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم، فإن ابتغاء الرزق من السنة، والإجمال في الطلب من العفة، ليست العفة بمانعة رزقاً، ولا الحرص بجالب فضلاً، وإن الرزق مقسوم، والأجل محتوم، واستعمال الحرص طالب المأثم».

من أتانا أهل البيت (ع)
وقال (ع) : «من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضية عادلة، وأخاً مستفاداً، ومجالسة العلماء».

زائر الحسين (ع)
وقال (ع) : «أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً، وحقيق عليَّ أن لا يأتيني مكروب قط إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسروراً».

للقارئ دعوة مستجابة
وقال (ع) : «من قرأ آية من كلام الله تعالى عزوجل في صلاته قائماً يكتب الله له بكل حرف مائة حسنة، فإن قرأها في غير الصلاة كتب الله له بكل حرف عشراً، فإن استمع القرآن كان له بكل حرف حسنة، وإن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن ختمه نهاراً صلت عليه الحفظة حتى يمسي، وكانت له دعوة مجابة، وكان خيراً له مما بين السماء إلى الأرض».
قلت: هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأه؟
قال: «يا أخا بني أسد، إن الله جواد ماجد كريم، إذا قرأ ما سمعه معه أعطاه الله ذلك»

الصدقة المقبولة
ذكر عنده (ع) رجل من بني أمية تصدق بصدقة كثيرة، فقال (ع) : «مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة صدقة من عرق فيها جبينه، واغبر فيها وجهه، مثل علي (ع) ، ومن تصدق بمثل ما تصدق به؟».


من دخل المقابر
وقال (ع) : «من دخل المقابر فقال: اللهم رب هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً مني، كتب الله بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات».

بين المخاطر
قيل للحسين بن علي (ع) : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟
قال (ع) : «أصبحت ولي رب فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، ولا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني».

من أحبك نهاك
وقال (ع) : «العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل، والشرف التقوى، والقنوع راحة الأبدان، ومن أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك».

من نعم الله عليكم
وقال (ع) : «يا أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولاتحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّاً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنه أجزل عطاءً، وأعظم أجراً.
واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقماً.
واعلموا أن المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً مشوهاً تنفر منه القلوب وتغضّ دونه الأبصار.
أيها الناس، من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجو، وأن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسموا، فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين»

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:55 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
كرامات الإمام الحسين ( عليه السلام )

يتميّز الأئمة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة .

وللإمام الحسين ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :

الكرامة الأولى :
عن أبي خالد الكابلي عن يحيى ابن أم الطويل : قال كنا عند الإمام الحسين ( عليه السلام ) إذ دخل عليه شاب يبكي ، فقال له الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( مَا يُبْكِيكَ ) ؟ .

قال : إنّ والدتي توفيت في هذه الساعة ولم توص ، ولها مال ، وكانت قد أمرتني أن لا أحدث في أمرها شيئاً حتّى أعلمك خبرها .

فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( قُومُوا بِنَا حَتَّى نَصِيرُ إلى هَذِهِ الحُرَّة ) .

فقمنا معه حتّى انتهينا إلى باب البيت الذي فيه المرأة ، وهي مسجّاة فأشرف على البيت ودعا الله ليُحيِيها حتّى توصي بما تحب من وصيَّتها .

فأحياها الله ، وإذا المرأة جلست وهي تتشهّد ، ثمّ نظرت إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقالت : ادخل البيت يا مولاي ومُرني بأمرِك .

فدخل ( عليه السلام ) وجلس على مخدّة ، ثمّ قال لها : ( وَصِّي يَرْحَمك اللهُ ) .

فقالت : يا ابن رسول الله ، إنّ لي من المال كذا وكذا في مكان كذا وكذا ، وقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك ، والثلثان لابني هذا إن علمت أنّه من مواليك وأوليائك ، وإن كان مخالفاً فخذه إليك فلا حقَّ للمخالفين في أموال المؤمنين .

ثمّ سألته أن يصلّي عليها وأن يتولَّى أمرها ، ثمّ صارت المرأة ميتة كما كانت .

الكرامة الثانية :
روي عن جابر الجعفي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قال : أقبل أعرابي إلى المدينة ليختبر الحسين ( عليه السلام ) لما ذكر له من دلائله ، فلمّا صار بقرب المدينة خضخض ودخل المدينة ، فدخل على الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهو جنب .

فقال له الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( أمَا تَسْتَحيي يَا أعْرَابي أنْ تَدخُلَ إلَى إِمَامِكَ وَأنْتَ جُنُب ) .

وقال ( عليه السلام ) : ( أنتُمْ مَعَاشِرَ العَرَب إذا خَلَوتُم خَضْخَضْتُم ) .

فقال الأعرابي : يا مولاي قد بلغت حاجتي ممّا جئت فيه ، فخرج من عنده فاغتسل ، ورجع إليه فسأله عمّا كان في قلبه .

الكرامة الثالثة :
روي عن هارون بن خارجة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : ( إنّ الحسين ( عليه السلام ) إذا أراد أن ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم : لا تخرجوا يوم كذا ، واخرجوا يوم كذا ، فإنّكم إن خالفتموني قطع عليكم ، فخالفوه مرة وخرجوا ، فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم ، واتصل الخبر بالحسين ( عليه السلام ) فقال : ( لَقَد حَذَّرتُهُم فَلَم يَقبَلُوا مِنِّي ) .

ثمّ قام ( عليه السلام ) من ساعته ودخل على الوالي ، فقال الوالي : يا أبا عبد الله بلغني قتل غلمانك فآجرك الله فيهم .

فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( فإنِّي أدُلُّكَ عَلَى مَن قَتَلَهم فاشدُدْ يَدَك بِهِم ) .

قال : أوَ تعرفهم يا ابن رسول الله ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( نَعَم ، كَمَا أعرفُكَ ، وَهَذا مِنهُم ) .

وأشار ( عليه السلام ) بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي ، فقال الرجل : ومن أين قصدّتني بهذا ؟ ومن أين تعرف أنّي منهم .

فقال له الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( إنْ أنَا صَدَّقتُكَ تُصدِّقُني ) ؟ فقال الرجل : نعم والله لأصدقنَّك ، فقال ( عليه السلام ) : ( خَرجْتَ وَمَعَكَ فلان وفلان وذكرهم كلّهم ، فمنهم أربعة من موالي المدينة ، والباقون من حبشان المدينة ) .

فقال الوالي للرجل ورب القبر والمنبر ، لتصدّقني أو لأهرأن لحمك بالسياط ، فقال الرجل والله ما كذب الحسين وقد صدق وكأنّه كان معنا ، فجمعهم الوالي جميعاً فأقرّوا جميعاً ، فضرب أعناقهم .


كرامات الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد مقتله من مصادر سُنية


وردت كثير من الروايات في مصادر أهل السنة تتحدث عن بعض الظواهر الكونية ، والحوادث ، والفتن ، التي ظهرت عقيب مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، أسفاً وحزناً عليه ، ونذكر منها :


أولاً : ما روي من أن السماءَ صارت تَمطُر دماً :

عن أم حكيم قالت : قُتِلَ الحسين وأنا يومئذ جويرية ، فمكثت السماء أياماً مثل العلقة ( رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح ) .


ثانياً : ما روي من كسوف الشمس :

عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي انكسَفَت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار ، حتى ظننَّا أنها هي ، أي : القيامة ( رواه الطبراني وإسناده حسن ) .

ونقل ذلك أيضا السيوطي في تاريخ الخلفاء / 207 ، وأرسله إرسال المسلّمات ، فقال : ولما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة ، والكواكب يضرب بعضها بعضاً ، وكسفت شمس ذلك اليوم ، واحمرَّت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله .

ثم لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك ولم تكن ترى فيها قبله .


ثالثاً : ما ورد في الدم الذي ظهر على الجُدُر :

قال حصين : فلما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة ، كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع ( رواه الطبري في تاريخه 4 / 296 ) .


رابعاً : ما رُفع حجر إلا وُجِد تحته دم :

عن الزهري قال : قال لي عبد الملك أي واحد أنت إن أعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين .

فقلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط .

فقال لي : إني وإياك في هذا الحديث لقرينان ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) .

وعن الزهري قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) .

وروى ذلك الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ، والبيهقي في ( دلائل النبوة ) وأبو نعيم الأصفهاني في ( معرفة الصحابة ) .


خامساً : ذبحوا جزوراً فصار كله دماً :

عن دويد الجعفي عن أبيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره ، فلما طبخت إذا هي دم ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ، ورواه أبو نعيم الأصفهاني في معرفة الصحابة ) .


سادساً : الفتن والحوادث الغريبة :

قال ابن كثير في تاريخه 8 / 220 : وأما ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح ، فإنه قلَّ من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا ، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض ، وأكثرهم أصابه الجنون ( رواه الطبراني ورجاله رجال صحيح ) .

وقال في 6 / 259 : وقد روى حَمَّاد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمارة ، عن أم سلمة ، أنها سمعت الجِنَّ تنوح على الحسين بن علي ، وهذا صحيح


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: كرامات سيد الشهداء عليه السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 10:58 pm

هذه عبارة قطرة من البحر الغني بكراماته عليه السلام

® نجاة الشيخ خلف من الموت ! ®
هذه الحكاية التي رواها لي شخص معتبر فقال :

خرج العالم الشيخ خلف بن عسكر الزوبعي المتوفى سنة 1246هـ/ 1826 م من داره الواقعة قرب الصحن الحسيني الشريف معقباً الديك الهارب من داره ، و كانت باب مئذنة العبد مفتوحة ، فدخل منها و صعد إلى أعلى المئذنة ، فتابعه الشيخ خلفه، فقفز الديك من أعلى المئذنة إلى داخل الصحن و هو يركض فتبعه الشيخ خلف و قفز إلى الصحن أيضاً،ولم يصب بشيء. كان ذلك ببركة سيدنا الحسين عليه السلام و بعد مضي سبعين عاماً خرج الشيخ خلف متوجهاً لزيارة الإمام الحسين عليه السلام و نزل من أول درجة في الصحن فسقط ميتاً.

® شفاء مريض ببركة أبي عبد الله الحسين عليه السلام!®


روى الحاج صادق مطلوب الوزني فقال:

في السبعينات من هذا القرن، بينما كنتُ نائماً في الليل ، و شعرت أنّ سعالاً ينتاب صدري، فإذا بالدم يجري من فمي دون إنقطاع حتى الصباح. فقصدت الدكتور الخفاجي في كربلاء، وبعد فحصي و عرضي على الأطباء في المستشفى، اشتريت الأدوية فلم تنفع، وبقي الدم ينزف،وفي الليل دخلت امرأة دارنا و لانعرفها ، فجاءت بقطعة قماش خضراء،ولفتها على عنقي، و أخذت تدعوا لي بالشفاء،لكن أهلي طلبوا مني الذهاب إلى بغداد ومراجعة الدكتور الشهير البربيتي،فقصدته، و أعطاني الدواء اللازم، وعدت إلى كربلاء، و استعملت دواءه، فأنقطع الدم مؤقتاً ثم عاودني النزف ثانية و بشكل مستمر.
وصادف أن توفى أحد أصدقائنا ،فذهبت لتشييعه رغم صعوبة الحالة المرضية التي أنا فيها، لكونه من الأصدقاء المقربين لي. وعندها شعرت و انا بقرب مرقد الحسين عليه السلام بتحسن مافجئ لحالتي الصحية. ففاجأني الدكتور الخفاجي الذي فحصني في المرة الأولى ، و قد بدأ التعجب و الاستغراب عليه ، لما رآني متساءلاً أنت (فلان)؟ والله إنَّ كلَّ التقارير الطبية كانت تشير بأنك مصاب بالحنجرة،و ميؤوس من شفائك، فما الذي حصل ؟ قلت له قد شفيت ببركة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام .

أنقل لكم هذه الرواية في فضل تربة الحين(ع)
عن مولانا الصادق (ع) ، أنّه لمّا قدم إلى العراق حيث طلبه المنصور ، اجتمع إليه الناس فقالوا :
يا مولانا !.. تربة قبر الحسين صلوات الله عليه شفاء من كلّ داء ، فهل من أمان من كلّ خوف ؟.. فقال (ع) :

نعم ، إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كلّ خوف ، فليأخذ السبحة من تربته ، ويدعو بدعاء المبيت على فراشه ثلاث مرّات وهو :
" أمسيت اللهم معتصماً بذمامك وجوارك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول ، من شرّ كلّ غاشمٍ وطارقٍ ، من سائر مَن خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، من كلّ مخوفٍ بلباسٍ سابغةٍ حصينة ولاء أهل بيت نبيّك (ص) ، محتجباً من كلّ قاصدٍ لي إلى أذيّة بجدارٍ حصين الإخلاص في الإعتراف بحقّهم ، والتمسّك بحبلهم ، موقناً أنَّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم ، أُوالي مَن والوا ، وأُجانب مَن جانبوا ، وأُعادي مَن عادوا ، فصلّ على محمد وآله ، وأعذني الّلهم بهم من شرّ كلّ ما أتّقيه يا عظيم !.. حجزت الأعادي عنّي ببديع السموات والأرض ، إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً ، فأغشيناهم فهم لا يبصرون ".

ثم يقبّل السبحة ويضعها على عينيه ويقول :
" اللهم !.. إنّي أسألك بحقّ هذه التربة ، وبحقّ صاحبها ، وبحقّ جدّه وأبيه ، وبحقّ أُمّه ، وبحقّ أخيه ، وبحقّ وُلده الطاهرين ، اجعلها شفاءً من كلّ داء وأماناً من كلّ خوف ، وحفظاً من كلّ سوء ".
ثم يضعها في جبينه ، فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في أمان الله حتى العشاء ، وإن فعل ذلك في العشاء لايزال في أمان الله حتى الغداة
المصدر: بحار الأنوار
ورواية أخرى

قال الصادق (ع) : إنَّ الله جعل تربة جدي الحسين (ع) شفاء من كل داء وأماناً من كل خوف ، فإذا تناولها أحدكم فليقبّلها ويضعها على عينيه وليمرّها على ساير جسده وليقل :
" اللهم بحق هذه التربة ، وبحق من حلّ بها وثوى فيها ، وبحق أبيه واُمه وأخيه والأئمة من ولده ، وبحق الملائكة الحافّين به ، إلا جعلتها شفاء من كل داء ، وبرءاً من كل مرض ، ونجاة من كل آفة ، وحرزاً مما أخاف وأحذر " ثمَّ ليستعملها.
قال أبو أسامة : فإني أستعملها من دهري الأطول ، كما قال ووصف الصادق (ع) فما رأيت بحمد الله مكروها.

وهذه الكرامة للرأس سيد الشهداء :

بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء نقل الرأس الشريف إلى الكوفة وظهرت له كرامات وكذلك في أثناء الطريق لما سير بالسبايا والرؤوس إلى دمشق. فمن كراماته بعد أن ذهب به عمر بن سعد وأصحابه إلى الكوفة لابن زياد لعنه الله تعالى ما رواه المفيد في إرشاده قال: فلما أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة (كلها) وقبائلها. فروى عن زيد بن أرقم أنه قال: لما مرّ به عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)[سورة الكهف: الآية 9] وقف والله شعري عليّ وناديت رأسك يا بن رسول الله أعجب وأعجب(1).

ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي في صواعقه قال: ولما قتلوه (أي الحسين) بعثوا برأسه إلى يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم من حديد فكتب سطراً بدم:

أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس(2) وأخرجه منصور بن عماد، وذكر غيره أن هذا البيت وجد بحجر قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثمائة سنة وأنه مكتوب في كنيسة من أرض الروم ولا يدري من كتبه(3).

وروى قصة هذه الكرامة أيضاً في كتابه مناقب آل أبي طالب(4) عن دلائل النبوة عن أبي بكر البيهقي بالإسناد إلى أبي قبيل وأمالي أبي عبد الله النيسابوري أيضاً: أنه لما قتل الحسين (عليه السلام) واحتز رأسه قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطراً بالدم:

أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب

قال: فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.

وفي كتاب ابن بطة أنهم وجدوا ذلك مكتوباً في كنيسة، وقال أنس بن مالك احتفر رجل من أهل نجران حفرة فوجد فيها لوح من ذهب مكتوب فيه هذا البيت وبعده:

فقد قدموا عليه بحكم جور فخالف حكمهم حكم الكتاب

ستلقى يا يزيد غداً عذابـاً من الرحمن يا لك من عذاب

فسألنهم منذ كم هذا في كنيستكم؟ فقالوا قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام.

ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي قال:

(ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا وضعوه على رمح وحرسوه فرآه راهب في دير فسأل عنه، فعرفوه به فقال: بئس القوم أنتم هل لكم من عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندي هذه الليلة، قالوا نعم. فأخذه وغسله وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكي إلى الصبح ثم أسلم لأنه رأى نوراً ساطعاً إلى عنان السماء من الرأس ثم خرج من الدير وما فيه وصار يحترم أهل البيت).

وكان مع هؤلاء الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين (عليه السلام) ففتحوا أكياسها يقتسمونها فرأوها خزفاً وعلى أحد جانبي كل منها (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) وعلى الآخر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)(5).

ونظير هذه الكرامة ما رواه علي بن شهراشوب رحمه الله(6)، عن النطنزي في الخصائص(7) لما جاؤوا برأس الحسين (عليه السلام) ونزلوا منزلاً يقال له قنسرين(Cool أطلع راهب من صومعته إلى الرأس فرأى نوراً يخرج من فيه ويصعد إلى السماء، فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس وأدخله صومعته، فسمع صوتاً ولم ير شخصاً قال: طوبى لك، طوبى لمن عرف حرمته. فرفع الراهب رأسه وقال يا رب بحق عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس وقال: يا راهب أي شيء تريد؟ قال: من أنت، قال: أنا ابن محمد المصطفى، وأنا ابن علي المرتضى، وأنا ابن فاطمة الزهراء، وأنا المقتول بكربلاء، وأنا المظلوم، أنا العطشان، فسكت. فوضع الراهب وجهه على وجهه فقال لأرفع وجهي عن وجهك حتى تقول أنا شفيعك يوم القيامة. فتلكم الرأس فقال: أرجع إلى دين جدي محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فقبل الشفاعة، فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. وقد ذكرت للرأس الشريف كرامات أخرى ذكرها ابن شهراشوب في مناقبه وصاحب البحار وغيرهما من الشيعة والسنة. واكتفينا منها بما ذكرناه للدلالة على مناقب الرأس وكراماته، والله ولي التوفيق.

--------------

الهوامش:

1- وروي هذه الكرامة في البحار الجزء العاشر ص 222 طبع حجري عن المفيد (رض).

2- الصواعق ص 119 طبع المطبعة الشرقية: بمصر سنة 1308.

3- وفي تاريخ القرماني ص 108 وصلوا إلى دير في الطريق فنزلوا فيه ليقيلوا به فوجدوا مكتوباً على بعض جدرانه هذا البيت. وفي الخطط المقريزية ج 2 ص 285 كتب هذا قديماً ولا يدري من قائله، وقد ذكر هذا في أكثر من مصدر من المصادر التاريخية المهمة. ذكره في مجمع الزوائد لابن حجر ج 6 ص 199 وكذلك ذكره في الإصابة ج 3 ص 489، وفي الخصائص للسيوطي ج 2 ص 122 وفي تاريخ ابن عساكر ذكره أيضاً في الجزء الرابع ص 342 والصواعق المحرقة ص 116 - والكواكب الدرية ج 1 ص 57، والإتحاف بحب الأشراف ص 23 وفي اللهوف ذكره ابن طاووس ص 98 ونسبه إلى تاريخ بغداد لابن النجار. وفي مثير الأحزان لابن نما ص 53 حفروا في بلاد الروم حفرة قبل أن يبعث النبي بثلاثمائة سنة فأصابوا حجراً مكتوب عليه بالمسند هذا البيت والمسند كلام أولاد شيت.

4- مناقب آل أبي طالب الجزء الثالث ص 218.

5- الصواعق لابن حجر ص 122.

6- المناقب لابن شهراشوب الجزء الثالث ص 217.

7- هو كتاب الخصائص العلوية لأبي عبد الله محمد بن أحمد النطنزي، أحد علماء إخواننا السنة الذين روى عنهم ابن شهراشوب، ذكره في أول الجزء الأول من كتاب المناقب الذي نقلنا عنه هذه الكرامة في جملة طرق العامة التي يعتمد عليها فيما يرويه في كتابه ونطنز هذه، بلدة بين قم وأصفهان. كما في القاموس.

8- قنسرين: تقع جنوبي حلب تبعد عنها مقدار 25 كيلومتراً وهي في طريق الذاهب من حلب إلى حمص إلى الشام وكانت في ذلك الزمان بلدة عظيمة. ولم يبق منها إلى الآن سوى أطلال تشير إلى موضعها السابق. وقد أقيم مكانها قرية اسمها العيس. هكذا أخبرنا المطلعون على وضع قنسرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الأمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:13 pm

جده: أمير المؤمنين (عليه السلام).

أبوه: الحسين الشهيد

أمه: شاه زنان ـ أي ملكة النساء ـ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ملك الفرس، سماها أمير المؤمنين (عليه السلام) مريم وقيل: فاطمة وكانت تدعى سيدة النساء.

إخوته: علي الأكبر، عبد الله الرضيع ـ الشهيدان في كربلاء ـ جعفر.

أخواته: سكينة، فاطمة، رقية

ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة خامس شعبان سنة 38

ولادته المباركة:أشرقت الدنيا بولادة الإمام زين العابدين (عليه السلام) الذي فجر ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وقدم للناس بسيرته أروع الأمثلة والدروس في نكران الذات، والتجرد عن الدنيا، والانقطاع إلى الله.

وقد استقبلت الأسرة النبوية بمزيد من الأفراح والمسرات هذا الوليد المبارك الذي بشر به النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد شملت الابتهاجات جميع من يتصل بأهل البيت من الصحابة وأبنائهم، وقد ولد - فيما يقول بعض المؤرخين - ضعيفاً نحيفاً، يقول السيد عبد العزيز سيد الأهل: (لقد ولد ضعيفاً نحيفاً تلوح في نظراته ومضات خافتة، وكأنها ومضات هم منطفئ، وما لبثت هذه الومضات المكسورة أن دلت فإنما تدل على حزن قادم يوشك أن يقع...) لقد رافقته الخطوب وصاحبته الآلام منذ ولادته فقد اختطفت يد المنون أمه الزكية، وهو في المهد، وتتابعت عليه المحن بعد ذلك يتبع بعضها بعضاً، فلم يبتل أي إنسان بمثل ما أبتلي به هذا الإمام العظيم.


مراسيم الولادة:

وسارع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أو ولده الإمام الحسين (عليه السلام) إلى إجراء مراسيم الولادة الشرعية على الوليد المبارك فأذن في أذنه اليمنى أقام في اليسرى، وقد أقام بذلك في قلبه معبداً ينبض بأحاسيس التقوى والصلاح، فكانت نغماً حياً يسيره نحو البر والعمل الصالح.

إن أول ما استقبل به الإمام زين العابدين في هذه الحياة، هو صوت (الله أكبر) وقد طبع في قلبه ومشاعره، وصار في ذاتياته ومقوماته وفي اليوم السابع مع ولادته عق عنه أبوه بكبش، وحلق رأسه، وتصدق بزنته فضة أو ذهباً على المساكين عملاً بالسنة الإسلامية المقدسة.


مكان الولادة:

واختلف المؤرخون في المكان الذي حظي بولادة الإمام زين العابدين عليه السلام، وفيما يلي ما ذكروه.

(أ) أنه ولد في الكوفة.

(ب) كانت ولادته في يثرب.

والذي أراه أن ولادته كانت في الكوفة، وذلك لما أجمع عليه الرواة والمؤرخون أنه ولد قبل وفاة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) بسنتين ومن المقطوع به أن الإمام الحسين وأفراد عائلته كانوا مع الإمام أمير المؤمنين في الكوفة، ولم يقم أي أحد منهم في يثرب طيلة خلافته.


الزمان:

وتضاربت أقوال المؤرخين في الزمان الذي كانت فيه ولادة الإمام، وفيما يلي ما ذكروه:

(أ) ولد في اليوم الخامس من شعبان سنة (38 هـ)(5) وذلك في يوم الخميس.

(ب) ولد في يوم الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة (38 هـ).

(ج) ولد في النصف من جمادى الأولى سنة (38 هـ).

(د) ولد يوم الجمعة 26 جمادى الآخرة سنة (38 هـ).

(هـ) ولد في شهور سنة (33 هـ)(10) وهذا القول شاذ ومخالف لما أجمع عليه الرواة والمؤرخون من أن ولادته كانت سنة (38 هـ).

والمشهور عند الإمامية هو القول الأول، فإنهم يقيمون مهرجاناتهم العامة إحياء لذكرى ولادته في اليوم الخامس من شعبان.



صفاته الجسمية:

أما صفاته وملامحه الجسمية فقد ذكر المؤرخون أنه كان أسمر قصيراً نحيفاًورقيقاً، وكان كلما تقدمت به السن ازداد ضعفاً وذبولاً، وذلك لكثرة عبادته، وقد أغرقته في الأحزان والآلام مذبحة كربلاء، فقد ظلت أهوالها تلاحقه حتى لحق بالرفيق الأعلى.


هيبته ووقاره:

أما هيبته فتعنو لها الوجوه والجباه، فكانت تعلو على أسارير وجهه أنوار الأنبياء، وهيبة الأوصياء، ووصف شاعر العرب الأكبر الفرزدق في رائعته هيبة الإمام بقوله:

يكــــاد يمسكــــــه عرفان راحته***ركـــن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي حياءً ويغضى من مهابته***فـــلا يكـــــلم إلا حــــــين يبـتسم

ويقول الشيخاني القادري: وكان لا تشبع من رؤية صباحة وجهه عين الناظر لقد كانت هيبته تحكي هيبة جده الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله، وقد بهر بها المجرم السفاح مسلم بن عقبة الذي استهان بجميع القيم والمقدرات فحينما رأى الإمام ارتعدت فرائصه، وقابله بمزيد من العناية والتكريم وقال لمن حوله: إن على زين العابدين سيماء الأنبياء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الأمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:15 pm

كنيته: أبو محمد
ألقابه: زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، ذو الثفنات.
أشهر زوجاته: فاطمة بنت الإمام الحسن السبط.
أولاده: محمد أبو جعفر الباقر (عليه السلام) عبد الله، الحسن، الحسين، زيد، عمر، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان، علي محمد الأصغر.
بناته: خديجة، أم كلثوم، فاطمة، علية
نقش خاتمه: وما توفيقي إلا بالله.

شاعره: الفرزدق، كثير عزة
شهد مأساة كربلاء، وواكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام.

بوابه: أبو جبلة، أبو خالد الكابلي، يحيى المطعمي

كانت إقامته (عليه السلام) في المدينة، وكان فيها المفزع للمهمات، يفيض على الأمة علماً وسخاءاً.

إمامته: عاش بعد أبيه الحسين (عليه السلام) أربعاً وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته (عليه السلام).

ملوك عصره: يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك.

آثاره: الصحيفة السجادية، رسالة الحقوق.

سمه الوليد بن عبد الملك بن مروان.

وفاته:وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم سنة 95

قبره: دفن في البقيع مع عمه الحسن (عليه السلام).

هدم قبر: في الثامن من شوال سنة 1344هـ هدم الوهابيون قبره، وقبور بقية الأئمة (عليهم السلام).

نسبه

هو الإمام علي بن الحسين بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

أمه: شاه زنان (وقيل: شهربانو) بنت يزدجرد بن شهريار بن شيريه بن كسرى، وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي:

لأكــرم مــن نيـــطت علـيه التمائم

وإن غــلاماً بين كســـرى وهاشــــم


أسماؤه وكناه
الشيء المحقق الذي أجمع عليه المؤرخون والرواة هو أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد سمى حفيده بعلي بن الحسين، ولقبه بزين العابدين، وذلك قبل أن يخلق بعشرات السنين، وكان ذلك من العلامات الباهرة لنبوته... وقد تظافرت الأخبار بنقل ذلك عنه، وهذه بعضها...

1- روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره، وهو يداعبه، فقال (صلى الله عليه وآله) يا جابر يولد له مولود اسمه (علي) إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام...

وأذاع جابر هذا الحديث كما أنه أدرك الإمام محمد الباقر (عليه السلام) وبلغه هذه التحية من جده الرسول (صلى الله عليه وآله) فتلقاها الإمام بمزيد من الغبطة والسرور.

2- روى الحافظ ابن عساكر بسنده عن سفيان بن عيينة عن ابن الزبير قال: كنا عند جابر فدخل عليه علي بن الحسين، فقال له جابر: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل عليه الحسين فضمه إليه، وقبله، وأقعده إلى جنبه، ثم قال (صلى الله عليه وآله): يولد لابني هذا ابن يقال له: علي بن الحسين إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو.

3- روى سعيد بن المسيب عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف... هذه بعض النصوص التي أثرت عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تسميته لحفيده بعلي ومنحه بلقب زين العابدين، كما فيها الإشادة بأهميته ومكانته عند الله تعالى.

مع ابن تيمية:
وأنكر ابن تيمية تسمية النبي (صلى الله عليه وآله) لولده علي بهذه الاسم، وقال: هذا شيء لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل العلم. وقد أغمض ابن تيمية عينيه عما ذكره الحفاظ وأعلام المؤرخين والرواة في ذلك.. ولكن الرجل قد مني بالانحراف عن الحق فأعلن العداء لأهل البيت عليهم السلام الذين الزم الله بمودتهم، وجعلهم الرسول (صلى الله عليه وآله) سفن النجاة وأمن العباد، وقد تنكر لكل فضيلة من فضائلهم، وجحد كل ما يرويه الحفاظ من مآثرهم.

كناه وألقابه
كناه:

وكني الإمام زين العابدين (عليه السلام) بما يلي:

(أ) أبو الحسين.

(ب) أبو الحسن.

(ج) أبو محمد.

(د) أبو عبد الله.

(هـ) أبو القاسم.

(و) أبو بكر.


ألقابه:

أما ألقابه الشريفة فهي تحكي نزعاته الخيرة، وما اتصف به من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق، وعظيم الطاعة والعبادة لله، وهذه بعضها:

1- زين العابدين:

وأضفى عليه هذا اللقب جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) - كما تقدم - وإنما لقب به لكثرة عبادته وقد عرف بهذا اللقب، واشتهر به، حتى صار اسماً له، ولم يلقب به أحد سواه، وحقاً أنه كان زيناً لكل عابد وفخراً لكل من أطاع الله.

2- سيد العابدين:

من ألقابه البارزة (سيد العابدين) وذلك لما ظهر منه من الانقياد والطاعة لله، فلم يؤثر عن أي أحد من العبادة مثل ما أثر منه عدا جده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

3- ذو الثفنات:

لقب بذلك لما ظهر على أعضاء سجوده من شبه ثفنات البعير وذلك لكثرة سجوده فقد كان من أكثر الناس سجوداً لله تعالى وطاعة له، وحدث الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام عن كثرة سجود أبيه قال: إن علي بن الحسين ما ذكر الله عزّ وجلّ نعمة عليه إلا سجد، ولا قرأ أية من كتاب الله عزّ وجلّ فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله عنه سوءً يخشاه إلا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك ونظم ابن حماد كثرة سجود الإمام وعبادته بهذه الأدبيات الرقيقة:

وراهب أهل البيت كان ولم يزل يـــــلقب بالسجـــــاد حيــن تعبده

يقضي بطول الصوم طول نهاره منيــــــباً ويقــــضي ليله بتهجده

فأيـــــــن به مــن علمه ووفائه وأين به من نسكه وتعبده

5- الزكي:

لقب بالزكي لأن الله زكاه وطهره من كل دنس كما زكى آباءه الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

6- الأمين:

من ألقابه الشريفة التي عرف بها (الأمين) فقد كان المثل الأعلى لهذه الصفة الكريمة، وقد قال (ع): (لو أن قاتل أبي أودع عندي السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه).

7- ابن الخيرتين:

من ألقابه التي أشتهر بها (ابن الخيرتين) وكان يعتز بهذا اللقب ويقول: أنا أبن الخيرتين، إشارة لقول جده رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لله تعالى من عباده خيرتان، فخيرته من العرب هاشم ومن العجم فارس) ونسب الشبراوي إليه هذه الأبيات التي ذكر فيها اعتزازه بهذا اللقب:

خيـــــرة الله مـــــن الخـــــلق أبي بعـــــد جـــــدي وأنا ابن الخيرتين

فضة قد صيغـــــت مـــــن ذهــــب فأنـــــا الفـــــضة ابــــــن الذهبين

من له جد كــــجدي في الـــــورى أو كـــــأبي وأنـــــا ابـــن القمرين

فـــــاطمة الـــــزهراء أمـي وأبي قاصم الكـــــفر بـــــبدر وحنـــــيــن

ولـــــه فـــــي يـــــوم أحــــد وقعة شفت الغل بعض العسكرين

وأكبر الظن أن هذه الأبيات ليست للإمام زين العابدين، وإنما قيلت على لسان أبيه كما هي صريحة في ذلك.

هذه بعض ألقابه، وذكرت له ألقاب أخرى ، وهي تنم عما اتصف به من الصفات الرفيعة والنزعات العظيمة، منها كما في العوالم ج 18 :

9-السجاد.

10-البكاء.

11-الزاهد.

12-العدل.

13-الخاشع.

14-أبو الأئمة.

15-الخالص.

16-الرهباني

17-وصي الوصيين.

18-العابد.

19- وارث علم النبيين.

20-إمام الأئمة.

21- خازن وصايا المرسلين.

22- سيد الساجدين.

23- منار القانتين.

24-إمام المؤمنين.

العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين (عليه السلام) ذا الثفنات
عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال كان لأبي (عليه السلام) في موضع سجوده آثار ناتية وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك.

العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين (عليه السلام) السجاد
قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إن أبي علي بن الحسين (عليه السلام) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي السجاد لذلك.

العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)
• عن عمران بن سليم قال: كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين عليهما السلام قال حدثني زين العابدين علي بن الحسين، فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول له زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث ابن عباس، إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف.

• عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينادي مناد يوم القيامة أين زين العابدين، فكأني أنظر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) يخطو بين الصفوف.

• عن سفيان بن عيينة قال: قيل للزهري من أزهد الناس في الدنيا؟ قال: علي بن الحسين عليهما السلام حيث كان وقد قيل له فيما بينه وبين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب (عليه السلام) لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك ركبة لكشف عنك من غرر شره وميله عليك بمحمد فأن بينه وبينه خلة، قال: وكان هو بمكة والوليد بها فقال: ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله عز وجل، إني آنف لمن أسأل الدنيا خالقها فكيف أسألها مخلوقاً مثلي وقال الزهري لأجرم أن الله تعالى ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية.

• عن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهري لقيت علي بن الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم لقيته وما لقيت أحد أفضل منه والله ما علمت له صديقاً في السر ولا عدواً في العلانية فقيل له وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحداً وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته يحسده ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه.

• عن سفيان بن عيينة قال: رأى الزهري علي بن الحسين ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي فقال له: يابن رسول الله ما هذا؟ قال: أريد سفراً أعد له زاداً أحمله إلى موضع حريز فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك فأبى، قال: أنا أحمله عنك، فإني أرفعك عن حمله، فقال علي بن الحسين: لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري ويحسن ورودي على ما أرد عليه أسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك وتركتني، فانصرفت عنه، فلما كان بعد أيام قلت له: يابن رسول الله لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثراً قال: بلى يا زهري، ليس ما ظننته ولكنه الموت، وله كنت أستعد، إنما الإستعداد للموت تجنب الحرام وبذل الندى والخير.

• عن إسماعيل بن المنصور، قال: لما وضع علي بن الحسين (عليه السلام) على السرير ليغسل نظر إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.

• عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني رأيت علي بن الحسين (عليه السلام) إذا قام في الصلاة غشى لونه لون آخر، فقال لي: والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه.

• عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه فقال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه وكان علي بن الحسين عليهما السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذلك فعلموا أن علي بن الحسين عليهما السلام الذي كان يفعل ذلك.

• عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت مولاة لعلي بن الحسين (عليه السلام) بعد موته فقلت صفي لي أمور علي بن الحسين (عليه السلام) فقالت: أطنب أو اختصر؟ فقلت: بل اختصري قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط.

• عن عبد العزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبا حازم يقول: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين وكان (عليه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى خرج بجبهته وآثار سجوده مثل (كركرة البعير).

استشهاده

اغتياله بالسم:

كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزهري أنه قال: (لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا) وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (عليه السلام) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية.


وصاياه لولده الباقر:

وعهد الإمام زين العابدين إلى ولده الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) بوصاياه، وكان مما أوصاه به ما يلي:

1- أنه أوصاه بناقته، فقال له: إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط، فإذا نفقت فادفنها، لا تأكل لحمها السباع، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله ونفذ الإمام الباقر ذلك.

2- أنه أوصاه بهذه الوصية القيمة التي تكشف عن الجوانب المشرقة من نزعات أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال له: (يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، فقد قال لي: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله).

3- أنه أوصاه أن يتولى بنفسه غسله وتكفينه وسائر شؤونه حتى يواريه في مقره الأخير.


إلى جنة المأوى:

وثقل حال الإمام، واشتد به المرض، وأخذ يعاني آلاماً مرهقة، فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه، وأخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى، وأغمي عليه ثلاث مرات، فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة وسورة (إنا فتحنا) ثم قال (عليه السلام): (الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين).

وارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله، وألطاف الله وتحياته.

لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعبادتها وتجردها من كل نزعة من نزعات الهوى.


تجهيزه:

وقام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه، فغسل جسده الطاهر، وقد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى، ونظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل، فسألوا الباقر عن ذلك، فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه، ويضع فيه الطعام، ويوزعه على الفقراء والمحرومين وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه، وصلى عليه الصلاة المكتوبة.


تشييعه:

وجرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيراً فقد شيعه البر والفاجر، والتفت الجماهير حول النعش العظيم والهين جازعين في بكاء وخشوع، وإحساس عميق بالخسارة الكبرى، فقد فقدوا بموته الخير الكثير، وفقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الألسنة، وطاشت العقول بموت الإمام، فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله، ومن الغريب أن سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في المدينة لم يفز بتشييع الإمام والصلاة عليه، وقد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع، فأجابه سعيد: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح. وهو اعتذار مهلهل فإن حضور تشييع جنازة الإمام (عليه السلام) الذي يحمل هدي الأنبياء من أفضل الطاعات وأحبها عند الله تعالى.


في مقره الأخير:

وجيء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير والتحميد إلى بقيع الغرقد، فحفروا له قبراً بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنزل الإمام الباقر (عليه السلام) جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير، وقد وارى معه العلم والبر والتقوى، ووارى معه روحانية الأنبياء والمتقين.

وبعد الفراغ من دفنه هرع الناس نحو الإمام الباقر، وهم يرفعون إليه تعازيهم الحارة، ويشاركونه في لوعته وأساه، والإمام مع أخوته وسائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل، والمصاب العظيم!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سير أهل البيت عليهم السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:17 pm

كرامات الإمام زين العابدين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

ونحــــن إذ نقتطف من تاريخه (ع) نزراً يسيراً من كراماته ، فلكي نزداد يقيناً بأن ربَّنا سبحانـه يستجيــــب دعـــــوة المخلصين من عباده الذين جأؤوا إليه بكل كيانهم وأبعــــاد وجودهــــم .. ثـــــم نـــزداد للأئمة من أهـــــــل
البيت (ع) حبّاً ، فإن حُبَّهم نجاةٌ من النار ووسيلةٌ إلى اللـه عزَّ وجلَّ .
1- من كراماته (ع) ، أن اللـه ألهمه من علمه عبر رؤيا شاهد فيها رسول اللـه (ص) ، ما أظهر كرامته وفضله . والقصة كما يلي :
روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال :
" لمّا وُلِّيَ عبد الملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجاج بن يوسف :
بسم اللـه الرحمن الرحيم
من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف .
أما بعد : فانظر دماء بني عبد المطلب فاحقنها واجتنبها ، فإني رأيت آل ابي سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا إلاّ قليلاً ، والسلام . قال : وبعث بالكتاب سرّاً .
وورد الخبر على علي بن الحسين (ع) ساعة كتب الكتاب وبعث به إلى الحجاج ، فقيل له : إنّ عبد الملك قد كتب إلى الحجاج كذا وكذا ، وإن اللـه قد شكر له ذلك ، وثبَّت ملكه وزاده برهة .
قال : فكتب علي بن الحسين (ع) :
بسم اللـه الرحمن الرحيم
إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من علي بن الحسين بن علي .
أما بعد : فإنك كتبت يوم كذا وكذا ، من ساعة كذا وكذا من شهر كذا وكذا بكذا وكذا . وإن رسول اللـه (ص) أنبأني وخبَّرني . وإن اللـه قد شكر لك ذلك وثبَّت ملكك وزادك فيه برهة .
وطوى الكتاب وختمه وأرسل به مع غلام له على بعيره ، وأمره أن يوصله إلى عبد الملك ساعة يقدم عليه . فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إلى عبد الملك ، فلما نظر في تاريخ الكتاب وجده موافقاً لتلك الساعة التي كتب فيها إلى الحجاج ، فلم يشك في صدق علي بن الحسين (ع) وفرح فرحاً شديداً ، وبعث إلى علي بن الحسين (ع) بوقر راحلته دراهم ثواباً لما سرَّه من الكتاب .
2- وكذلك قصته مع أبي خالد الكابلي ، ويرويها الإمام الباقر (ع) كالتالي :
" كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهراً ( وهو ابن الإمام علي ، وعم الإمام السجاد عليهما السلام ) . وما كان يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم ، فقال له : جعلت فداك إن لي حرمة ومودة وانقطاعاً ، فأسألك بحرمة رسول اللـه (ص) وأمير المؤمنين (ع) إلاّ أخبرتني أنت الإمام الذي فرض اللـه طاعته على خلقه ؟. قال : فقال : يا أبا خالد حلّفتني بالعظيم . الإمام عليٌّ بن الحسين (ع) عَلَيَّ وعلَيك وعلى كلِّ مسلم . فأقبل أبو خالد لَمَّا أن سمع محمد ابن الحنفية ، وجاء إلى علي بن الحسين (ع) فلما استأذن عليه أُخبر أن ابا خالد بالباب ، فأذن له .
فلما دخل عليه ودنا منه ، قال : مرحباً يا كنكر . ما كنت لنا بزائر ما بد لك فينا ؟.
فخر أبو خالد ساجداً شاكراً لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين (ع) ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي .
فقال له علي (ع) : وكيف عرفت إمامك يا ابا خالد ؟.
قال : إنك دعوتني باسمي الذي سمَّتني به أمي التي ولدتني . وقد كنت في عمياء من أمري ، ولقد خدمت محمد ابن الحنفية عمراً من عمري ولا أشك أنه إمام ، حتى إذا كان قريباً سألته بحرمة اللـه تعالى وحرمة رسوله (ص) وبحرمة أمير المؤمنين (ع) فأرشدني إليك ، وقال : هو الإمام عَلَيَّ وعلَيك وعلى جميع خلق اللـه كلهم . ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك وسمَّيتني باسمي الذي سمَّتني أمي ، فعلمت أنك الإمام الذي فرض اللـه طاعته عَلَيَّ وعلى كلِّ مسلم " .
3- ويذكر الشيخ الطوسي القصة التالية أيضاً :
خرج علي بن الحسين (ع) إلى مكة حاجّاً حتى انتهى إلى وادٍ بين مكة والمدينة ، فإذا هو برجل يقطع الطريق ، قال :
فقال لعلي إنزل .
قال : تريد ماذا ؟.
قال : أريد أن أقتلك وآخذ ما معك .
قال : فأنا أُقاسمك ما معي وأُحِلُّك .
قال : فقال اللص : لا .
قال : فدع معي ما أتبلّغ به .
فأبى .
قال : فأين ربك ؟.
قال : نائم .
قال : فإذا أَسَدانِ مُقبلان بين يَديه فأخذ هذا برأسه وهذا برجلَيه .
قال : زعمتَ أنّ ربك عنك نائم.
4- ومن كراماته صلوات اللـه وسلامه عليه ، ما ظهر عند وفاته . فلقد توفي الإمام بعد أن دس إليــــه الأمويون السم في عام ( 94 ) في شهر محرم في اليوم الخامس والعشرين ، وقيل في اليوم الثامن عشر. وفي تلك السنة توفي طائفة من الفقهاء حتى سميت سنة الفقهاء . ولست استبعد أن يكون النظام الأموي في عهد الوليد بن عبد الملك قد دس السم إلى المعارضين وفيهم كبار الفقهاء من أمثال سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وسعيد بن جبير . وجاء في التواريخ أنه توفي في تلك السنة عامة فقهاء المدينة.
وهل يعقل أن يموت كل الفقهاء في سنة واحدة صدفةً ، علماً بأن المعروف أن الإمام السجاد (ع) استشهد متأثراً بالسم الذي دسه إليه عبد الملك بن مروان في ظروف غامضة .
وكيفما كان الأمر فقد ظهرت عند وفاته كرامات منه (ع) ، فقد أُغمي عليه فبقي ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال : " الحمد لله الذي أورثنا الجنة نتبوَّأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين " ثم قال : " احفروا لي ( قبراً ) وابلُغوا إلى الرسخ ( الثابت من الأرض ) ثم مد الثوب عليه فمات " .
وظهرت بعد وفاته الكرامة التي ينقلها سعيد بن المسيّب ، وبها نختم هذه الصفحات المشرقة بحياة الإمام زين العابدين (ع) .
فقد روي عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وعبد الرزاق ، عن معمر ، عن علي بن زيد قال :
قلت لسعيد بن المسيب إنك أخبرتني أن علي بن الحسين النفس الزكية وأنك لا تعرف له نظيراً ؟.
قال : كذلك ، وما هو مجهول ما أقول فيه . واللـه ما رؤي مثله .
قال علي بن زيد : فقلتُ : واللـه إنّ هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم تصلِّ على جنازته ؟.
فقال : إنّ القرّاء كانوا لايخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين (ع) . فخرج وخرجنا معه ألف راكب ، فلمّا صرنا بالسقيا نزل فصلّى وسجد سجدة الشكر ..
وفي رواية الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال :
كان القوم لايخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين . فخرج (ع) فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلَّى ركعتين فسبَّح في سجوده ، فلم يبق شجر ولا مدر إلاّ سبَّحوا معه ، ففزعنا .
فرفع رأسه وقال : يا سعيد أفزعت ؟
قلت : نعم يابن رسول اللـه .
فقال : هذا التسبيح الأعظم . حدثني أبي عن جدي عن رسول اللـه (ص) أنه قال : لا تبقى الذنوب مع هذا التسبيح ، فقلت : علمنا .
وفي رواية علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب أنّه : سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة إلاّ سبّحت بتسبيحه ، ففزعت من ذلك وأصحابي .
ثم قال : " يا سعيد إن اللـه جل جلاله لما خلق جبرئيل ألهمه هذا التسبيح فسبَّحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم . وهو إسم اللـه جلَّ وعزَّ الأكبر .
يا سعيد أخبرني أبي الحسين ، عن أبيه ، عن رسول اللـه (ص) عن جبرئيل ، عن اللـه جلَّ جلالَه أنه قال :
ما من عبد من عبادي آمن بي وصدّق بك وصلَّى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس إلاّ غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " .
فلم أَرَ شاهداً أفضل من علي بن الحسين (ع) حيث حدثني بهذا الحديث . فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر ، وأثنى عليه الصالح والطالح ، وانها لو يتبعونه حتى وضعت الجنازة فقلت : إن أدركت الركعتين يوماً من الدهر فاليوم هو . ولم يبق إلاّ رجل وامرأة ، ثم خرجا إلى الجنازة ، وَثبْتُ لأصلِّي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض ، وأجابه تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض ، ففزعتُ وسقطتُ على وجهي ، فكبر من في السماء سبعاً ومن في الأرض سبعاً وصُلِّي على علي بن الحسين صلوات اللـه عليهما ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين صلوات اللـه عليهما ، فقلت : يا سعيد لو كنت أنا لم أختر إلاّ الصلاة على علي بن الحسين ، إن هذا لهو الخســــران المبين ، فبكى سعيد ، ثم قال : ما أردت إلاّ الخير ليتني كنت صلّيت عليه ، فإنه ما رؤي مثلــه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الامام محمد بن علي الباقر عليهما السلام   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:19 pm

][§¤°^°¤§][][((الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام))][][§¤°^°¤§][][الاسم: محمد (ع) .
الأب: الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .
الأم: فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) ، وهو هاشمي من هاشميين وعلوي من علويين .
الكنية: أبو جعفر.
الألقاب: الباقر، الشاكر، الهادي، الأمين، الشبيه ، الصابر، الشاهد.
الأوصاف: ربع القامة، دقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر، له خال على خده، وخال أحمر في جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت، مطرق الرأس.
نقش الخاتم: (العزة لله جميعاً) ، وقيل: إنه (ع) كان يتختم بخاتم جده الحسين (ع) ونقشه: (إن الله بالغ أمره) .
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: يوم الثلاثاء، وقيل يوم الجمعة، أول رجب ، وقيل: الثالث من صفر، سنة 57 هجرية.
مدة العمر: 57 سنة.
مدة إمامته: 19 سنة، وقيل: 18 سنة.
وكان (ع) حاضراً في واقعة الطف وعمره 4 سنوات.
مكان الشهادة: المدينة المنورة.
زمان الشهادة: يوم الاثنين 7 / ذو الحجة / 114 هجري، وقيل: قبض في شهر ربيع الأول 114 هجري.
القاتل: إبراهيم بن الوليد بن يزيد.
وسيلة القتل: السم.
المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة.
وقد هدم الوهابيون قبره الشريف في 8 شوال 1344 هجرية.

أشبه الناس بالرسول الأعظم (ص)
عن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا فارق الحسين (ع) الدنيا فالقائم بالأمر بعده علي ابنه، وهو الحجة والإمام، وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس بي وهو الإمام والحجة بعد أبيه»الحديث.

النبي الأكرم (ص) يقرؤه السلام
عن أبي عبد الله (ع) قال: «إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) ، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله (ص) وهو معتجر بعمامة سوداء، وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر.
فكان يقول: والله ما أهجر، ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول: إنك ستدرك رجلاً مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
قال: فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض المدينة إذا مر بطريق في ذاك الطريق كُتَّاب فيه محمد بن علي، فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل، فأقبل.
ثم قال له: أدبر، فأدبر.
ثم قال: شمائل رسول الله (ص) والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟
قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين.
فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول: بأبي أنت وأمي، أبوك رسول الله (ص) يقرئك السلام».

باقر العلوم
كان الإمام الباقر (ع) أعلم أهل زمانه، وقد استفاد من مدرسته العلمية آلاف من التلامذة، وقد عرّفهم الإمام (ع) علوم الإسلام وتفسير القرآن والأحكام الشرعية وسنة رسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) .
وقد اعترف بكثير علمه جميع المسلمين.
عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سُمّي الباقر باقراً؟
قال: لأنه بقر العلم بقراً، أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً .

وفي الصواعق المحرقة: «أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك: من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها؛ فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه: هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة، وكفاه شرفا: أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير: رسول الله (ص) يسلم عليك، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام.

توفي (ع) سنة سبع عشرة عن ثمان وخمسين سنة مسموما كأبيه، وهو علوي من جهة أبيه وأمه، ودفن أيضا في قبة الحسن والعباس بالبقيع، وخلّف ستة أولاد».

وكان (ع) علماً يضرب به الأمثال بكثرة علمه ويقال:
يا باقر العلم لأهـــــــل التقى
وخير من لبّى على الأجبل

وعن عبد الله بن عطاء المكي أنه قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه.

وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (ع) شيئاً قال: حدثني وصي الأوصياء ووارث علوم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين (ع) .

وعن محمد بن مسلم أنه قال: ما شجرني في قلبي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (ع) ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث.

الذكر الدائم
كان الإمام الباقر (ع) قمة في العبادة والتقوى، والزهد عن الدنيا .
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«كان أبي (ع) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر».

من أخلاقه (ع)
حسن المداراة

روى الشيخ الطوسي (ره) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:
كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر (ع) وكان مركزه بالمدينة فكان يقول له: يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشي مجلسك حياءً مني منك ولا أقول إن أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم إن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك!.
وكان أبو جعفر (ع) يقول له خيراً، ويقول: لن تخفى على الله خافية.

فلم يلبث الشامي إلا قليلاً حتى مرض واشتدّ وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب فأت محمد بن علي ? وسله أن يصلي عليّ، وأعلمه إني أنا الذي أمرتك بذلك.

قال: فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوّه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي ? وتورّك، وكان إذا صلى عقب في مجلسه، قال له: يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه.

فقال أبو جعفر (ع) : «كلا إن بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حر ولهبها شديد، فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتى آتيكم».

ثم قام (ع) من مجلسه فأخذ (ع) وضوءً، ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثم خر ساجداً حتى طلعت الشمس ثم نهض (ع) ، فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله: «املئوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد».

ثم انصرف (ع) فلم يلبث إلا قليلاً حتى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفر (ع) فقال: أخلني، فأخلاه فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً.

قال له أبو جعفر (ع) : «وما بدا لك؟».

قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد ابن علي (ع) .

فقال له أبو جعفر: «أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحب عمله» ـ أي إنك كنت مبغوضاً لدى الله لكن عملك وهو حبنا مطلوباً عنده تعالى ـ.

قال الراوي: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر ?

لا، أنا باقر

قال نصراني للإمام أبي جعفر الباقر (ع) : أنت بقر!.

قال: «أنا باقر».

قال: أنت ابن الطباخة.

قال: «ذاك حرفتها».

قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية.

قال: «إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك».

فأسلم النصراني ببركة أخلاقه (ع) .

قمة الجود والكرم
قال سفيان: ما لقينا أبا جعفر (ع) إلا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، فقال: «هذه معدة لكم قبل أن تلقوني».

استنفق هذه
وعن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة وجفاء الإخوان!.
فقال (ع) : «بئس الأخ أخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر
غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: «استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني».


من كراماته ومعاجزه (ع)

إحضار الميت
عن أبي عيينة قال: كنت عند أبي جعفر (ع) فدخل رجل فقال: أنا من أهل الشام أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأبي كان يتولى بني أمية وكان له مال كثير ولم يكن له ولد غيري، وكان مسكنه بالرملة وكانت له جنينة يتخلّى فيها بنفسه، فلما مات طلبت المال فلم أظفر به ولا أشك أنه دفنه وأخفاه مني.
قال أبو جعفر (ع) : «أفتحب أن تراه وتسأله أين موضع ماله؟».
قال: إي والله إني فقير محتاج.
فكتب أبو جعفر (ع) كتاباً وختمه بخاتمه ثم قال: «انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه، ثم تنادي: يا درجان يا درجان، فإنه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي وقل: أنا رسول محمد بن علي بن الحسين، فإنه يأتيك به فاسأله عما بدا لك».

فأخذ الرجل الكتاب وانطلق.
قال أبو عيينة: فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر (ع) لانظر ما حال الرجل فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له، فأذن له فدخلنا جميعاً، فقال الرجل: الله يعلم عند من يضع العلم، لقد انطلقت البارحة وفعلت ما أمرت، فأتاني الرجل فقال: لا تبرح من موضعك حتى آتيك به، فأتاني برجل أسود فقال: هذا أبوك!.
قلت: ما هو أبي.
قال: بل غيره اللهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم.
فقلت له: أنت أبي؟
قال: نعم.
قلت: فما غيّرك عن صورتك وهيئتك؟
قال: يا بني، كنت أتولى بني أمية وأفضلهم على أهل بيت النبي بعد النبي (ص) فعذبني الله بذلك، وكنت أنت تتولاهم فكنت أبغضك على ذلك، وحرمتك مالي فزويته عنك، وأنا اليوم على ذلك من النادمين، فانطلق يا بني إلى جنينتي فاحتفر تحت الزيتونة وخذ المال وهو مائة ألف وخمسون ألفاً، فادفع إلى محمد بن علي (ع) خمسين ألفاً والباقي لك.
ثم قال: فأنا منطلق حتى آخذ المال وآتيك بمالك.
قال أبو عيينة: فلما كان من قابل دخلت على أبي جعفر فقلت: ما فعل الرجل صاحب المال؟
قال: «قد أتاني بخمسين ألف درهم فقضيت منها ديناً كان عليّ وابتعت منها أرضاً بناحية خيبر، ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي».

شهادته (ع) وسببها
قُبض الإمام الباقر (ع) بالمدينة في ذي الحجة، وقيل: في شهر ربيع الأول،
سنة (114هـ) وله (ع) من العمر سبع وخمسون سنة.

وقد سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ودفن في البقيع الغرقدحيث مزاره الآن وقد هدم الوهابيون تلك البقاع الطاهرة.

ومن كلماته عليه السلام:


الحلم والعلم
قال الإمام الباقر (ع) : «ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم».

كل الكمال
وقال (ع) : «الكمال كل الكمال التفقه في الدين، والصبر على النائبة، وتقدير المعيشة».

مكارم الدنيا والآخرة
وقال (ع) : «ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك».

الوصايا العظيمة
وقال (ع) في وصيته لجابر بن يزيد الجعفي: «يا جابر، اغتنم من أهل زمانك خمسا: إن حضرت لم تعرف، وإن غبت لم تفتقد، وإن شهدت لم تشاور، وإن قلت لم يقبل قولك، وإن خطبت لم تزوج.
وأوصيك بخمس: إن ظُلمت فلا تظلم، وإن خانوك فلا تخن، وإن كُذّبت فلا تغضب، وإن مدحت فلا تفرح، وإن ذممت فلا تجزع.
وفكّر فيما قيل فيك، فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك، فسقوطك من عين الله جل وعز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.

واعلم بأنك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا إنك رجل صالح لم يسرك ذلك.

ولكن أعرض نفسك على كتاب الله، فإن كنت سالكا سبيله، زاهدا في تزهيده، راغبا في ترغيبه، خائفا من تخويفه، فاثبت وأبشر؛ فإنه لا يضرك ما قيل فيك.

وإن كنت مباينا للقرآن، فماذا الذي يغرك من نفسك؟ إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش، ويقيل الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة، فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف، وذلك بأن الله يقول: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ).

يا جابر، استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر، واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس وتعرضا للعفو، وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل، وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف، واحذر خفي التزين بحاضر الحياة، وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء، وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل، واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس، وسد سبيل العجب بمعرفة النفس، وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض، واطلب راحة البدن بإجمام القلب، وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخطأ، وتعرّض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات، واستجلب نور القلب بدوام الحزن، وتحرز من إبليس بالخوف الصادق، وإياك والرجاء الكاذب؛ فإنه يوقعك في الخوف الصادق، وتزين لله عز وجل بالصدق في الأعمال، وتحبب إليه بتعجيل الانتقال، وإياك والتسويف؛ فإنه بحر يغرق فيه الهلكى، وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب، وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون، واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار، وتعرّض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم، وتخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق واستقلال كثير الطاعة، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر، والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم، واطلب بقاء العز بإماتة الطمع، وادفع ذل الطمع بعز اليأس، واستجلب عز اليأس ببعد الهمة، وتزود من الدنيا بقصر الأمل، وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة، ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان، وإياك والثقة بغير المأمون فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء.

واعلم، أنه لا علم كطلب السلامة، ولا سلامة كسلامة القلب، ولا عقل كمخالفة الهوى، ولا خوف كخوف حاجز، ولا رجاء كرجاء معين، ولا فقر كفقر القلب، ولا غنى كغنى النفس، ولا قوة كغلبة الهوى، ولا نور كنور اليقين، ولا يقين كاستصغارك الدنيا، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك، ولا نعمة كالعافية، ولا عافية كمساعدة التوفيق، ولا شرف كبعد الهمة، ولا زهد كقصر الأمل، ولا حرص كالمنافسة في الدرجات، ولا عدل كالإنصاف، ولا تعدي كالجور، ولا جور كموافقة الهوى، ولا طاعة كأداء الفرائض، ولا خوف كالحزن، ولا مصيبة كعدم العقل، ولا عدم عقل كقلة اليقين، ولا قلة يقين كفقد الخوف، ولا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف، ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها، ولا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى، ولا قوة كرد الغضب، ولا معصية كحب البقاء، ولا ذل كذل الطمع.

وإياك والتفريط عند إمكان الفرصة، فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران».

أصبحت محزونا
وقال (ع) لجابر يوماً: «أصبحت والله يا جابر محزونا مشغول القلب».
فقلت: جعلت فداك، ما حزنك وشغل قلبك كل هذا على الدنيا؟
فقال (ع) : «لا يا جابر، ولكن حزن هم الآخرة.
يا جابر، من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان شغل عما في الدنيا من زينتها، إن زينة زهرة الدنيا إنما هو لعب ولهو، (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان).
يا جابر، إن المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا.
واعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة، وأن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون، أهل العلم والفقه، وأهل فكرة واعتبار واختبار، لايملون من ذكر الله.
واعلم يا جابر، إن أهل التقوى هم الأغنياء، أغناهم القليل من الدنيا، فمئونتهم يسيرة، إن نسيت الخير ذكروك، وإن عملت به أعانوك، أخروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم، وقدموا طاعة ربهم أمامهم، ونظروا إلى سبيل الخير وإلى ولاية أحباء الله فأحبوهم وتولوهم واتبعوهم، فأنزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه، أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت، ثم انتبهت من رقدتك وليس في يدك شيء؛ وإني إنما ضربت لك مثلا لتعقل وتعمل به إن وفقك الله له.
فاحفظ يا جابر ما أستودعك من دين الله وحكمته، انصح لنفسك وانظر ما الله عندك في حياتك، فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك، وانظر فإن تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتحول عنها إلى دار المستعتب اليوم، فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله، فلما ناله كان عليه وبالا وشقي به، ولرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به».

لا تقل هكذا
عن الإمام الصادق (ع) قال: كان رجل جالساً عند أبي فقال: «اللهم أغننا عن جميع خلقك.
فقال له أبي (ع) : لا تقل هكذا، ولكن قل: أغننا عن شرار خلقك؛ فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه».

السعي في حوائج الأخوان
وقال (ع) : «ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في
حاجته قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولايؤجر».

نتيجة البخل
وقال (ع) : «ما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما رضي الله، إلا أُبتلي أن ينفق أضعافاً فيما يسخط الله».

أوصاف الشيعة
وقال (ع) لجابر: «يا جابر، أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشّع، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء».
فقال جابر: يا ابن رسول الله لست أعرف أحداً بهذه الصفة.

فقال (ع) : «يا جابر لا يذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل أن يقول: أحب علياً (ع) وأتولاه؟‍! فلو قال: إني أحب رسول الله (ص) ورسول الله خير من علي (ع) ثم لا يعمل بعمله ولا يتبع سنته ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له، وأعملهم بطاعته، والله ما يتقرب إلى الله جل ثناؤه إلا بالطاعة، ما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، لا تنال ولايتنا إلا بالورع والعمل».

الصدقة
وقال (ع) : «الصدقة يوم الجمعة تضاعف، لفضل الجمعة على غيره من الأيام ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: كرامات الإمام الباقر ( عليه السلام )   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:21 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
كرامات الإمام الباقر ( عليه السلام )


يتميّز الأئمّة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة .

وللإمام الباقر ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :

الكرامة الأولى :
عن عباد بن كثير البصري قال : قلت للباقر ( عليه السلام ) : ما حق المؤمن على الله ؟ فصرف وجهه ، فسألته عنه ثلاثاً ، فقال : ( من حق المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت ) .

قال عباد : فنظرت والله إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرّكت مقبلة ، فأشار إليها : ( قري فلم أعنك ) .

الكرامة الثانية :
عن أبي الصباح الكناني قال : صرت يوماً إلى باب أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، فقرعت الباب ، فخرجت إليّ وصيفة ناهد ، فضربت بيدي إلى رأس ثديها ، وقلت لها : قولي لمولاك إنّي بالباب ، فصاح من آخر الدار : ( أدخل لا أم لك ) ، فدخلت وقلت : والله ما قصدت ريبة ولا أردت إلاّ زيادة في يقيني ، فقال : ( صدقت لئن ظننتم أنّ هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم ، إذن لا فرق بيننا وبينكم ، فإيّاك أن تعاود لمثلها ) .

الكرامة الثالثة :
أنّ حبابة الوالبية دخلت على الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، فقال لها : ( ما الذي أبطأ بك عنّي ) ، قالت بياض عرض في مفرق رأسي شغل قلبي ، قال : ( أرينيه ) ، فوضع ( عليه السلام ) يده عليه ، ثمّ رفع يده فإذا هو أسود ، ثمّ قال : ( هاتوا لها المرآة ) ، فنظرت وقد أسودّ ذلك الشعر .

الكرامة الرابعة :
عن أبي بصير قال : كنت مع الإمام الباقر ( عليه السلام ) في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قاعداً ، حدّثنا ما مات علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذ دخل الدوانيقي ، وداود بن سليمان قبل أن أفضي الملك إلى ولد العباس ، وما قعد إلى الباقر ( عليه السلام ) إلاّ داود ، فقال ( عليه السلام ) : ( ما منع الدوانيقي أن يأتي ؟ ) قال : فيه جفاء .

قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( لا تذهب الأيام حتّى يلي أمر هذا الخلق ، فيطأ أعناق الرجال ، ويملك شرقها وغربها ، ويطول عمره فيها ، حتّى يجمع من كنوز الأموال ما لم يجمع لأحد قبله ) ، فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك ، فأقبل إليه الدوانيقي وقال : ما منعني من الجلوس إليك إلاّ إجلالاً لك ، فما الذي أخبرني به داود ؟ فقال : ( هو كائن ) .

فقال : وملكنا قبل ملككم ؟ قال : ( نعم ) ، قال : ويملك بعدي أحد من ولدي ، قال : ( نعم ) ، قال : فمدّة بني أميّة أكثر أم مدّتنا ؟ قال : ( مدّتكم أطول ، وليتلقفن هذا الملك صبيانكم ، ويلعبون به كما يلعبون بالكرة ، هذا ما عهده إليّ أبي ) ، فلمّا ملك الدوانيقي تعجّب من قول الباقر ( عليه السلام ) .

الكرامة الخامسة :
عن أبي بصير قال : قلت يوماً للباقر ( عليه السلام ) : أنتم ذرّية رسول الله ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : ورسول الله وارث الأنبياء كلّهم ؟ قال : ( نعم ، ورث جميع علومهم ) ، قلت : وأنتم ورثتم جميع علم رسول الله ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : وأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى ، وتبرءوا الأكمة والأبرص ، وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ؟ قال : ( نعم ، بإذن الله ) .

ثمّ قال : ( أدن منّي يا أبا بصير ) ، فدنوت منه ، فمسح يده على وجهي ، فأبصرت السهل والجبل والسماء والأرض ، ثمّ مسح يده على وجهي ، فعدت كما كنت لا أبصر شيئاً ، قال : ثمّ قال لي الباقر ( عليه السلام ) : ( إن أحببت أن تكون هكذا كما أبصرت ، وحسابك على الله ، وإن أحببت أن تكون كما كنت وثوابك الجنّة ) ، فقلت : أكون كما كنت والجنّة أحب إليّ .

الكرامة السادسة :
عن جابر الجعفي قال : كنا عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) نحواً من خمسين رجلاً ، إذ دخل عليه كثير النواء ، وكان من المغيرية فسلّم وجلس ، ثمّ قال : إنّ المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة ، يزعم أنّ معك ملكاً يعرّفك الكافر من المؤمن ، وشيعتك من أعدائك ، قال : ( ما حرفتك ؟ ) قال : أبيع الحنطة ، قال : ( كذبت ) .

قال : وربما أبيع الشعير ، قال : ( ليس كما قلت ، بل تبيع النوى ) ، قال : من أخبرك بهذا ؟ قال : ( الملك الذي يعرّفني شيعتي من عدوّي ، لست تموت إلاّ تائها ) .

قال جابر الجعفي : فلمّا انصرفنا إلى الكوفة ، ذهبت في جماعة نسأل عن كثير ، فدللنا على عجوز ، فقالت : مات تائها منذ ثلاثة أيّام .

الكرامة السابعة :
عن أبي بصير قال : كنت مع الإمام الباقر ( عليه السلام ) في المسجد ، إذ دخل عليه عمر بن عبد العزيز ، عليه ثوبان ممصران متكئاً على مولى له ، فقال ( عليه السلام ) : ( ليلين هذا الغلام ، فيظهر العدل ، ويعيش أربع سنين ، ثمّ يموت ، فيبكي عليه أهل الأرض ، ويلعنه أهل السماء ) ، فقلنا : يا ابن رسول الله ، أليس ذكرت عدله وإنصافه ؟ قال : ( يجلس في مجلسنا ، ولا حق له فيه ) ، ثمّ ملك وأظهر العدل جهده .

الكرامة الثامنة :
عن عاصم بن أبي حمزة قال : ركب الإمام الباقر ( عليه السلام ) يوماً إلى حائط له ، وكنت أنا وسليمان بن خالد معه ، فما سرنا إلاّ قليلاً ، فاستقبلنا رجلان ، فقال ( عليه السلام ) : ( هما سارقان خذوهما ) ، فأخذناهما ، وقال لغلمانه : ( استوثقوا منهما ) ، وقال لسليمان : ( انطلق إلى ذلك الجبل مع هذا الغلام إلى رأسه ، فإنّك تجد في أعلاه كهفاً فادخله ، وصر إلى وسطه فاستخرج ما فيه ، وادفعه إلى هذا الغلام يحمله بين يديك ، فإنّ فيه لرجل سرقة ، ولآخر سرقة ) .

فخرج واستخرج عيبتين ، وحملهما على ظهر الغلام ، فأتى بهما الباقر ( عليه السلام ) ، فقال : ( هما لرجل حاضر ، وهناك عيبة أخرى لرجل غائب سيحضر بعد ) ، فذهب واستخرج العيبة الأخرى من موضع آخر من الكهف ، فلمّا دخل الباقر ( عليه السلام ) المدينة ، فإذا صاحب العيبتين ادعى على قوم ، وأراد الوالي أن يعاقبهم ، فقال الباقر ( عليه السلام ) : ( لا تعاقبهم ، ورد العيبتين إلى الرجل ) .

ثمّ قطع السارقين ، فقال أحدهما : لقد قطعتنا بحق ، والحمد لله الذي أجرى قطعي وتوبتي على يدي ابن رسول الله ، فقال الباقر ( عليه السلام ) : ( لقد سبقتك يدك التي قطعت إلى الجنّة بعشرين سنة ) ، فعاش الرجل عشرين سنة ، ثمّ مات .

قال : فما لبثنا إلاّ ثلاثة أيّام حتّى حضر صاحب العيبة الأخرى ، فجاء إلى الباقر ( عليه السلام ) ، فقال له : ( أخبرك بما في عيبتك وهي بختمك ؟ فيها ألف دينار لك ، وألف أخرى لغيرك ، وفيها من الثياب كذا وكذا ) .

قال : فإن أخبرتني بصاحب الألف دينار من هو ؟ وما اسمه ؟ وأين هو ؟ علمت أنّك الإمام المنصوص عليه المفترض الطاعة ، قال : ( هو محمّد بن عبد الرحمن ، وهو صالح كثير الصدقة ، كثير الصلاة ، وهو الآن على الباب ينتظرك ) ، فقال الرجل ـ وهو بربري نصراني ـ : آمنت بالله الذي لا إله إلاّ هو ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّك الإمام المفترض الطاعة ، وأسلم .

الكرامة التاسعة :
عن محمّد بن أبي حازم قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فمر بنا زيد بن علي ، فقال أبو جعفر : ( أمّا والله ليخرجن بالكوفة ، وليقتلن وليطافن برأسه ، ثمّ يؤتى به ، فينصب على قصبة في هذا الموضع ) ، وأشار إلى الموضع الذي قتل فيه ، قال : سمع أذناي منه ، ثمّ رأت عيني بعد ذلك ، فبلغنا خروجه وقتله ، ثمّ مكثنا ما شاء الله ، فرأينا يطاف برأسه ، فنصب في ذلك الموضع على قصبة فتعجّبنا .

الكرامة العاشرة :
إنّ الإمام الباقر ( عليه السلام ) جعل يحدّث أصحابه بأحاديث شداد ، وقد دخل عليه رجل يقال له النضر بن قرواش ، فاغتم أصحابه لمكان الرجل ممّا يستمع حتّى نهض ، فقالوا : قد سمع ما سمع وهو خبيث ، قال : ( لو سألتموه عمّا تكلّمت به اليوم ما حفظ منه شيئاً ) .

قال بعضهم : فلقيته بعد ذلك ، فقلت : الأحاديث التي سمعتها من أبي جعفر أحب أن أعرفها ، فقال : والله ما فهمت منها قليلاً ولا كثيراً .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الأمام محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام)   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:25 pm

~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~(( الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) )) ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~



الاسم: جعفر (ع) .

الأب: الإمام الباقر (ع) .

الأم: فاطمة أم فروة، بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

الكنية: أبو عبد الله، وأبو إسماعيل، وأبو موسى.

الألقاب: الصابر، الفاضل، الطاهر، الصادق، القائم، الكافل، المنجي.

الأوصاف: ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر جعد، أشم الأنف، أنزع رقيق البشرة على خده خال أسود، وعلى جسده خيلان حمرة .
نقش الخاتم: «الله وليي وعصمتي من خلقه».
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17/ ربيع الأول/ 83 هجري.

مدة العمر: 65 سنة .
مدة الإمامة: 34 سنة .
مكان الشهادة: المدينة المنورة.
زمان الشهادة: 25/ شوال/ 148هجري.
القاتل: المنصور العباسي، حيث قتله بالسم.
وسيلة القتل: العنب المسموم.
المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة، وقد هدم الوهابيون قبره الشريف مع قبور سائر أئمة أهل البيت (ع) في البقيع.
وقد تتلمذ على يديه وفي جامعته العلمية أكثر من أربعة آلاف رجل، وقيل عشرون ألفا .

أفقه الناس
سئل أبو حنيفة: من أفقه من رأيت؟
قال: جعفر بن محمد (ع) ، لما أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة.
ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه وجعفر (ع) جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه، فأومأ إليّ فجلست، ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة.
قال: «نعم أعرفه».
ثم التفت إليّ فقال: يا أبا حنيفة، ألق على أبي عبد الله من مسائلك.
فجعلت ألقي عليه، فيجيبني، فيقول: «أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعناكم وربما تابعناهم، وربما خالفنا جميعاً»، حتى أتيت على الأربعين مسألة، فما أخل منها بشيء.
ثم قال أبو حنيفة: «أليس إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟».

بين يدي الله عزوجل

عن مالك بن أنس إمام المالكية إنه قال:

كان جعفر بن محمد الصادق (ع) لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً، وإما قائماً، وإما ذاكراً، وكان (ع) من عظماء العبّاد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله (ص) اخضرّ مرة واصفرّ أخرى حتى ينكره من يعرفه. ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد أن يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله، ولابد لك من أن تقول، فقال (ع) : «يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: (لبيك اللهم لبيك) وأخشى أن يقول عزوجل لي: لا لبيك ولا سعديك».

من أخلاقه (ع)

الزهد شيمة الأولياء
دخل على أبي عبد الله الصادق (ع) بعض أصحابه فرأى عليه قميصاً فيه قب قد رقعه، فجعل ينظر إليه، فقال له أبو عبد الله (ع) : «ما لك تنظر؟».
فقال: قب ملقى في قميصك.
قال: فقال لي: «اضرب يدك إلى هذا الكتاب، فاقرأ ما فيه».
وكان بين يديه كتاب أو قريب منه، فنظر الرجل فيه، فإذا فيه: (لا إيمان لمن لا حياء له، ولا مال لمن لا تقدير له، ولا جديد لمن لا خلق له).

العفو أقرب للتقوى
أتى رجل أبا عبد الله (ع) فقال: إن فلاناً ذكرك، فما ترك شيئاً من الوقيعة والشتيمة إلاّ قاله فيك.
فقال أبو عبد الله (ع) للجارية: «ائتيني بوضوء».
فتوضأ (ع) ودخل.
فقلت في نفسي: يدعو عليه.
فصلى (ع) ركعتين، فقال: «يا رب، هو حقي قد وهبته، وأنت أجود مني وأكرم فهبه لي، ولا تؤاخذه بي، ولا تقايسه».
ثم رق فلم يزل يدعو، فجعلت أتعجب.

هكذا الحلم
بعث أبو عبد الله الصادق (ع) غلاماً له في حاجة فأبطأ، فخرج الصادق (ع) في أثره، فوجده نائماً!.
فجلس (ع) عند رأسه يروّحه حتى انتبه.
فلما انتبه قال (ع) : «يا فلان، والله ما ذاك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار» .

أنتِ حرة لوجه الله
روي أن سفيان الثوري دخل على الإمام الصادق (ع) فرآه متغير اللون، فسأله عن ذلك؟
فقال: «كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواريّ ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب».
وقال لها الإمام (ع) : «أنتِ حرة لوجه الله مرتين لا بأس عليك» مرتين.

مع قاطع الرحم
عن سالمة مولاة أبي عبد الله (ع) قالت: كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) حين حضرته الوفاة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: «أعطوا فلاناً سبعين ديناراً وأعطوا فلاناً كذا وفلاناً كذا».
فقلت: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟!
قال: «تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عزوجل: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب).
نعم يا سالمة، إن الله تعالى خلق الجنة فطيبها وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم».

طلب المعيشة
عن أبي عمرو الشيباني قال: رأيت أبا عبد الله (ع) وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائط له والعرق يتصاب عن ظهره، فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك.
فقال لي: «إني أحب أن يتأذى الرجل بحرّ الشمس في طلب
المعيشة».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الأمام محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام)   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:27 pm

إنه وفى بعهده
كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الإمام الصادق (ع) في حجه كل سنة، فينزله أبو عبد الله (ع) في دار من دوره في المدينة، وطال حجه ونزوله في بيت الإمام (ع) فأعطى الرجل أبا عبد الله (ع) عشرة آلاف درهم ليشتري له داراً في المدينة حتى لا يزاحم الإمام بكثرة مجيئه والبقاء عنده، وخرج إلى الحج.

فلما انصرف من الحج أتى إلى الإمام (ع) فقال: جعلت فداك اشتريت لي الدار؟
قال: «نعم».
وأتى (ع) بصكّ فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي، له دار في الفردوس حدّها الأول رسول الله (ص) والحدّ الثاني أمير المؤمنين (ع) والحدّ الثالث الحسن بن علي (ع) والحدّ الرابع الحسين بن علي (ع) ».
فلما قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلني الله فداك.
قال: فقال أبو عبد الله (ع) : «إني أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسين وأرجو أن يتقبل الله ذلك ويثيبك به الجنة».
قال: فانصرف الرجل إلى منزله، وكان الصك معه.
ثم اعتل علّة الموت، فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلّفهم أن يجعلوا الصك معه، ففعلوا ذلك.
فلما أصبح القوم غدوا إلى قبره فوجدوا الصك على ظهر القبر مكتوب عليه: «وفى ولي الله جعفر بن محمد».

هكذا تكون التوبة
عن أبي بصير قال: كان لي جار يتّبع السلطان، فأصاب مالاً فاتخذ قياناً، وكان يجمع الجموع ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرة فلم ينته، فلما ألححت عليه قال: يا هذا أنا رجل مبتلى وأنت رجل معافى فلو عرّفتني لصاحبك رجوت أن يستنقذني الله بك.
فوقع ذلك في قلبي، فلما صرت إلى أبي عبد الله (ع) ذكرت له حاله.
فقال (ع) لي: «إذا رجعت إلى الكوفة فإنه سيأتيك، فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنة».
قال: فلما رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى فاحتبسته حتى خلا منزلي فقلت: يا هذا إني ذكرتك لأبي عبد الله (ع) ، فقال: «اقرأه السلام وقل له: يترك ما هو عليه وأضمن له على الله الجنة».
فبكى، ثم قال: الله أقال لك جعفر هذا؟
قال: فحلفت له أنه قال لي ما قلت لك.
فقال لي: حسبك. ومضى، فلما كان بعد أيام بعث إليّ ودعاني فإذا هو خلف باب داره عريان، فقال: يا أبا بصير، ما بقي في منزلي شيء إلا وقد أخرجته وأنا كما ترى.
فمشيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به، ثم لم يأت عليه إلا أيام يسيرة حتى بعث إليّ أني عليل فأتني.
فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به الموت، فكنت عنده جالساً وهو يجود بنفسه، ثم غشي عليه غشية، ثم أفاق فقال: (يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا)، ثم مات.
فحججت فأتيت أبا عبد الله (ع) فاستأذنت عليه، فلما دخلت قال ابتداءً من داخل البيت، وإحدى رجليّ في الصحن وأخرى في دهليز داره: «يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك».

من كراماته ومعاجزه (ع)

عُرضت عليّ أعمالكم
عن داود بن كثير الرقي أنه قال: كنت جالساً عند أبي عبد الله (ع) إذ قال لي مبتدئاً من قبل نفسه: «يا داود، لقد عرضت عليَّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض عليَّ من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك، أني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله».
قال داود: وكان لي ابن عم معاند خبيث بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت بالمدينة أخبرني أبو عبد الله (ع) بذلك.

مع الحيوان المفترس
عن أبي حازم عبد الغفار بن الحسن أنه قال: قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه، وذلك على عهد المنصور، وقدمها أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي، فخرج جعفر بن محمد الصادق (ع) يريد الرجوع إلى المدينة، فشيعه العلماء وأهل الفضل من الكوفة، وكان فيمن شيعه سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم، فتقدم المشيعون له (ع) فإذا هم بأسد على الطريق.
فقال لهم إبراهيم بن أدهم: قفوا حتى يأتي جعفر (ع) ، فننظر ما يصنع.
فجاء جعفر (ع) فذكروا له حال الأسد.
فأقبل أبو عبد الله (ع) حتى دنا من الأسد، فأخذ بأذنه حتى نحاه عن الطريق، ثم أقبل عليهم فقال: «أما إن الناس لو أطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم».

في شهادته (ع) مسموماً
توفي الإمام الصادق (ع) مسموماً شهيداً في شهر شوال سنة (148هـ)، وقد أطعمه المنصور الدوانيقي العنب المسموم، وكان عمره الشريف حين استشهاده خمساً وستين سنة، وقيل كان عمره الشريف ثمان وستين سنة.

قال الإمام موسى الكاظم (ع) : «إني كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص من قمصه، وعمامة كانت لعلي بن الحسين (ع) ، وفي برد اشتريته بأربعين ديناراً».

وروي عن عثمان بن عيسى عن عدة من أصحابنا قال: لما قبض أبو جعفر (ع) أمر أبو عبد الله (ع) بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد الله، ثم أمر أبو الحسن موسى (ع) بمثل ذلك في بيت أبي عبد الله (ع) حتى أُخرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان.

وعن أبي بصير أنه قال: دخلت على أم حميدة أعزّيها بأبي عبد الله الصادق (ع) فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (ع) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: «اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة»، قالت: فلم نترك أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثم قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة»

ومن أقوال الأمام عليه السلام:


أُولئك أوليائي
وقال (ع) في وصيته لعبد الله بن جندب: «يا عبد الله، لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور، فما يقصد فيها إلا أولياءنا، ولقد جلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا».

ثم قال: «آه آه على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم والعدو الأعجم، أنسوا بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون، أولئك أوليائي حقا وبهم تكشف كل فتنة وترفع كل بلية.

يا ابن جندب، حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها؛ لئلا يخزى يوم القيامة، طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها، طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها، طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة».

ثم قال (ع) : «رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس كمن يذيع أسرارنا.

يا ابن جندب، إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى، فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا؛ مما أظهره من نفاذ قدرته وعلى ربهم يتوكلون.

يا ابن جندب، لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلهم الغمام ولأشرقوا نهارا ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.

يا ابن جندب، لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلا خيرا، واستكينوا إلى الله في توفيقهم وسلوا التوبة لهم، فكل من قصدنا ووالانا ولم يوال عدونا وقال ما يعلم وسكت عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة.

يا ابن جندب يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله».

قلت: فمن ينجو؟

قال: «الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب.

يا ابن جندب، من سره أن يزوجه الله الحور العين ويتوجه بالنور فليدخل على أخيه المؤمن السرور.

يا ابن جندب، أقل النوم بالليل والكلام بالنهار، فما في الجسد شيء أقل شكرا من العين واللسان، فإن أم سليمان قالت لسليمان (ع) : يا بني إياك والنوم؛ فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.

يا ابن جندب، إن للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه ومصائده».

قلت: يا ابن رسول الله وما هي؟

قال: «أما مصائده فصد عن بر الإخوان، وأما شباكه فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله، أما إنه ما يعبد الله بمثل نقل الأقدام إلى بر الإخوان وزيارتهم، ويل للساهين عن الصلوات النائمين في الخلوات المستهزئين بالله وآياته في الفترات، أولئك الذين لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.

يا ابن جندب، من أصبح مهموما لسوى فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل، ورغب من ربه في الربح الحقير، ومن غش أخاه وحقره وناوأه جعل الله النار مأواه، ومن حسد مؤمنا انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

يا ابن جندب، الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد، وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم.

يا ابن جندب، بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب فو الله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله، وليس من شيعتنا من يظلم الناس.

يا ابن جندب، إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتى: بالسخاء و البذل للإخوان، وبأن يصلوا الخمسين ليلا ونهارا، شيعتنا لا يهرون هرير الكلب
ولا يطمعون طمع الغراب، ولا يجاورون لنا عدوا، ولا يسألون لنا مبغضا ولو ماتوا جوعا، شيعتنا لا يأكلون الجري ولا يمسحون على الخفين، ويحافظون على الزوال، ولا يشربون مسكرا».

قلت: جعلت فداك فأين أطلبهم؟

قال (ع) : «على رؤوس الجبال وأطراف المدن، وإذا دخلت مدينة فسل عمن لا يجاورهم ولا يجاورونه فذلك مؤمن، كما قال الله: (وجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى)(45)، والله لقد كان حبيب النجار وحده.

يا ابن جندب، كل الذنوب مغفورة سوى عقوق أهل دعوتك، وكل البر مقبول إلا ما كان رئاء.

يا ابن جندب، أحبب في الله واستمسك بالعروة الوثقى واعتصم بالهدى يقبل عملك، فإن الله يقول: إلا مَن (آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (46) فلا يقبل إلا الإيمان، ولا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بيقين، ولا يقين إلا بالخشوع، وملاكها كلها الهدى، فمن اهتدى يقبل عمله وصعد إلى الملكوت متقبلا، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

يا ابن جندب، إن أحببت أن تجاور الجليل في داره وتسكن الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا، واجعل الموت نصب عينك، ولا تدخر شيئا لغد، واعلم أن لك ما قدمت وعليك ما أخرت.

يا ابن جندب، من حرم نفسه كسبه فإنما يجمع لغيره، ومن أطاع هواه فقد أطاع عدوه، من يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، ويحفظ له ما غاب عنه، وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا، ولكل نعمة شكرا، ولكل عسر يسرا، صبّر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية، فإنما يقبض عاريته ويأخذ هبته؛ ليبلو فيهما صبرك وشكرك، وارج الله رجاء لا يجرّيك على معصيته، وخفه خوفا لا يؤيسك من رحمته، ولا تغتر بقول الجاهل ولا بمدحه؛ فتكبر وتجبر وتعجب بعملك، فإن أفضل العمل العبادة والتواضع، فلا تضيع مالك وتصلح مال غيرك، ما خلفته وراء ظهرك، واقنع بما قسمه الله لك، ولا تنظر إلا إلى ما عندك، ولا تتمن ما لست تناله، فإن من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظك من آخرتك، ولا تكن بطرا في الغنى ولا جزعا في الفقر، ولا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك، ولا تشار من فوقك، ولا تسخر بمن هو دونك، ولا تنازع الأمر أهله، ولا تطع السفهاء، ولاتكن مهينا تحت كل أحد، ولا تتكلن على كفاية أحد، وقف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم، واجعل قلبك قريبا تشاركه، واجعل عملك والدا تتبعه، واجعل نفسك عدوا تجاهده وعارية تردها، فإنك قد جعلت طبيب نفسك وعرفت آية الصحة وبين لك الداء ودللت على الدواء، فانظر قيامك على نفسك، وإن كانت لك يد عند إنسان فلا تفسدها بكثرة المن والذكر لها، ولكن أتبعها بأفضل منها، فإن ذلك أجمل بك في أخلاقك، وأوجب للثواب في آخرتك، وعليك بالصمت تعد حليما، جاهلا كنت أو عالما، فإن الصمت زين لك عند العلماء وستر لك عند الجهال.

يا ابن جندب، إن عيسى بن مريم (ع) قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أكان كاشفا عنها كلها أم يرد عليها ما انكشف منها؟ قالوا: بل نرد عليها، قال: كلا، بل تكشفون عنها كلها، فعرفوا أنه مثل ضربه لهم، فقيل: يا روح الله وكيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها.

بحق أقول لكم إنكم لا تصيبون ما تريدون إلا بترك ما تشتهون، ولا تنالون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبكم كهيئة العبيد، إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية.

يا ابن جندب، صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأحسن إلى من أساء إليك، وسلم على من سبك، وأنصف من خاصمك، واعف عمن ظلمك، كما أنك تحب أن يعفى عنك فاعتبر بعفو الله عنك، ألا ترى أن شمسه أشرقت على الأبرار والفجار، وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين.

يا ابن جندب، لا تتصدق على أعين الناس ليزكوك، فإنك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك؛ فإن الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية على رؤوس الأشهاد في اليوم الذي لا يضرك أن لا يطلع الناس على صدقتك، واخفض الصوت إن ربك الذي يعلم ما تسرون وما تعلنون، قد علم ما تريدون قبل أن تسألوه، وإذا صمت فلا تغتب أحدا، ولاتلبسوا صيامكم بظلم، ولا تكن كالذي يصوم رئاء الناس، مغبرة وجوههم شعثة رؤوسهم يابسة أفواههم؛ لكي يعلم الناس أنهم صيام.

يا ابن جندب، الخير كله أمامك وإن الشر كله أمامك، ولن ترى الخير والشر إلا بعد الآخرة؛ لأن الله جل وعز جعل الخير كله في الجنة والشر كله في النار؛ لأنهما الباقيان، والواجب على من وهب الله له الهدى، وأكرمه بالإيمان، وألهمه رشده، وركب فيه عقلا يتعرف به نعمه، وآتاه علما وحكما يدبر به أمر دينه ودنياه، أن يوجب على نفسه أن يشكر الله ولا يكفره، وأن يذكر الله ولاينساه، وأن يطيع الله ولا يعصيه؛ للقديم الذي تفرد له بحسن النظر، وللحديث الذي أنعم عليه بعد إذ أنشأه مخلوقا، وللجزيل الذي وعده والفضل الذي لم يكلفه من طاعته فوق طاقته وما يعجز عن القيام به، وضمن له العون على تيسير ما حمله من ذلك، وندبه إلى الاستعانة على قليل ما كلفه، وهو معرض عما أمره، وعاجز عنه قد لبس ثوب الاستهانة فيما بينه وبين ربه، متقلدا لهواه، ماضيا في شهواته، مؤثرا لدنياه على آخرته، وهو في ذلك يتمنى جنان الفردوس، وما ينبغي لأحد أن يطمع أن ينزل بعمل الفجار منازل الأبرار، أما إنه لو وقعت الواقعة وقامت القيامة وجاءت الطامة ونصب الجبار الموازين لفصل القضاء وبرز الخلائق ليوم الحساب أيقنت عند ذلك لمن تكون الرفعة والكرامة، وبمن تحل الحسرة والندامة، فاعمل اليوم في الدنيا بما ترجو به الفوز في الآخرة.

يا ابن جندب، قال الله جل وعز في بعض ما أوحى: إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجائع ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمة نورا، وفي الجهالة حلما، أكلؤه بعزتي، واستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات الفردوس لا يسبق أثمارها، ولا تتغير عن حالها.

يا ابن جندب، الإسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوقار، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت.

يا ابن جندب، إن لله تبارك وتعالى سورا من نور محفوفا بالزبرجد والحرير منجدا بالسندس والديباج، يضرب هذا السور بين أوليائنا وبين أعدائنا، فإذا غلى الدماغ وبلغت القلوب الحناجر ونضجت الأكباد من طول الموقف، أدخل في هذا السور أولياء الله فكانوا في أمن الله وحرزه، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وأعداء الله قد ألجمهم العرق وقطعهم الفرق وهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم، فيقولون: (مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرَارِ) ( فينظر إليهم أولياء الله فيضحكون منهم، فذلك قوله عز و جل: (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصارُ) وقوله: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ & عَلَى الأَرائِكِ يَنْظُرُونَ ) فلا يبقى أحد ممن أعان مؤمنا من أوليائنا بكلمة إلا أدخله الله الجنة بغير حساب».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: كرامات الإمام الصادق ( عليه السلام )   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:29 pm

كرامات الإمام الصادق ( عليه السلام )


يتميّز الأئمّة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة .

وللإمام الصادق ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :

الكرامة الأولى :
عن المفضّل بن عمر ، قال : كنت أمشي مع أبي عبد الله جعفر ( عليه السلام ) بمكّة ، إذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميّتة ، وهي مع صبية لها تبكيان ، فقال ( عليه السلام ) لها : ( ما شأنك ؟ ) .

قالت : كنت أنا وصبياني نعيش من هذه البقرة ، وقد ماتت ، لقد تحيّرت في أمري ، قال ( عليه السلام ) : ( أفتحبين أن يحييها الله لك ؟ ) قالت : أو تسخر منّي مع مصيبتي ؟

قال : ( كلا ، ما أردت ذلك ) ، ثمّ دعا بدعاء ، ثمّ ركضها برجله ، وصاح بها ، فقامت البقرة مسرعة سوية ، فقالت : عيسى ابن مريم وربّ الكعبة ، فدخل الصادق ( عليه السلام ) بين الناس ، فلم تعرفه المرأة .

الكرامة الثانية :
قال صفوان بن يحيى : قال لي العبدي : قالت أهلي لي قد طال عهدنا بالصادق ( عليه السلام ) ، فلو حججنا وجدّدنا به العهد ، فقلت لها : والله ما عندي شيء أحج به ، فقالت : عندنا كسوة وحلي فبع ذلك ، وتجهّز به ، ففعلت ، فلمّا صرنا بقرب المدينة مرضت مرضاً شديداً حتّى أشرفت على الموت ، فلمّا دخلنا المدينة خرجت من عندها ، وأنا آيس منها ، فأتيت الصادق ( عليه السلام ) ، وعليه ثوبان ممصران ، فسلّمت عليه ، فأجابني وسألني عنها ، فعرّفته خبرها ، وقلت : إنّي خرجت وقد أيست منها ، فأطرق ملياً ، ثمّ قال : ( يا عبدي أنت حزين بسببها ؟ ) ، قلت : نعم .

قال : ( لا بأس عليها ، فقد دعوت الله لها بالعافية ، فارجع إليها ، فإنّك تجدها قد فاقت ، وهي قاعدة ، والخادمة تلقمها الطبرزد ) ، قال : فرجعت إليها مبادراً ، فوجدتها قد أفاقت ، وهي قاعدة ، والخادمة تلقمها الطبرزد ، فقلت : ما حالك ؟ قالت : قد صبّ الله عليّ العافية صبّاً ، وقد اشتهيت هذا السكّر ، فقلت : خرجت من عندك آيساً ، فسألني الصادق ( عليه السلام ) عنك ، فأخبرته بحالك ، فقال : ( لا بأس عليها ، ارجع إليها ، فهي تأكل السكّر ) .

قالت : خرجت من عندي وأنا أجود بنفسي ، فدخل عليّ رجل عليه ثوبان ممصران ، قال : ما لك ؟ قلت : أنا ميّتة ، وهذا ملك الموت قد جاء لقبض روحي ، فقال : ( يا ملك الموت ) ، قال : لبيك أيها الإمام ، قال : ( ألست أمرت بالسمع والطاعة لنا ؟ ) قال : بلى ، قال : ( فإنّي آمرك أن تؤخّر أمرها عشرين سنة ) ، قال : السمع والطاعة ، قالت : فخرج هو وملك الموت من عندي ، فأفقت من ساعتي .

الكرامة الثالثة :
قال علي بن أبي حمزة : حججت مع الصادق ( عليه السلام ) ، فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة ، فحرّك شفتيه بدعاء لم أفهمه ، ثمّ قال : ( يا نخلة أطعمينا ممّا جعل الله فيك من رزق عباده ) ، قال : فنظرت إلى النخلة وقد تمايلت نحو الصادق ( عليه السلام ) ، وعليها أعذاقها وفيها الرطب .

قال : ( أدن ، فسم وكل ) ، فأكلنا منها رطباً أعذب رطب وأطيبه ، فإذا نحن بأعرابي يقول : ما رأيت كاليوم سحراً أعظم من هذا ؟ فقال الصادق ( عليه السلام ) : ( نحن ورثة الأنبياء ، ليس فينا ساحر ولا كاهن ، بل ندعو الله فيجيب ، وإن أحببت أن أدعو الله فيمسخك كلباً تهتدي إلى منزلك ، وتدخل عليهم وتبصبص لأهلك فعلت ) .

قال الأعرابي بجهله : بلى ، فدعا الله فصار كلباً في وقته ، ومضى على وجهه ، فقال لي الصادق ( عليه السلام ) : ( اتبعه ) ، فاتبعته حتّى صار إلى حيّه ، فدخل إلى منزله ، فجعل يبصبص لأهله وولده ، فأخذوا له العصا حتّى أخرجوه ، فانصرفت إلى الصادق ( عليه السلام ) فأخبرته بما كان منه ، فبينا نحن في حديثه إذ أقبل حتّى وقف بين يدي الصادق ( عليه السلام ) ، وجعلت دموعه تسيل على خديه ، وأقبل يتمرّغ في التراب ويعوي ، فرحمه فدعا الله له ، فعاد أعرابياً ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) : ( هل آمنت يا أعرابي ؟ ) قال : نعم ألفاً وألفاً .

الكرامة الرابعة :
قال يونس بن ظبيان : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) مع جماعة ، فقلت : قول الله تعالى لإبراهيم : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ ) ، أو كانت أربعة من أجناس مختلفة ؟ أو من جنس واحد ؟ فقال : ( أتحبّون أن أريكم مثله ؟ ) قلنا : بلى ، قال : ( يا طاووس ) ، فإذا طاووس طار إلى حضرته ، ثمّ قال : ( يا غراب ) ، فإذا غراب بين يديه ، ثمّ قال : ( يا بازي ) ، فإذا بازي بين يديه ، ثمّ قال : ( يا حمامة ) ، فإذا حمامة بين يديه .

ثمّ أمر بذبحها كلّها وتقطيعها ، ونتف ريشها ، وأن يخلط ذلك كلّه بعضه ببعض ، ثمّ أخذ برأس الطاووس فقال : ( يا طاووس ) ، فرأينا لحمه وعظامه وريشه يتميّز من غيره حتّى التزق ذلك كلّه برأسه ، وقام الطاووس بين يديه حيّاً ، ثمّ صاح بالغراب كذلك ، وبالبازي والحمامة مثل ذلك ، فقامت كلّها أحياء بين يديه .

الكرامة الخامسة :
روى أبو الصلت الهروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : ( قال لي أبي موسى ( عليه السلام ) : كنت جالساً عند أبي ( عليه السلام ) ، إذ دخل عليه بعض أوليائنا ) ، فقال : بالباب ركب كثير يريدون الدخول عليك ، فقال لي : ( أنظر من بالباب ؟ فنظرت إلى جمال كثيرة عليها صناديق ، ورجل راكب فرساً ، فقلت من الرجل ؟ ) .

فقال : رجل من السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، ( فأعلمت والدي بذلك ، فقال : لا تأذن للنجس الخائن ) ، فأقام بالباب مدّة مديدة ، فلا يؤذن له حتّى شفع يزيد بن سليمان ، ومحمّد بن سليمان ، فأذن له ، فدخل الهندي وجثا بين يديه ، فقال : أصلح الله الإمام أنا رجل من بلد الهند ، من قبل ملكها بعثني إليك بكتاب مختوم ، ولي بالباب حول لم تأذن لي فما ذنبي ؟ أهكذا يفعل الأنبياء ؟ قال : فطأطأ رأسه ، ثمّ قال : ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) ، وليس مثلك من يطأ مجالس الأنبياء .

قال موسى ( عليه السلام ) : ( فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكّه ) ، فكان فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم إلى جعفر بن محمّد الصادق الطاهر من كل نجس من ملك الهند ، أمّا بعد :

فقد هداني الله على يديك ، وإنّه أهدي إليّ جارية لم أر أحسن منها ، ولم أجد أحداً يستأهلها غيرك ، فبعثتها إليك مع شيء من الحلي والجواهر والطيب ، ثمّ جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة ، واخترت من الألف مائة ، واخترت من المائة عشرة ، واخترت من العشرة واحداً ، وهو ميزاب بن حباب ، لم أر أوثق منه ، فبعثت على يده هذه الجارية والهدية .

فقال جعفر ( عليه السلام ) : ( ارجع أيها الخائن ، ما كنت بالذي أقبلها ، لأنّك خائن فيما أؤتمنت عليه ) ، فحلف أنّه ما خان ، فقال ( عليه السلام ) : ( إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت تشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ) قال : أو تعفيني من ذلك ، قال : ( اكتب إلى صاحبك بما فعلت ) .

قال الهندي : إن علمت شيئاً فأكتب ، وكان عليه فروة ، فأمره بخلعها ، ثمّ قام الإمام ، فركع ركعتين ، ثمّ سجد ، قال موسى ( عليه السلام ) : ( فسمعته في سجوده يقول : اللهم إنّي أسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك ، وأمينك في خلقك وآله ، وأن تأذن لفرو هذا الهندي أن يتكلّم بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا ، ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت ، فيزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) .

ثمّ رفع رأسه ، فقال : ( أيّها الفرو تكلّم بما تعلم من هذا الهندي ) ، قال موسى ( عليه السلام ) : ( فانتفضت الفروة وصارت كالكبش ، وقالت : يا ابن رسول الله ائتمنه الملك على هذه الجارية وما معها ، وأوصاه بحفظها حتّى صرنا إلى بعض الصحاري أصابنا المطر ، وابتل جميع ما معنا ، ثمّ احتبس المطر وطلعت الشمس ، فنادى خادماً كان مع الجارية يخدمها ، يقال له : بشر ، وقال له : لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام ، ودفع إليه دراهم ، ودخل الخادم المدينة ، فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبّتها إلى مضرب ، قد نصب لها في الشمس فخرجت ، وكشفت عن ساقيها ، إذ كان في الأرض وحل ، ونظر هذا الخائن إليها فراودها عن نفسها ، فأجابته وفجر بها وخانك ) .

فخرّ الهندي على الأرض ، فقال : ارحمني فقد أخطأت وأقرّ بذلك ، ثمّ صار فروة كما كانت ، وأمره أن يلبسها ، فلمّا لبسها انضمت في حلقه وخنقته حتّى أسود وجهه ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : ( أيها الفرو خل عنه حتّى يرجع إلى صاحبه ، فيكون هو أولى به منّا ) ، فانحل الفرو ، وقال ( عليه السلام ) : ( خذ هديتك وارجع إلى صاحبك ) .

فقال الهندي : الله الله يا مولاي فيّ ، فإنّك إن رددت الهدية خشيت أن ينكر ذلك عليّ ، فإنّه شديد العقوبة ، فقال : ( أسلم أعطك الجارية ) ، فأبى ، فقبل الهدية وردّ الجارية ، فلمّا رجع إلى الملك ، رجع الجواب إلى أبي بعد أشهر فيه مكتوب :

بسم الله الرحمن الرحيم إلى جعفر بن محمّد الإمام ( عليه السلام ) من ملك الهند ، أمّا بعد :

فقد كنت أهديت إليك جارية ، فقبلت منّي ما لا قيمة له ، ورددت الجارية ، فأنكر ذلك قلبي ، وعلمت أنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة ، فنظرت إلى الرسول بعين الخيانة ، فاخترعت كتاباً وأعلمته أنّه جاءني منك بخيانة ، وحلفت أنّه لا ينجيه إلاّ الصدق ، فأقرّ بما فعل ، وأقرّت الجارية بمثل ذلك ، وأخبرت بما كان من أمر الفرو ، فتعجّبت من ذلك ، وضربت عنقها وعنقه ، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمّداً عبده ورسوله ، واعلم أنّي واصل على أثر الكتاب ، فما أقام إلاّ مدّة يسيرة حتّى ترك ملك الهند وأسلم ، وحسن إسلامه .

الكرامة السادسة :
عن هشام بن الحكم : أنّ رجلاً من الجبل أتى أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، ومعه عشرة آلاف درهم ، وقال : اشتر لي بها داراً أنزلها إذا قدمت وعيالي معي ، ثمّ مضى إلى مكّة ، فلمّا حج وانصرف أنزله الصادق ( عليه السلام ) في داره ، وقال له : ( اشتريت لك داراً في الفردوس الأعلى ، حدّها الأوّل إلى دار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والثاني إلى علي ( عليه السلام ) ، والثالث إلى الحسن ( عليه السلام ) ، والرابع إلى الحسين ( عليه السلام ) ، وكتبت لك هذا الصك به ) .

فقال الرجل لما سمع ذلك : رضيت ، ففرّق الصادق ( عليه السلام ) تلك الدراهم على أولاد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وانصرف الرجل ، فلمّا وصل إلى المنزل اعتل علّة الموت ، فلمّا حضرته الوفاة جمع أهل بيته وحلّفهم أن يجعلوا الصك معه في قبره ، ففعلوا ذلك ، فلمّا أصبح وغدوا إلى قبره ، وجدوا الصك على ظهر القبر ، وعلى ظهر الصك مكتوب : وفى لي ولي الله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) بما وعدني .

الكرامة السابعة :
إنّ حماد بن عيسى سأل الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أن يدعو له ليرزقه الله ما يحج به كثيراً ، وأن يرزقه ضياعاً حسنة ، وداراً حسناً ، وزوجة من أهل البيوتات صالحة ، وأولاداً أبراراً ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( اللهم ارزق حماد بن عيسى ما يحج به خمسين حجّة ، وارزقه ضياعاً حسنة ، وداراً حسناً ، وزوجة صالحة من قوم كرام ، وأولاداً أبراراً ) .

قال بعض من حضره : دخلت بعد سنين على حماد بن عيسى في داره بالبصرة ، فقال لي : أتذكر دعاء الصادق ( عليه السلام ) لي ؟ قلت : نعم ، قال : هذه داري ، وليس في البلد مثلها ، وضياعي أحسن الضياع ، وزوجتي من تعرفها من كرام الناس ، وأولادي هم من تعرفهم من الأبرار ، وقد حججت ثمانية وأربعين حجّة .

قال : فحجّ حماد حجّتين بعد ذلك ، فلمّا خرج في الحجّة الحادية والخمسين ، ووصل إلى الجحفة ، وأراد أن يحرم دخل وادياً ليغتسل ، فأخذه السيل ومر به ، فتبعه غلمانه فأخرجوه من الماء ميّتاً ، فسمّي حماد غريق الجحفة .

الكرامة الثامنة :
عن أبي الصامت الحلاوني ، قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : أعطني شيئاً ينفي الشك عن قلبي ؟ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( هات المفتاح الذي في كمّك ) ، فناولته ، فإذا المفتاح شبّه أسد فخفت ، قال : ( خذ ولا تخف ) ، فأخذته ، فعاد مفتاحاً كما كان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) )   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:31 pm

*·~-.¸¸,.-~*(( الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) ))*·~-.¸¸,.-~*


الإمام الكاظم (ع) في سطور

الاسم: موسى (ع) .

الأب: الإمام الصادق (ع) .

الأم: حميدة المصفاة.

الكنية: أبو الحسن الأول، أبو الحسن الماضي، أبو علي، أبو إبراهيم، وقيل: أبو إسماعيل.

الألقاب: الكاظم، الصابر، العبد الصالح، الأمين، باب الحوائج، النفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، الزاهر، السيد، الطيب، المأمون و....

الأوصاف: كان (ع) أزهر إلا في الغيظ لحرارة مزاجه، ربع تمام، خضر حالك، كث اللحية.

نقش الخاتم: (حسبي الله)، وفيه وردة وهلال، وفي رواية: «الملك لله وحده».

مكان الولادة: الأبواء.

زمان الولادة: يوم الأحد / 7 صفر / 128 هجرية، وقيل: عام 129 هجرية.

مدة العمر الشريف: 55 سنة.

مدة الإمامة: 35 سنة.

مكان الشهادة: بغداد، في سجن السندي بن شاهك.

زمان الشهادة: يوم الجمعة 25/رجب/ 183 هجرية.

القاتل: السندي بن شاهك بأمر من هارون العباسي.

وسيلة القتل: السُم الذي دسه في الرطب.

المدفن: مقابر قريش وتعرف اليوم بالكاظمية، بجنب بغداد.

عاش فترة طويلة من عمره الشريف في ظلمات سجون حكام العباسيين.

من عظمته (ع)
عن هشام بن أحمر قال: قال الصادق (ع) : «يا ابن أحمر، إنها ـ أم الإمام الكاظم ـ تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب».

وقال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في حقه:
(هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكثير التهجد، الجاد في الاجتهاد، والمشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، كان يجازي المسيء بإحسانه إليه، ويقابل الجاني عليه بعفوه عنه، ولكثرة عباداته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله، لنجح المتوسلين إلى الله تعالى به، كراماته تحار منها العقول، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق ولا يزول).

وقال ابن الأثير: (كان (ع) يلقّب الكاظم لأنه كان يحسن إلى من يسيء إليه وكان هذا عادته أبداً) .

هذا سيد ولدي
عن يزيد بن سليط أنه قال: لقينا أبا عبد الله (ع) في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى أحد منه، فأحدث إليّ شيئاً ألقيه إلى من يخلفني.

فقال لي: «نعم، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى ابنه
موسى (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله تعالى عزوجل، وفيه أخرى هي خير من هذا كله».

فقال له أبي: وما هي بأبي أنت وأمي؟
قال: «يخرج الله منه عزوجل غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها وخير مولود» الحديث.

بين يدي الله عزوجل
روي أن الإمام الكاظم (ع) كان يقوم الليل للتهجد والعبادة حتى الفجر، فيصلّي صلاة الفجر ويبدأ بالتعقيب إلى طلوع الشمس، ثم يظلّ ساجداً إلى قبيل الزوال، وكان كثيراً ما يقول: «اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» ويكرر هذا الدعاء.
وكان من دعائه (ع) أيضاً: «عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك».
وكان (ع) يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل.



وفي السجود دائماً
عن عبد الله الفروي عن أبيه قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي: أدن، فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي: أشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت.
فقال: ما ترى في البيت؟
قلت: ثوباً مطروحاً.
فقال: أنظر حسناً.
فتأملت ونظرت فتيقنت، فقلت: رجل ساجد.
فقال لي: تعرفه؟
قلت: لا.
قال: هذا مولاك.
قلت: ومن مولاي؟
فقال: تتجاهل عليّ.
فقلت: ما أتجاهل ولكني لا أعرف لي مولى.
فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) إني أتفقده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها .

وعند تذكر النعمة
وعن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجداً فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته.
فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟!.
فقال (ع) : «إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ، فأحببت أن أشكر ربي».

ملامح عن شخصيته (ع) المباركة
كان الإمام الكاظم (ع) أكثر صلة لرحمه من غيره، وأكثر صلة لفقراء المدينة حتى أنه كان يحمل إليهم كل ليلة الذهب والفضة والخبز والتمر، وهم لايعرفونه، ومن كرمه إعتاق ألف مملوك في سبيل الله عزوجل.

وروي عنه (ع) الأحاديث الكثيرة، وكان (ع) أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً لتلاوة القرآن، وكان يتلوه بحزن حتى كان يبكي كل من سمعه، ولقّبه أهل المدينة بزين المجتهدين، وقيل له (ع) الكاظم لما كظمه من الغيظ وصبره على ما لقي من ظلم الظالمين حتى قتل في سجنهم، وكان (ع) يقول: «إني لأستغفر كل يوم خمسة آلاف مرة».

وقال الخطيب البغدادي: أخبرنا الحسن بن محمد يحيى العلوي حدثني قال: كان موسى بن جعفر (ع) يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، روى أصحابنا: أنه دخل مسجد رسول الله (ص) فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: «عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة» فجعل يرددها حتى اصبح.

وفي خبر: أن المأمون قال لما رأى الإمام (ع) داخلاً على هارون العباسي: «إذ دخل شيخ مسخّد قد أنهكته العبادة كأنه شن بال، قد كُلِم من السجود وجهه وأنفه».

وقد ورد في الصلوات الواردة على الإمام الكاظم (ع) : «حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة».

سجن هارون
لقد تعرض الإمام الكاظم (ع) إلى الكثير من المعاناة ومن ظلم الطغاة في عصره، حتى اشتهر (ع) باسم الكاظم للغيظ، على إثر ما لاقاه من ظلم الحكام والناصبين والحاقدين على أهل بيت النبوة (ع) .

في شهادته (ع) مسموماً
لقد قضى الإمام الكاظم (ع) عدة سنين من حياته الشريفة في ظلمات السجون، بعيداً عن أهله وأصحابه وشيعته، وممنوعاً من نشر علومه، فقد أمر هارون العباسي بإلقاء القبض على الإمام (ع) فألقت الشرطة عليه القبض وهو (ع) قائم يصلي عند رأس جده رسول الله (ص) فقطعوا عليه صلاته ولم يمهلوه أن يتمها، فقيدوه في ذلك الحرم الشريف، وهو (ع) يشكو إلى جده قائلاً: «إليك أشكو يا رسول الله (ص) ».

فسير بالإمام (ع) معتقلاً إلى البصرة، فلما انتهوا به (ع) إلى البصرة دفعوه إلى عيسى بن أبي جعفر فحبسه..

فتفرغ الإمام (ع) في الحبس للعبادة وأقبل على عبادة الله فارغ البال، يقضي أغلب أوقاته في الصلاة والسجود والدعاء.. واعتبر تفرغه للعبادة من أعظم نعم الله التي منحها له، فكان (ع) يشكر الله على تلك الحالة، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنك تعلم إني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد».
فأوعز هارون العباسي إلى عيسى في البصرة يطلب منه اغتيال الإمام (ع) وقتله!، فكتب إليه عيسى طلب إعفاءه من ذلك وقال: قد اختبرت طول مقامه بمن حبسته معه عيناً عليه... فلم يكن منه سوء قط، ولم يكن عنده تطلع إلى ولاية ولا خروج ولا شيء من أمر الدنيا... فإن رأى الأمير أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني، وإلا سرحت سبيله.

فأمره هارون بحمل الإمام (ع) إلى بغداد.
فحُمل (ع) إلى بغداد مقيداً...
فانتهوا به إلى بغداد وأخبروا هارون بذلك، فأمر باعتقاله (ع) عند الفضل ابن الربيع، فبقي عنده مدة طويلة.
فأراده هارون على شيء من أمره، فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل ابن يحيى، فتسلمه منه وجعله في بعض حجر داره، ووضع عليه الرصد وكان (ع) مشغولا بالعبادة، يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء واجتهاداً، ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه من المحراب.
فوسّع عليه الفضل بن يحيى و أكرمه.

فاتصل ذلك بهارون وهو بالرقة، فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى (ع) ، ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك، ولم يقدم عليه.

فاغتاظ هارون لذلك، ودعا مسرورا الخادم فقال له: اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد، وادخل من فورك على موسى بن جعفر (ع) فإن وجدته في دعة ورفاهية، فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه، وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد.

فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى بن جعفر (ع) فوجده على ما بلغ هارون، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوها دهشا، حتى دخل على العباس بن محمد فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، وجعل يسلم على الناس يمينا و شمالا.

فأمر هارون بتسليم موسى (ع) إلى السندي بن شاهك.

يقول الفضل بن الربيع: قد أرسلوا إليّ غير مرة يأمرونني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني.

وعلى رغم محاولات هارون العباسي لكنه شاع ذكر الإمام (ع) وانتشرت فضائله ومآثره في بغداد وفي كثير من البلاد الإسلامية، فضاق هارون من ذلك وعزم على قتل الإمام (ع) ، فلم يجد شريراً أسوء من (السندي بن شاهك)، فنقل الإمام (ع) إلى سجنه، وأمره بالتضييق عليه، فبالغ السندي في أذى الإمام (ع) والتضييق عليه، ثم أمره هارون بأن يقتل الإمام (ع) بالسم، فناوله رطباً مسموماً، فقضى الإمام (ع) نحبه مظلوماً مسموماً شهيداً

][`~*¤!||!¤*~`][ومن أقواله عليه السلام][`~*¤!||!¤*~`][


(( الزهد حقيق في هذا ))

وقال (ع) لما حضر عند قبر من القبور: «إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره».


بين الذنب والبلاء
وقال (ع) : «كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون».

تقسيم الوقت
وقال (ع) : «اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقرٍ ولا بطول عمرٍ، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل، ومن حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروّة وما لاسرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه».

من استوى يوماه
وقال (ع) : «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: كرامات الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام )   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:36 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
كرامات الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام )
يتميّز الأئمّة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة .

وللإمام الكاظم ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :

الكرامة الأولى :
قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( قال أبي موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) لعلي بن أبي حمزة مبتدئاً : تلقى رجلاً من أهل المغرب يسألك عنّي ، فقل له : هو الإمام الذي قال لنا به أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، فإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه ، قال : فما علامته ؟

قال ( عليه السلام ) : رجل جسيم طويل اسمه يعقوب بن يزيد ، وهو رائد قومه ، وإن أراد الدخول إليّ فأحضره عندي ) ، قال علي بن أبي حمزة : فو الله إنّي لفي الطواف ، إذ أقبل رجل طويل جسيم ، فقال لي : أريد أن أسألك عن صاحبك ، قلت : عن أي الأصحاب ؟

قال : عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قلت : فما اسمك ؟ قال : يعقوب بن يزيد ، قلت : من أين أنت ؟ قال : من المغرب ، قلت : من أين عرفتني ؟ قال : أتاني آت في منامي فقال لي : الق علي بن أبي حمزة فسله عن جميع ما تحتاج إليه ، فسألت عنك فدللت عليك .

قلت : اقعد في هذا الموضع حتّى أفرغ من طوافي وأعود إليك ، فطفت ثمّ أتيته فكلّمته ، فرأيت رجلاً عاقلاً فهماً ، فالتمس منّي الوصول إلى موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فأوصلته إليه .

فلمّا رآه قال : ( يا يعقوب بن يزيد قدمت أمس ، ووقع بينك وبين أخيك خصومة في موضع كذا حتّى تشاتمتما ، وليس هذا من ديني ولا من دين آبائي ، فلا نأمر بهذا أحداً من شيعتنا ، فاتق الله فإنّكما ستفترقان عن قريب بموت ، فأمّا أخوك فيموت في سفرته هذه قبل أن يصل إلى أهله ، وتندم أنت على ما كان منك إليه ، فإنّكما تقاطعتما وتدابرتما فقطع الله عليكما أعماركما ) .

فقال الرجل : يا ابن رسول الله ، فأنا متى يكون أجلي ؟ قال : ( قد كان حضر أجلك فوصلت عمّتك بما وصلتها في منزل كذا وكذا ، فنسأ الله تعالى في أجلك عشرين حجّة ) ، قال علي بن أبي حمزة : فلقيت الرجل من قابل بمكّة ، فأخبرني أن أخاه توفّي ودفنه في الطريق قبل أن يصير إلى أهله .

الكرامة الثانية :
إنّ المفضّل بن عمر قال : لمّا مضى الصادق ( عليه السلام ) ، كانت وصيته في الإمامة إلى موسى الكاظم ( عليه السلام ) ، فادعى أخوه عبد الله الإمامة ، وكان أكبر ولد جعفر ( عليه السلام ) في وقته ذلك ، وهو المعروف بالأفطح .

فأمر موسى ( عليه السلام ) بجمع حطب كثير في وسط داره ، فأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه ، فلمّا صار عنده ، ومع موسى ( عليه السلام ) جماعة من وجوه الإمامية ، فلمّا جلس إليه أخوه عبد الله ، أمر موسى ( عليه السلام ) أن تضرم النار في ذلك الحطب فأضرمت ، ولا يعلم الناس السبب فيه حتّى صار الحطب كلّه جمراً .

ثمّ قام ( عليه السلام ) وجلس بثيابه في وسط النار ، وأقبل يحدّث القوم ساعة ، ثمّ قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس ، فقال لأخيه عبد الله : ( إن كنت تزعم أنّك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس ) ، قالوا : فرأينا عبد الله قد تغيّر لونه ، فقام يجر رداءه حتّى خرج من دار موسى ( عليه السلام ) .

الكرامة الثالثة :
قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( قال أبي موسى ( عليه السلام ) للحسين بن أبي العلا : اشتر لي جارية نوبية ، فقال الحسين : أعرف والله جارية نوبية نفيسة ، أحسن ما رأيت من النوبة ، فلولا خصلة لكانت من شأنك ، قال ( عليه السلام ) : وما تلك الخصلة ؟ قال : لا تعرف كلامك ، وأنت لا تعرف كلامها ، فتبسم ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : اذهب حتّى تشتريها ، فلمّا دخلت بها إليه ، قال لها بلغتها : ما اسمك ؟ قالت : مؤنسة .

قال : أنت لعمري مؤنسة ، قد كان لك اسم غير هذا ، وقد كان اسمك قبل هذا حبيبة ، قالت : صدقت ، ثمّ قال : يا ابن أبي العلا إنّها ستلد لي غلاماً لا يكون في ولدي أسخى ولا أشجع ولا أعبد منه ، قلت : فما تسميه حتّى أعرفه ؟ قال : اسمه إبراهيم ) .

فقال علي بن أبي حمزة : كنت مع موسى ( عليه السلام ) بمنى إذ أتى رسوله ، فقال : ألحق بي بالثعلبية ، فلحقت به ومعه عياله وعمران خادمه ، فقال : أيما أحب إليك المقام هاهنا أو تلحق بمكّة ، قلت : أحبهما إليّ ما أحببت ، قال ( عليه السلام ) : ( مكّة خير لك ) ، ثمّ سبقني إلى داره بمكّة ، وأتيته وقد صلّى المغرب ، فدخلت عليه ، فقال : ( اخلع نعليك إنّك بالوادي المقدس طوى ) ، فخلعت نعلي وجلست معه ، فأتيت بخوان فيه خبيص فأكلت أنا وهو .

ثم رفع الخوان وكنت أحدّثه ، ثمّ غشيني النعاس ، فقال لي : ( قم فنم حتّى أقوم أنا لصلاة الليل ) ، فحملني النوم إلى أن فرغ من صلاة الليل ، ثمّ جاءني فنبّهني ، فقال : ( قم فتوضّأ ، وصل صلاة الليل ، وخفّف ) ، فلمّا فرغت من الصلاة صلينا الفجر ، ثمّ قال لي : ( يا علي أنّ أم ولدي ضربها الطلق ، فحملتها إلى الثعلبية مخافة أن يسمع الناس صوتها ، فولدت هناك الغلام الذي ذكرت لك كرمه وسخاءه وشجاعته ) ، قال علي : فو الله لقد أدركت الغلام ، فكان كما وصف .

الكرامة الرابعة :
قال ابن أبي حمزة : كنا عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، إذ دخل عليه ثلاثون غلاماً مملوكاً من الحبشة قد اشتروا له ، فتكلّم غلام منهم ، وكان جميلاً بكلام ، فأجابه ( عليه السلام ) بلغته ، فتعجّب الغلام ، وتعجّبوا جميعاً ، وظنّوا أنّه لا يفهم كلامهم .

فقال له ( عليه السلام ) : ( إنّي أدفع إليك مالاً ، فادفع إلى كل واحد منهم ثلاثين درهماً ) ، فخرجوا وبعضهم يقول لبعض : إنّه أفصح منّا بلغتنا ، وهذه نعمة من الله علينا ، قال علي بن أبي حمزة : فلمّا خرجوا ، قلت : يا ابن رسول الله ، رأيتك تكلّم هؤلاء الحبشيين بلغاتهم ؟

قال : ( نعم ) ، وأمرت ذلك الغلام من بينهم بشيء دونهم ؟ قال : ( نعم ، أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً ، وأن يعطي كل واحد منهم في كل شهر ثلاثين درهماً ، لأنّه لمّا تكلّم كان أعلمهم ، فإنّه من أبناء ملوكهم ، فجعلته عليهم ، وأوصيته بما يحتاجون إليه ، وهو مع ذلك غلام صدق ) .

ثمّ قال : ( لعلّك عجبت من كلامي إيّاهم بالحبشية ؟ ) قلت : إي والله ، قال : ( فلا تعجب ، فما خفي عليك من أمري أعجب وأعجب من كلامي إيّاهم ، وما الذي سمعته منّي إلاّ كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة ، افترى هذا الذي يأخذه بمنقاره ينقص من البحر ؟ والإمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أكثر من عجائب البحر ) .

الكرامة الخامسة :
قال عيسى المدائني : خرجت سنة إلى مكّة فأقمت بها ، ثمّ قلت : أقيم بالمدينة مثل ما أقمت بمكّة ، فهو أعظم لثوابي ، فقدمت المدينة ، فنزلت طرف المصلّى إلى جنب دار أبي ذر ، فجعلت أختلف إلى سيّدي ، فأصابنا مطر شديد بالمدينة ، فأتيت أبا الحسن ( عليه السلام ) مسلّماً عليه يوماً ، وإن السماء تهطل ، فلمّا دخلت ابتدأني ، فقال لي : ( وعليك سلام الله يا عيسى ، ارجع فقد انهدم بيتك على متاعك ) .

فانصرفت راجعاً ، وإذا البيت قد انهار ، واستعملت عملة فاستخرجوا متاعي كلّه ، ولا افتقدته غير سطل كان لي ، فلمّا أتيته الغد مسلّماً عليه قال : ( هل فقدت من متاعك شيئاً ؟ فندعو الله لك بالخلف ) ، قلت : ما فقدت شيئاً ما خلا سطلاً كان لي أتوضّأ منه فقدته ، فأطرق ملياً .

ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي : ( قد ظننت أنّك قد أنسيت السطل ، فسل جارية رب الدار عنه ، وقل لها : أنت رفعت السطل في الخلاء فرديه ، فإنّها ستردّه عليك ) ، فلمّا انصرفت أتيت جارية رب الدار ، فقلت : إنّي نسيت السطل في الخلاء فرديه عليّ أتوضأ منه ، فردت عليّ سطلي .

الكرامة السادسة :
قال إسحاق بن عمّار : لمّا حبس هارون أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) ، دخل عليه أبو يوسف ومحمّد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة ، فقال أحدهما للآخر : نحن على أحد أمرين : إمّا أن نساويه وإمّا أن نشاكله ، فجلسا بين يديه ، فجاء رجل كان موكّلاً به من قبل السندي بن شاهك ، فقال : إنّ نوبتي قد انقضت ، وأنا على الانصراف ، فإنّ كانت لك حاجة أمرتني حتّى آتيك بها في الوقت ، الذي تلحقني النوبة .

فقال له : ( ما لي حاجة ) ، فلمّا أن خرج قال ( عليه السلام ) لأبي يوسف ومحمّد بن الحسن : ( ما أعجب هذا ، يسألني أن أكلّفه حاجة من حوائجي ليرجع ، وهو ميت في هذه الليلة ) ، قال : فغمز أبو يوسف محمّد بن الحسن للقيام ، فقاما فقال أحدهما للآخر : إنا جئنا لنسأله عن الفرض والسنّة ، وهو الآن جاء بشيء آخر ، كأنّه من علم الغيب .

ثمّ بعثا برجل مع الرجل ، فقالا : اذهب حتّى تلزمه وتنتظر ما يكون من أمره في هذه الليلة ، وتأتينا بخبره من الغد ، فمضى الرجل ، فنام في مسجد عند باب داره ، فلمّا أصبح سمع الواعية ، ورأى الناس يدخلون داره ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قد مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علّة .

فانصرف الرجل إلى أبي يوسف ومحمّد ، وأخبرهما الخبر ، فأتيا أبا الحسن ( عليه السلام ) ، فقالا : قد علمنا أنّك قد أدركت العلم في الحلال والحرام ، فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكّل بك ، أنّه يموت في هذه الليلة ؟ قال : من الباب الذي أخبر بعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) ، فلمّا أورد عليهما هذا ، بقيا لا يحيران جواباً .

الكرامة السابعة :
قال إسماعيل بن سالم : بعث إليّ علي بن يقطين وإسماعيل بن أحمد ، فقالا لي : خذ هذه الدنانير وائت الكوفة ، فالق فلاناً فاستصحبه ، واشتريا راحلتين وامضيا بالكتب ، وما معكما من الأموال حتّى تأتيا المدينة ، وادفعا ما معكما من كتب ومال إلى موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، ففعلنا حتّى إذا كنا ببطن الرمة ، وقد اشترينا علفاً ، ووضعناه بين الراحلتين ، وجلسنا نأكل ، فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) على بغلة له ، وخلفه شاكري ، فلمّا رأيناه وثبنا إليه ، فسلّمنا عليه .

فقال : ( هاتيا ما معكما ) ، فأخرجناه ودفعناه إليه ، وأخرجنا الكتب فناولنا إيّاه ، فأخرج كتباً من كمّه ، فقال لنا : ( هذه جوابات كتبكم ، فانصرفا في حفظ الله ) .

قلنا : فقد فنى زادنا ، وقد قربنا من المدينة ، ولو أذنت لنا فزرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وتزوّدنا زاداً ، فقال : ( أبقي معكما من زادكما شيء ؟ ) قلنا : نعم .

قال : ( ائتوني به ) ، فأخرجناه إليه ، فقلّبه بيده ، وقال : ( هذه بلغتكم إلى الكوفة ، امضيا في حفظ الله ) ، فرجعنا وكفانا الزاد إلى الكوفة .

الكرامة الثامنة :
قال هشام بن سالم : كنت أنا ومحمّد بن النعمان صاحب الطاق بالمدينة بعد وفاة جعفر ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الناس على عبد الله ابنه ، فدخلنا عليه ، وقلنا : الزكاة في كم تجب ؟ قال : في مائتي درهم خمسة دراهم ، فقلنا : ففي مائة ، قال : درهمان ونصف .

فخرجنا ضلالاً ، فقعدنا باكين في موضع ، نقول : إلى من نرجع ؟ إلى المرجئة ؟ إلى المعتزلة ؟ إلى الزيدية ؟ فنحن كذلك ، إذ رأيت شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ ، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور ، فإنّه أمر بضرب رقاب من يجتمع على موسى ( عليه السلام ) ، وقتله إن اجتمعوا عليه .

فقلت للأحول : تنح لا تهلك ، فإنّي خائف على نفسي ، وتبعت الشيخ حتّى أخرجني إلى باب موسى ( عليه السلام ) ، وأدخلني عليه ، فلمّا رآني موسى ( عليه السلام ) قال لي ابتداء منه : ( إليّ إليّ لا إلى المرجئة ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الزيدية ) ، فقلت : مضى أبوك ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : فمن لنا بعده ؟ قال : ( إن شاء الله أن يهديك هداك ) ، فقلت في نفسي : لم أحسن المسألة فقلت : وعليك إمام ؟

قال : ( لا ) ، فدخلني هيبة له ، قلت : أسألك كما سألت أباك ، قال : ( سل تخبر ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح ) ، فسألته فإذا هو بحر لا ينزف ، قلت : شيعة أبوك ضلال فأدعوهم إليك ، قال : ( من آنست منه الرشد ) ، فلقيت أبا جعفر الأحول وزرارة وأبا بصير ، وندخل عليه إلاّ طائفة عمار الساباطي ، وبقي عبد الله لا يدخل عليه إلاّ القليل .

الكرامة التاسعة :
قال أبو بصير : قلت لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : بما يعرف الإمام ؟ قال : ( بخصال : أمّا أوّلهن ، فإنّه خص بشيء قد تقدّم فيه من أبيه ، وإشارته إليه ليكون حجّة ، ويسأل فيجيب ، وإذا سكت عنه ابتدأ بما في غد ، ويكلّم الناس بكل لسان ) ، ثمّ قال : ( أعطيك علامة قبل أن تقوم ) .

فلم ألبث أن دخل عليه خراساني فكلّمه بالعربية ، فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) بالفارسية ، فقال الخراساني : ما منعني أن أكلّمك بلساني إلاّ ظننت أنّك لا تحسنها ، فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ، إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ؟ فبما أستحق به الإمامة ) ، ثمّ قال : ( إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ، ولا منطق الطير ، ولا كلام شيء فيه روح ) .

الكرامة العاشرة :
إنّ علي بن يقطين كتب إلى الإمام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، اختلف في المسح على الرجلين ، فإنّ رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت ، فكتب أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( الذي آمرك به ، أن تتمضمض ثلاثاً ، وتستنشق ثلاثاً ، وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلّل شعر لحيتك ، وتغسل يديك ثلاثاً ، وتمسح رأسك كلّه ، وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ) .

فامتثل أمره ، وعمل عليه ، فقال الرشيد يوماً : أحب أن استبرئ أمر علي بن يقطين ، فإنّهم يقولون : إنّه رافضي ، والرافضة يخففون في الوضوء ، فطلبه فناطه بشيء من الشغل في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ، فوقف الرشيد من وراء حائط الحجرة ، بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، وقد بعث إليه بالماء للوضوء ، فتوضّأ كما أمره موسى ( عليه السلام ) .

فقام الرشيد وقال : كذب من زعم أنّك رافضي ، فورد على علي بن يقطين بعد ذلك كتاب موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : ( من الآن توضّأ كما أمر الله ، اغسل وجهك مرّة فريضة ، وأخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدّم رأسك ، وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما يخاف عليك ) .
[/size]


عدل سابقا من قبل في 01/12/07, 11:39 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: (( الإمام علي بن موسى الرضا (ع)   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:37 pm

(( الإمام علي بن موسى الرضا (ع)
الإمام الرضا (ع) في سطور
الاسم: علي (ع) .
الأب: الإمام الكاظم (ع) .
الأم: نجمة، وفي المناقب: أمه أم ولد يقال لها (سكن النوبية)، ويقال: (خيزران المرسية) ويقال: (نجمة رواه) ميثم، ويقال: (صقر) وتسمى (أروى أم البنين)، ولما ولدت الرضا (ع) سماها (الطاهرة).
الكنية: أبو الحسن، والخاص أبو علي.
الألقاب: الرضا ، الصابر، الفاضل، الرضي، قرة عين المؤمنين، سراج الله، نور الهدى، كفو الملك، رب السرير، والصديق.
نقش الخاتم: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) .
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: الخميس 11/ ذي القعدة / 148هـ(6)، أو يوم الجمعة، وقيل: يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 153هـ(7) وروى الإربلي: أما ولادته (ع) ففي حادي عشر ذي الحجة سنة 153هـ بعد وفاة جده أبي عبد الله جعفر (ع) بخمس سنين.
مدة العمر الشريف: 49 سنة.
مدة الإمامة: عشرون سنة.
مكان الشهادة: خراسان.
زمان الشهادة: آخر شهر صفر 203 هجرية، وقيل 202هجرية.
القاتل: المأمون العباسي.
وسيلة القتل: العنب المسموم، وفي كشف الغمة: ماء الرمان ، المسموم.
المدفن: أرض طوس بخراسان حيث مزاره الآن، في القبة التي فيها هارون إلى جانبه مما يلي القبلة .

الإمام الصادق (ع) يصفه
عن يزيد بن سليط في حديث عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال مشيراً إلى أولاده: «هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى موسى بن جعفر (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم...».
ثم قال: «يخرج الله عزوجل منه غوث هذه الأمة وغياثها، وعلمها ونورها، وفهمها وحكمها، وخير مولود وخير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويأتمر به العباد، خير كهل وخير ناشئ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه».

الولادة المباركة
عن السيدة نجمة (ع) والدة الإمام الرضا (ع) أنها قالت: «لما حملت بابني لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني، فيفزعني ذلك، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (ع) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك.
فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات وحنكه به، ثم رده إليّ فقال: خذيه فإنه بقية الله في أرضه».


من كراماته ومعجزاته (ع)
ولاية العهد
إن المأمون العباسي لما رأى ضعف الدولة العباسية لكثرة الحروب الداخلية، ولمعرفة الناس بأن بني العباس قد غصبوا الخلافة التي هي حق آل محمد وأهل بيته الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) ورأى المكانة الكبيرة التي يمتاز بها الإمام الرضا (ع) خاف على ملكه، فأخذ يحتال للسيطرة على الأمور، حيث لم يكن بإمكانه أن يسجن الإمام (ع) ويقتله كما سجن أبوه هارون العباسي من قبل الإمام موسى بن جعفر (ع) .
فرأى أفضل طريقة للسيطرة على الأمور هو أن يتظاهر بحب أهل البيت (ع) وحب الإمام الرضا (ع) ، ويدعو الإمام إلى خراسان ويعرض عليه الخلافة، فإذا لم يقبل أجبره على قبول ولاية العهد، ثم يقضي على الإمام (ع) بالسم، فتلتبس الأمور على الناس.
فدعا المأمون الإمام (ع) إلى خراسان وأجبره على الخروج من المدينة، فأخذ الإمام (ع) يودع أهله وعياله ويبكي ويقول: هذا سفر لا رجعة فيه والملتقى يوم القيامة عند الله عزوجل.
فلما وصل الإمام الرضا (ع) إلى خراسان عرض المأمون عليه السلطة فلم يقبل الإمام (ع) بذلك، ثم عرض عليه ولاية العهد فلم يقبل أيضا.
فأجبر الإمام (ع) وهدده بالقتل!.
فرضي الإمام (ع) كارهاً لذلك، وشرط على المأمون شروطاً أدت إلى فضح المأمون وكشفت عن حيلته وخداعه للناس، حيث شرط الإمام (ع) أن لايتدخل في أي أمر حكومي، ولا ينصب أحداً، ولا يعزل شخصاً أبداً، إلى غير ذلك من الشروط، وكانت النتيجة في صالح الإمام (ع) وقد عرف الناس أن الحق في مذهب أهل البيت (ع) دون غيره.

في طريقه (ع) إلى خراسان
قد مر الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في سفره إلى خراسان على العديد من البلاد التي وقعت في طريقه، وكان الناس يجتمعون حوله لكي يستضيئوا بنور وجهه ويهتدوا بهديه، ويروا ملامح رسول الله (ص) في وجهه المشرق، وكانوا يطلبون منه أن يحدثهم بحديث عن رسول الله (ص) وآبائه الأطهار (ع) .
فلما وصل الإمام (ع) إلى نيسابور، اجتمع عنده عشرات الآلاف وعد من المحابر أربع وعشرون ألفاً ... فحدثهم بحديث (سلسلة الذهب)،
وقال (ع) :
«حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم ? قال:
حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ? قال:
حدثني أبي محمد بن علي الباقر ? قال:
حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين ? قال:
حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء ? قال:
حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) شهيد أرض الكوفة قال: حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله (ص) قال:
حدثني جبرئيل (ع) قال: سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول:
كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي».
فقال الراوي: صدق الله وصدق جبرئيل وصدق رسول الله (ص) وصدق الأئمة? .

ثم قال (ع) : بشروطها، وأنا من شروطها» .
في شهادته (ع) مسموماً
عن أبي الصلت الهروي قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) إذ قال لي: «يا أبا الصلت أدخل هذه القبة التي فيها قبر هارون فأتني بتراب من أربع جوانبها».
قال: فمضيت فأتيت به.
فلما مثلت بين يديه قال لي: «ناولني من هذا التراب» وهو من عند الباب، فناولته فأخذه وشمه ثم رمى به.
ثم قال: «سيحفر لي ههنا قبر وتظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها».
ثم قال في الذي عند الرجل والذي عند الرأس مثل ذلك.
ثم قال: «ناولني هذا التراب فهو من تربتي».
ثم قال: «سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل وأن يشق لي ضريحة فإن أبوا إلا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإن الله عز وجل سيوسعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنك ترى عند رأسي نداوة، فتكلم بالكلام الذي أعلمك فإنه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً فتفتت لها الخبز الذي أعطيك فإنها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شيء ثم تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء وتكلم بالكلام الذي أعلمك، فإنه ينضب ولا يبقى منه شيء ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون..
ثم قال (ع) : «يا أبا الصلت، غداً أدخل إلى هذا الفاجر فإن خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني».
قال أبو الصلت: فلما أصبحنا من الغد لبس (ع) ثيابه وجلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب الأمير.
فلبس (ع) نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عنب، وأطباق فاكهة بين يديه وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.
فلما بصر المأمون بالرضا (ع) وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود، وقال: يا ابن رسول الله هل رأيت عنباً أحسن من هذا؟
فقال الرضا: «ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنة».
فقال له: كل منه.
فقال له الرضا (ع) : «أو تعفيني منه؟».
فقال: لابد من ذلك، ما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء؟ فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله..
فأكل منه الرضا (ع) ثلاث حبات ثم رمى به وقام.
فقال له المأمون: إلى أين؟
قال: «إلى حيث وجهتني».
وخرج (ع) مغطى الرأس، فلم أكلمه حتى دخل الدار، ثم أمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام على فراشه..
فمكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (ع) ، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟
فقال: «الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق».
فقلت له: ومن أنت؟
فقال لي: «أنا حجة الله عليك، يا أبا الصلت أنا محمد بن علي».
ثم مضى نحو أبيه (ع) فدخل، وأمرني بالدخول معه، فلما نظر إليه الرضا (ع) وثب إليه وعانقه، وضمه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثم سحبه سحباً إلى فراشه، وأكبّ عليه محمد بن علي (ع) يقبّله ويساره بشيء لم أفهمه، ورأيت على شفتي الرضا (ع) زبداً أشد بياضاً من الثلج، ورأيت أبا جعفر يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبه وصدره، فاستخرج منها شيئاً شبيهاً بالعصفور فابتلعه أبو جعفر، وقضى الرضا (ع) .
فقال أبو جعفر (ع) : «قم يا أبا الصلت فائتني بالمغتسل والماء من الخزانة».
فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.
فقال: «ائتمر بما آمرك به».
فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء، فأخرجته وشمرت ثيابي لأغسله معه، فقال لي: «تنح يا أبا الصلت، فإن لي من يعينني غيرك»، فغسله.
ثم قال لي: «ادخل الخزانة فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه».
فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة، فحملته إليه، فكفنه وصلى عليه، ثم قال: «ائتني بالتابوت».
فقلت: أمضي إلى النجار حتى يصلح تابوتاً.
قال: «قم، فإن في الخزانة تابوتاً».
فدخلت الخزانة فإذا فيه تابوتاً لم أر مثله [ لم أره قط ]، فأتيته فأخذ الرضا (ع) بعد أن كان صلى عليه، فوضعه في التابوت وصف قدميه، وصلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت وانشقّ السقف، فخرج منه التابوت ومضى.
فقلت: يا ابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا (ع) فما أصنع؟
فقال: «اسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبي يموت في المشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا جمع الله عزوجل بين أرواحهما وأجسادهما».
فما تم الحديث حتى انشق السقف ونزل التابوت، فقام (ع) فاستخرج الرضا (ع) من التابوت ووضعه على فراشه، كأنه لم يغسل، ولم يكفن، وقال: «يا أبا الصلت، قم فافتح الباب للمأمون».
ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً! قد شق جيبه ولطم رأسه! وهو يقول: يا سيداه، فجعت بك يا سيدي، ثم دخل وجلس عند رأسه، وقال: خذوا في تجهيزه، وأمر بحفر القبر.
فحضرت الموضع وظهر كل شيء على ما وصفه الرضا (ع) ، فقال بعض جلسائه: ألست تزعم أنه (ع) إمام.
قال: نعم، قال: لا يكون إلا مقدم الرأس، فأمر أن يحفر له في القبلة.
فقلت: أمرني أن أحفر له سبع مراقي، وأن أشق له ضريحه.
فقال: انتهوا إلى ما يأمركم به أبو الصلت، سوى الضريحة، ولكن يحفر ويلحد، فلما رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا (ع) يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته.
وهذه بعض أقواله عليه السلام
(( العقل والجهل ))
قال الإمام الرضا (ع) : «صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله».
مما يبغضه الله
وقال (ع) : «إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال».

كيف أصبحت
وقيل له (ع) كيف أصبحت؟
فقال (ع) : «أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا».

الرضى بالقليل
وقال (ع) : «من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل».

من بكى علينا
وقال (ع) : «من تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».

البكاء على الحسين (ع)
وقال (ع) : «فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام».
ثم قال (ع) : «كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّامٍ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين (ع) » .

زيارة قبر أبي (ع)
وقال (ع) : «من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول اللّه (ص) وقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إلا أنّ لرسول اللّه ولأمير المؤمنين (صلوات الله عليها) فضلهما».

مما ينفي الفقر
وقال (ع) : «إسراج السّراج قبل أن تغيب الشّمس ينفي الفقر».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصص واقعية من واقعنا هذا وهي تدل على كرامات الإمام (ع)   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:43 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
هذة المرة ونحن في سرد نبذة عن حياة الإمام الرضا عليه السلام
احببت ان اقدم لكم قصص واقعية من واقعنا هذا وهي تدل على كرامات الإمام (ع)
نبدأ بلقصة الأولى:

مشتاقة أنا إليكِ.. يا أمّي

قلت: لا تبيعوا مقعدي المتحرّك، أريد الاحتفاظ به.
أدار أبي عينَيه إليّ، ومسح بيده على رأسي. تنفّس عميقاً وقال:
ـ كانت أيّاماً صعبة عشناها يا ابنتي.. أنا وأنت وأمّك.
آه يا ماما.. كم أنا مشتاقة إليك! مرّ أسبوع لم أرَها فيه، كأنّي مبتعدة عنها سنوات!
آه لو أستطيع أن أطير لأعبر المسافة.. أطير بأجنحة الشوق لأصل إلى أمّي وأخبرها هذا الخبر السارّ.. أقول لها: ماما.. لا تحتاجين بعد الآن أن تبكي علَيّ في الخفاء، لا تحتاجين أن تجلسي قرب فراشي إذا نمتُ وتقبّلي رِجلَيّ المُتَيبّستَين. لقد عُوفيتُ يا أمّي. أستطيع الآن أن أمشي، أن أجري، وأن ألعب فرحةً مسرورة.
في داخلي رغبة شديدة.. رغبة في الطيران.. في العروج.
أريد أن أستفيد من سلامة رِجلَيّ بكلّ ما أقدر. ليت تلك اللحظات النورانية قد امتدّت، وذلك الزمن الروحانيّ قد طال. ليت الزمان قد توقّف لأسبَح لخطاتٍ في ذلك الجوّ، جوّ المحبّة.. وأغيب فيه!
عندما جاء المولى الرضا عليه السّلام.. امتلأ الفضاء بعطر حضوره، وراح يداعب الأنف. من كُمّه الأخضر المقدّس ظهرت يد.. وأخذت تمسح بمحبّة على رأسي ووجهي. شعرتُ بدفء غامر، كأنّ شمساً هبطت إلى الأرض، وكانت تسطع علَيّ من قرب.
سرى دفء اليد النورانيّة إلى رأسي ووجهي، وملأ كلّ وجودي. حتّى رِجلاي المشلولتان سرى إليهما دفء هذه اليد التي كأنّها الشمس.
بعينَيه النورانيّتين.. تطلّع إليّ السيّد ذو الرداء الأخضر. سألني:
ـ هل جئتِ لزيارتي ؟
وأجبتُه بلا اختيار:
ـ نعم يا مولاي، جئتُ لزيارتك؛ احتراماً، وطلباً للشفاء.
سأل بحنان:
ـ ما حاجتُكِ يا ابنتي ؟!
أشَرتُ إلى رجلَيّ المُتخشّبتَين، وقلت:
ـ رِجلاي يا مولاي، رجلاي مُتَيبِّستان.. مثلَ خشبتين. أريد الشفاء يا مولاي.
ابتسامة عذبة ارتسمت على شفة الإمام. كانت ابتسامة زاخرة بالنجوم، كانت شمساً.. كانت سماويّة، كسماء ليالي مدينة ( زابُل ) المكتظّة بالنجوم. لم أرَ في حياتي ابتسامة بكلّ هذه العذوبة وهذا الجمال.
قال:
ـ جئتِ من مكان بعيد، أنت مُتعَبة.. فنامي. نامي مطمئنّة، فإذا استيقظتِ في الصباح كنتِ في عافية، وكانت رِجلاكِ سليمتين.
مرّة أخرى.. أمَرّ كفّه المباركة على وجهي، وأغمض عينيّ.. ودخلت في النوم.


* * *

من بعيد.. يُسمَع صوت الأذان، وصوت نقّارة الحضرة.
تبلغ آذاني أصوات مختلطة من الهمهمات والصلوات:
ـ كأنّ الإمام قد حَضَرها! وجهها صار نورانيّاً.. نور اللقاء بالإمام.
ـ أُنظُرْ.. رِجلاها المشلولتان بدأتا تتحرّكان! لابدّ أنّها فازت بنظرة رأفة من الإمام. نعم.. شُفِيَت.. شُفِيت.
.. فتحتُ عينيّ، وما يزال صوت النقّارة متواصلاً. وجاء صوت المؤذّن من المنارة. لقد طلع الصبح، صبح البشرى، صبح الأمل. الصبح الذي وعدني به المولى. كان قد أحاط بي جمع كبير من الناس، وكان أبي إلى جانبي قرب الشبّاك الفولاذيّ مطروحاً على الأرض يبكي بصوت مرتفع. وسجد سجدة شكر لله.
وإذَن.. فهل هي حقيقة ؟! هل شُفِيتُ ؟! لم أُصدّق أنّ ذلك الحلم بلقائه الروحانيّ كان واقعيّاً، وأنّي قد فزتُ بلقاء الإمام!
وأحاطت بي النساء، وألقَينَ من عباءاتهنّ لتكون لي حجاباً عن الناس. ثيابي التي علَيّ تمزّقت قطعة قطعة تتبرّك بها الحاضرات. وامتدّت إليّ الأذرُع، وانفتحت أمامي الأحضان تغمر رأسي ووجهي بمودّة طيّبة. لقد وجدتُ نفسي بين آلاف الأمّهات.
ليت أمّي كانت حاضرة أيضاً، لترى بعينها هذه اللحظات الطافحة باللطف والمحبّة.


* * *

وصلنا إلى ( زابُل ). وما أن نزلنا من الحافلة حتّى أخرج أبي المقعد المتحرّك من مخزن الأمتعة في السيّارة، وطلب منّي أن أجلس فيه! قلت له بدهشة:
ـ ولكنّي سليمة!
قال لي بمودّة:
ـ ولكنّ أمّكِ لا تدري، وإذا رأتكِ تمشين يمكن أن تُصاب بصدمة قد تسبّب لها سكتة! ومتى وصلنا إلى البيت أخبرتُها بالتدريج، وأشرح لها ما حدث، وبعدها يمكنك أن تتركي المقعد إلى الأبد.
وافقتُ على ذلك، وجلست في المقعد المتحرّك من جديد. كان شعوري ـ وأنا جالسة في هذا المكان الذي سُجِنتُ فيه شهوراً طويلة ـ شعوراً بالنفور. وتمنّيتُ أن لا يُسجَن أحد من الناس في هذا السجن.
اقتربنا من زقاق بيتنا.. فتسارعَتْ دقّات قلبي. لا أدري كيف سيكون حال أمّي إذا رأتني! هل أستطيع أن أظلّ جالسة في هذا المقعد بهدوء وأنا أشاهد دموعها تجري ؟! كلاّ.. كلاّ! سأقوم حتماً لأركض نحو قدمَيها، سأُلقي بنفسي على قدميها وأتوسّل إليها أن لا تبكي بعد الآن، ولا تذرف الدموع في الخفاء.
تركنا وراءنا آخِر منعطف في الشارع، وبلغنا زقاق بيتنا! هو نفسه الزقاق الضيّق.. الزقاق الذي أعرفه بذكرياته الكثيرة.
في تلك الأيّام التي كنت فيها سليمة.. كنت أجري في الزقاق مع رفيقاتي من بنات المحلّة.. نتقاسم المرح والسرور.
انعطفنا إلى الزقاق. البنات كُنّ يلعبنَ متراكضات.. تغمرهنّ المَسَرّة.
توقّف أبي. ألقى نظرة على الصَّبايا. أنا أيضاً استمتعتُ بالنظر إليهنّ. تذكّرت الأيّام التي كنت فيها أتطلّع إليهنّ بحسرة من خلف النافذة، وأبكي. تلك الأيّام التي كان فيها قلبي بيتاً للأحزان.
وشاهدتني الصبايا.. فتوقّفنَ فوراً عن اللعب، ووقفن ناحيةً يفسحن الطريق لأمُرّ. إنّهنّ لم يكنّ يلعبنَ أمام عيني قطّ. ربّما كانت قلوبهنّ منكسرة علَيّ. إنّ نظراتهنّ الآن تنطق بالشفقة والحزن.
كنتُ قد قلت لهنّ: إنّي ذاهبة إلى طبيبٍ طبُّه إلهيّ، فإذا رجعتُ منه خائبة فلا أمل بعدها في الشفاء على الإطلاق. أمَا وقد رأينني الآن مُلقاةً في المقعد المتحرّك.. فأيّ أمل يبقى لديهنّ في شفائي ؟!
تقدّمت ياسمين إليّ حائرة، ووقفت أمام نظراتي قائلة:
ـ إذَن.. أنتِ لم تتعافَي!
ابتسمتُ وقلت:
ـ بلى.. بدعائك، لكنْ..
لم أكن قد أكملت كلامي عندما خرجت أمّي من البيت راكضة. رأتني في المقعد فصرخت تبكي.
سألتني ياسمين:
ـ لكنْ ماذا ؟
جاءتني أمّي وعيناها طافحتان بالبكاء. لم تكن لي قدرة على تحمّل هاتين العينين الماطرتين. وددتُ أن أنهض من مكاني وأرمي نفسي في أحضانها، وأقول صائحة: كفى يا ماما، كفى بكاءً. ابتسمي وافرحي، فإنّ ابنتكِ قد عُوفيت. أقدر الآن أن أقف على قدمَيّ.. أجري وألعب، أستطيع مساعدتَكِ في أعمال المنزل.
سألتني ياسمين:
ـ قولي يا سُميّة.. ماذا حصل لك ؟ أمَا تحسّنتِ ؟
نقلتُ نظري من أمّي إلى وجه ياسمين الحزين، وسألتُ:
ـ ماذا كُنتنّ تلعبن ؟
قالت:
ـ لعبة الغُمَّيضة.
قلت:
ـ ومَن منكنّ الذئب ؟
قالت:
ـ آخر مَن تشترك في اللعب!
قلت لها ضاحكة:
ـ هذه المرّة لم تحزري! هذه المرّة لستُ ذئباً!
نهضتُ واقفةً على قدمَيّ، وهتفتُ:
ـ هذه المرّة أنا أسد.. أسد.. أسد!
انطَلَقتْ من الصبايا أصوات الزغاريد. وكانت أمّي تنظر مبهوتة إلى قدمَيّ الواقفتين. إنّها لحدّ الآن غير مصدّقة. اتّكأت على الحائط، وهمست بهدوء:
ـ أيّها الإمام الرضا.. يا ضامن الغزالة! شكراً لك يا ألله.. شكراً.
ضحك أبي من نظرات أمّي المبهوتة. وأحاطت بي الصبايا. وبصوتٍ واحد أخذن ينشدن نشيد الأفراح والمَسَرّات.


( ترجمة إبراهيم رفاعة، من مجلّة الحرم ص 6 ـ 9، العدد 84 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: القصة الثانية:   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:45 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
القصة الثانية:

اسمي «رضا»


المريض المعافى: أندريه سيمونيان. من ازبكستان في الاتحاد السوفياتي السابق. الحالة المرضيّة: خَرَس اللسان

ـ أندريه... أندريه...
سمع صوتاً يناديه. صوتاً غير مألوف على الأرض.. كأنّه قادم من أعماق السماء استفاق (أندريه) من النوم، وتلفّت حوله في الصحن. كان جميع الحاضرين فيما حوله نائمين، غير رجل مسنّ هو من خدّام المكان، كان واقفاً في ناحية يتطلّع إليه. فطن الرجل المسنّ إلى حالة أندريه، فتقدّم نحوه ووقف أمامه وعلى وجهه ابتسامة رقيقة.
ـ ماذا يا ولدي ؟
اعتصم أندريه بالصمت، وأحسّ في داخله رغبة في الصراخ.. والبكاء. وتمنّى لو يلقي بنفسه في أحضان الرجل المسنّ، فيبكي حتّى يشبع من البكاء. تمنّى لو يصرخ بأعلى صوته وينوح، لكنّه اختنق بعَبرته، ولم يستطع أن يعبّر عمّا يختلج في صدره. جلس الرجل قِبالتَه، وأخذ يُربّت على كتفه يسأله:
ـ هل حدث شيء ؟
كان أندريه قد أرهقَته الرؤيا التي رآها، فرمى بنفسه في أحضان الخادم الشيخ. ولم يستطع أن يتحمّل فأطلق صوته بالصراخ وانخرط في النحيب. أيقظ صوت نحيبه عدداً من النائمين، فراحوا يفركون عيونهم ثمّ ينظرون إلى أندريه باستغراب. ورَبّت الخادم الشيخ على ظهر أندريه قائلاً:
ـ إبْكِ يا ولدي.. اصرخْ. البكاء يشرح الصدر، ويخفّف عن القلب، إبْكِ.
واستمرّ أندريه يبكي. استيقظ الجميع، وتطلّعوا إليه بعيون متسائلة. وسأله الرجل المسنّ: ماذا حدث ؟ قُل ماذا حدث ؟
انتزع أندريه نفسه من أحضان الرجل، فأتّكأ على الجدار، وراح يحدّق في السماء: نجوم متلألئة، وسِرب من الحمائم يطير ويعلو في الفضاء. أغمض عينيه ولم يُجب عن السؤال، وقال في نفسه: ليتني لم أستيقظ من النوم!
وجاءه صوت الرجل المسنّ:
ـ لماذا لا تتلكّم ؟ قل ماذا حدث ؟ هل رأيتَ حلماً ؟ ماذا رأيت ؟
التقت نظراته بنظرات الرجل الودودة، وأفهمه بإشارة من يده أنّه عاجز عن الكلام. ارتسمت على وجه الرجل علامات الحزن والأسى، فنهض واقفاً وأدار ظهره إلى أندريه محاولاً التستّر على دمعة سالت من عينه، لكنّ أندريه لاحظ اهتزاز كتفَي الرجل المسنّ.


* * *

كان الأب في اشتياق عميق، والأمّ تكاد تطير من الفرح. إنّهم يريدون العودة إلى إيران بعد غياب جدّ طويل، وسوف يلتقون بالأقرباء إن استطاعوا أن يتعرّفوا على أحد منهم. وكان أندريه وأخته (ألنا) فَرِحَين، مع أنّهما لم يشاهدا إيران من قبل. وبعد أن اجتازوا نقطة الحدود... كان الأب يحكي لابنه ـ وهو يقود السيّارة ـ عن المناطق التي يمرّون بها، وقد غلبه الشوق وطارت به الذكريات القديمة. كان الأب مأخوذاً بأشواقه وذكرياته.. حتّى أنّه لم ينتبه إلى الشاحنة الكبيرة المسرعة التي ظهرت أمامهم في الطريق. ولمّا فطن إلى الشاحنة المقبلة كانت صرخات الفزع تنطلق من زوجته وابنته وولده ممتزجةً بصوت اصطدام مَهيب. وفي الحال: قُتل الأبوان، ونُقل أندريه وألنا إلى المستشفى، وفقد أندريه قدرته على الكلام.
وخرجا من المستشفى، فلم تتحمّل ألنا البقاء وعزمت على العودة إلى أزبكستان، لكنّ أندريه آثر البقاء في إيران على الرغم من إلحاح أخته، وعلى الرغم ممّا في بقائه من مشقّات.
وشاء القضاء أن يعيش أندريه في أُسرة جديدة غير أُسرته: زوج وزوجة في عمر الشباب يعيشان في مدينة (هَمَدان) لم يُرزَقا ولداً منذ زواجهما قبل بضع سنين، فاختضنا أندريه ولداً لهما. ولم يدَّخِّر الأبوان الجديدان وسعاً في البحث عن علاج لأندريه، ولكن دونما جدوى. وكان أندريه يلاحظ أنّ هذين الزوجين كثيراً ما يتوجّهان إلى الله تعالى بالدعاء لشفائه وسلامته، وكثيراً ما كان هو يشاركهم في دعواتهم بصمت.
ومرّت سنوات.. كبر خلالها أندريه، وغدا شاباً، فاحترف تصليح الساعات في أحد المحلاّت. لكنّ الهمّ المتّصل الذي يشغل قلبه قد جعله انطوائيّاً قليل العلاقات.
في أحد الأيّام جاءه الأب (الجديد) مُغرورِق العين بالدموع، وهو يقول:
ـ ولدي أندريه، صحيح أنّ كلّ الأطبّاء قد عجزوا عن علاجك، لكنّنا ـ نحن المسلمين ـ عندنا دكتور نذهب إليه عندما نيأس من الجميع، فإذا أردتَ أخذتُك إليه.
نظر أندريه إلى الأب نظرة مليئة بالرجاء، وغدت صورة وجه الأب مهتزّة غائمة: لقد كان ينظر إليه من خلال الدموع. ولمّا أطبق أندريه جفنيه هبطت على خدّيه دمعتان كاللؤلؤ الشفّاف.


* * *

لأوّل مرّة يشاهد أندريه مثل هذا المكان. إنه لا يشبه على الأطلاق الكنيسة التي كان يذهب اليها بصحبة أبوَيه وأخته في أيّام الآحاد. الصحن غاصّ بالناس المتوجّهين إلى الضراعة والمناجاة. ولَفَتت نظره بشكل خاصَ تلكم الحمائم التي كانت تطير أحياناً مارّةً بحفيف أجنحتها من فوق رؤوس الزائرين، ثمّ تحلّق لتحطّ على القبّة الذهبيّة في روضة الإمام الرضا عليه السّلام.
صحب الأبُ أندريه في الصحن العتيق حتّى أوصله إلى الشبّاك الفولاذيّ حيث تجمهر عدد من الذين جاءوا لطلب الحاجات. أجلسه على الأرض، وربط حول عنقه حبلاً، ثمّ عقد طرفَه الآخر في مشبّك النافذة الفولاذيّة المطلّة على داخل الروضة الطاهرة. وأدهش أندريه ما فعله الأب: ترى.. أيّ نوع من الأطبّاء هذا الذي جيء به عبر كلّ هذه المسافات إليه ؟! وما إن اطمأنّ الأب إلى موضع أندريه حتّى غادره ومضى إلى داخل الروضة. كان أندريه متعباً من طول السفر، وما هي إلاّ لحظات حتّى اتّكأ على الجدار، وأخلد إلى النوم:
* تراءى له نور خاطف يتّجه إليه. وحاول أن يمسك بالنور.. فما استطاع. ثمّ اختفى النور. مرّة أخرى ظهر له نور أخضر يُقبل إليه. وسمع من داخل النور صوتاً يناديه:
ـ أندريه... أندريه...
وأفاق من نومته متضجّراً. كان الليل قد هبط منذ زمان، والسماء مقمرة، والصحن مفعم بصمت روحانيّ. وثمّة خادم كبير السنّ من خدمة الحرم واقف ناحيةً يتطلّع إليه. ودقّت ساعة الحرم الكبيرة مرّات عديدة. وتمنّى أندريه لو ينام من جديد، ليرى ذلكم النور وليسمع ذلكم الصوت الملكوتي. وعندها دنا منه الخادم المسنّ.


* * *

هو النور نفسه من جديد. هذه المرّة: أزرق، أخضر، أبيض.. كلاّ، لم يستطع أن يميّزه. كان نوراً من كلّ
الألوان يقبل نحوه ثمّ ينعطف عائداً من حيث جاء! وتحيّر أندريه: كلّما مدّ يده للإمساك بالنور أفلت منه. وفجأةً سمع صوتاً من داخل النور، صوتاً غير مألوف على الأرض، صوتاً كأنّه قادم من أعماق السماء.. يناديه:
ـ أندريه... أندريه...
أراد أن يصرخ فما استطاع.. وغاب النور. وأفاق أندريه مرّة أخرى من النوم.
الرجل المسنّ تطلّع إلى عنق أندريه، فأدهشه أن يرى عليه صليباً معلّقاً:
ـ هل أنت.. هل أنت مسيحيّ ؟
أجاب أندريه بإشارة من رأسه. ومدّ الرجل يده فانتزع الصليب من عنق أندريه، ثمّ أخرج منديلاً مسح به العرَق الذي كان يَندى به وجه الشابّ ورأسه. أسند الرجل رأس أندريه برفق إلى رُكبته، وقال له:
ـ نَم الآن، لن ترى حلماً مزعجاً بعد الآن.
أطبق أندريه جفنيه، وسرعان ما أخذه النوم: نور آخر، أخضر هذه المرّة. بسهولة يستطيع أن يميّزه.. وأقبل النور إليه، والصوت من داخله أيضاً يسأله:
ـ ما اسمك ؟
اهتزّ أندريه في الرؤيا واحتوَتْه الدهشة: كان قد سمع النور يناديه باسمه مِن قبل، فلماذا يسأله الآن عن اسمه ؟! تحيّر، وما أسعفته قدرته على الجواب. وجاء الصوت مرّة أخرى من داخل النور:
ـ قل ما اسمك.
أومأ أندريه إلى لسانه ليقول إنّه غير قادر على النطق والكلام. عندها شاهد يداً عليها كُمّ أخضر فاتح اللون تَخرُج من قلب النور. امتدت إليه كفّها ومسحت على لسانه.
ـ قل الآن ما اسمك ؟
ورُوَيداً رُوَيداً.. بدأ أندريه ينطق، قال:
ـ أنـ... أند... أندر...
لكنّه ما قدر أن ينطق باسمه كاملاً. ومن جديد سمع الصوت من قلب النور يناديه:
ـ قُل. قُل ما اسمك ؟
فتح أندريه فمه، وحرّك لسانه، ثمّ صاح بصوتٍ واثق رفيع:
ـ اسمي رضا، رضا...
* كان رضا بين الأيدي كقارب بين الأمواج. تخرّقت ثيابه التي على بدنه قطعةً قطعة، طلباً من الناس للتبرّك. وارتفع صوت نقّارة الحرم يشاركه مَسَرّته. ما أروع هذه المشاعر المعنويّة الشفّافة! وما أقدس هذه العظَمة الخالدة!


(ترجمة وإعداد: إبراهيم رفاعة من مجلّة الزائرـ العدد 17ـ تموز 1995)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجبل
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
(((الــمــراقــبــه الــعــامــه)))
زهرة الجبل


انثى
عدد الرسائل : 2013
العمر : 39
البلد : السعوديه
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

سير أهل البيت عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الجواد (ع) في سطور   سير أهل البيت عليهم السلام Icon_minitime101/12/07, 11:49 pm

الإمام الجواد (ع) في سطور
الاسم: محمد (ع) .
الأب: الإمام الرضا (ع) .
الأم: سبيكة .
الكنية: أبو جعفر الثاني والخاص أبو علي .
الألقاب: التقي، الجواد، المختار، المنتجب، المرتضى، القانع، العالم، النجيب، المتوكل، المتقي، الزكي.
الأوصاف: أبيض معتدل، وقيل: شديد الأدمة.
نقش الخاتم: نعم القادر الله.
مكان الولاد: المدينة المنورة.
زمان الولادة: 10/ رجب / 195 للهجرة.
مدة العمر: خمس وعشرون سنة.
مدة الإمامة: 17 سنة.
مكان الشهادة: بغداد.
زمان الشهادة: يوم السبت / آخر ذي القعدة / 220 هجري.
القاتل: المعتصم، وذلك بواسطة زوجة الإمام (ع) أم الفضل بنت المأمون العباسي.
وسيلة القتل: السم.
المدفن: دفن بجنب جده الإمام الكاظم (ع) في الكاظمية.

شبيه عيسى ابن مريم (ع)
عن حكيمة بنت الإمام موسى الكاظم (ع) أنها قالت:
لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر (ع) دعاني الرضا (ع) فقال لي: «يا حكيمة أحضري ولادتها وادخلي وإياها والقابلة بيتاً»، ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا..
فلما أخذها الطلق، طفئ المصباح وبين يديها طست، فاغتممت بطفئ المصباح، فبينما نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر (ع) في الطست، وإذ عليه شيء رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء..
فجاء الرضا (ع) ففتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد، وقال لي: «يا حكيمة ألزمي مهده».
قالت: فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله».
فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن (ع) فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجباً.
فقال: «وما ذاك؟».
فأخبرته الخبر.
فقال: «يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر».

شبيه موسى بن عمران
عن كليم بن عمران أنه قال: قلت للرضا (ع) : ادع الله أن يرزقك ولداً.
فقال: «إنما أرزق ولداً واحداً وهو يرثني».
فلما ولد أبو جعفر (ع) قال الرضا (ع) لأصحابه: «قد ولد لي شبيه موسى ابن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى ابن مريم قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة».
ثم قال الرضا (ع) : «يقتل غصباً فيبكى له وعليه أهل السماء، ويغضب الله تعالى على عدوّه وظالمه، فلا يلبث إلا يسيراً حتى يعجّل الله به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد».
وكان (ع) طول ليلته يناغيه في مهده.
من عظيم فضائله (ع)
عن أبي يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (ع) فجيء بابنه أبي جعفر (ع) وهو صغير، فقال: «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه»

ما صنع بأمي الزهراء (ع)
عن زكريا بن آدم قال: إني لعند الرضا (ع) إذ جيء بأبي جعفر (ع) له وسنّه أقل من أربع، فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء وهو يفكر، فقال له الرضا (ع) : «بنفسي أنت لم طال فكرك؟».
فقال: «فيما صنع بأمي فاطمة، أمَ والله لأخرجنّهما ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفاً».
فاستدناه (ع) وقبل ما بين عينيه ثم قال: «أنت لها» (يعني الإمامة).

من كرمه (ع)
كان الإمام الجواد (ع) يبعث إلى المدينة كل عام بأكثر من ألف ألف درهم.
وأتاه رجل فقال له: أعطني على قدر مروءتك.
فقال (ع) : «لا يسعني».
فقال: على قدري.
فقال (ع) : «أما ذا فنعم، يا غلام أعطه مائة دينار».
بعض كراماته ومعاجزه (ع)

سمّه أحمد
حج إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر (ع) ، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشرة مسائل لأسأله عنها وكان لي حمل، فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكراً.
فلما سألته الناس قمت والرقعة معي لأسأله عن مسائلي، فلما نظر إليّ قال لي: «يا أبا يعقوب سمّه أحمد».
فولد لي ذكراً فسميته أحمد.

دفاعاً عن المظلوم
عن علي بن جرير قال: كنت عند أبي جعفر (ع) جالساً وقد ذهبت شاة لمولاة له، فأخذوا بعض الجيران يجرونهم إليه يقولون: انتم سرقتم الشاة.
فقال لهم أبو جعفر: «ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فأخرجوها من داره».
فخرجوا فوجدوها في داره.
فأخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه وهو يحلف أنه لم يسرق هذه الشاة، إلى أن صاروا به إلى أبي جعفر (ع) فقال: «ويحكم ظلمتم الرجل، فإن الشاة دخلت داره وهو لا يعلم».
ثم دعاه فوهب له شيئاً بدل ما خرق من ثيابه وضربه.


مع بنت المأمون
عن حكيمة بنت الرضا (ع) قالت: لما توفي أخي محمد بن الرضا (ع) صرت يوماً إلى امرأته أم الفضل بسبب احتجت إليها فيه، قالت: فبينا نحن نتذاكر فضل محمد (ع) وكرمه وما أعطاه الله من العلم والحكمة، إذا قالت امرأته أم الفضل: يا حكيمة، أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا (ع) بأعجوبة لم يسمع أحد مثلها.
قلت: وما ذاك؟
قالت: إنه كان ربما أغارني مرة بجارية ومرة بتزويج فكنت أشكو إلى المأمون فيقول: يا بنية، احتملي فإنه ابن رسول الله ‚ فبينا أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة، فقلت: من أنت وكأنها قضيب بان أو غصن خيزران؟
قالت: أنا زوجة لأبي جعفر.
قلت: من أبو جعفر؟
قالت: محمد بن الرضا (ع) وأنا امرأة من ولد عمار بن ياسر.
قالت: فدخل عليَّ من الغيرة ما لم أملك نفسي فنهضت من ساعتي فصرت إلى المأمون وقد كان ثملاً من الشراب، وقد مضى من الليل ساعات فأخبرته بحالي وقلت: إنه يشتمني ويشتمك ويشتم العباس وولده!.
قالت: وقلت ما لم يكن، فغاظه ذلك مني جداً ولم يملك نفسه من السكر، وقام مسرعاً، فضرب بيده إلى سيفه وحلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده وصار إليه.
قالت: فندمت عند ذلك، وقلت في نفسي: ما صنعت هلكت وأهلكت.
قالت: فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع، فدخل إليه وهو نائم، فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة، ثم وضع السيف على حلقه فذبحه وأنا أنظر إليه وياسر الخادم، وانصرف وهو يزبد مثل الجمل.
قالت: فلما رأيت ذلك هربت على وجهي حتى رجعت إلى منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها إلى أن أصبحت، قالت: فلما أصبحت دخلت إلى المأمون وهو يصلي وقد أفاق من السكر.
فقلت له: يا أمير، هل تعلم ما صنعت الليلة؟
قال: لا والله، فما الذي صنعت ويلك؟
قلت: فإنك صرت إلى ابن الرضا (ع) وهو نائم فقطعته إرباً إرباً، وذبحته بسيفك، وخرجت من عنده.
قال: ويلك ما تقولين؟
قلت: أقول ما فعلت.
فصاح: يا ياسر، وقال: ما تقول هذه الملعونة ويلك؟
قال: صدقت في كل ما قالت.
قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكنا وافتضحنا، ويلك يا ياسر، بادر إليه فأتني بخبره، فركض إليه ثم عاد مسرعاً فقال: يا أمير البشرى.
قال: فما وراءك؟
قال: دخلت إليه فإذا هو قاعد يستاك وعليه قميص ودواج، فبقيت متحيراً في أمره، ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شي من الأثر فقلت له: أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك أتبرك به، فنظر إليَّ وتبسم كأنه علم ما أردت بذلك.
فقال: «أكسوك كسوة فاخرة».
فقلت: لست أريد غير هذا القميص الذي عليك، فخلعه وكشف لي بدنه كله، فو الله، ما رأيت أثراً، فخر المأمون ساجداً ووهب لياسر ألف دينار، وقال: الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه.
ثم قال: يا ياسر، أما مجيء هذه الملعونة إليَّ وبكاؤها بين يدي فأذكره، وأما مضيي إليه فلست أذكره.
فقال ياسر: يا مولاي، والله ما زلت تضربه بسيفك وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتى قطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته وأنت تزبد كما يزبد البعير.
فقال: الحمد لله.
ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها في شيء مما جرى لأقتلنك.
ثم قال لياسر: احمل إليه عشرة آلاف دينار، وقد إليه الشهري الفلاني، وسله الركوب إليّ، وابعث إلى الهاشميين والأشراف والقواد ليركبوا معه إلى عندي ويبدؤوا بالدخول إليه والتسليم عليه.
ففعل ياسر ذلك، وصار الجميع بين يديه وأذن للجميع بالدخول، وقال: «يا ياسر، هذا كان العهد بيني وبينه؟»
قلت: يا ابن رسول الله ‚ ليس هذا وقت العتاب، فو حق محمد وعلي? ما كان يعقل من أمره شيئاً.
فأذن للأشراف كلهم بالدخول... ثم قام فركب مع الجماعة وصار إلى المأمون فتلقاه وقبل ما بين عينيه وأقعده على المقعد في الصدر، وأمر أن يجلس الناس ناحية، فخلا به فجعل يعتذر إليه.
فقال له أبو جعفر (ع) : «لك عندي نصيحة فاسمعها مني».
قال: هاتها.
قال: «أشير عليك بترك الشراب المسكر».
فقال: فداك ابن عمك قد قبلت نصحك.

الأوراق النقدية
عن إبراهيم بن سعيد قال: رأيت محمد بن علي (ع) يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفه ورقاً فأخذت منه كثيراً وأنفقته في الأسواق فلم يتغير.

من علامة الإمام
عن عمارة بن زيد قال: رأيت محمد بن علي (ع) فقلت له: يا ابن رسول الله ما علامة الإمام؟
قال: «إذا فعل هكذا» ووضع يده على صخرة فبان أصابعه فيها، ورأيته يمدّ الحديدة بغير نار، ويطبع الحجارة بخاتمه.

سبيكة من ذهب
عن إسماعيل (عياش) بن عباس الهاشمي قال: جئت إلى أبي جعفر (ع) يوم عيده فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلى وأخذ من التراب سبيكة من ذهب، فأعطانيها، فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالاً من ذهب.

معجزة الفصد
عن الحسين بن أحمد التميمي قال: استدعى ـ الإمام الجواد (ع) ـ فاصداً في أيام المأمون، فقال: «أفصدني في العرق الزاهر».
فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيدي ولا سمعته، فأراه إياه، فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجرى حتى امتلأ الطست، ثم قال: «أمسكه».
فأمر (ع) بتفريغ الطست ثم قال: «خل عنه» فخرج دون ذلك، فقال: «شده الآن» فلما شد يده أمر له بمائة دينار فأخذها وجاء إلى بخناس، فحكى له ذلك!.
فقال: والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب، ولكن ههنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا إليه، فإن كان عنده علمه وإلا لم نقدر على من يعلمه. فمضينا ودخلا عليه وقص القصص، فاطرق ملياً، ثم قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبياً أو من ذرية نبي.

في شهادته (ع) مسموماً

جعل المعتصم العباسي يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (ع) فأشار على ابنة المأمون زوجة الإمام (ع) بأن تسمّه، لأنه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (ع) وشدّة غيرتها عليه، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه (ع) عليها.
فأجابته إلى ذلك وجعلت سماً في عنب رازقي ووضعته بين يديه..
فلما أكل (ع) منه، ندمت وجعلت تبكي، فقال: «ما بكاؤك والله ليضربنك الله بعقر لا ينجبر، وبلاء لا ينستر» فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناصوراً فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة، حتى احتاجت إلى الاسترفاد.
وقبض (ع) مسموماً مظلوماً في سنة عشرين ومائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة، وله أربع وعشرون سنة وشهور، لأن مولده كان في سنة خمس وتسعين ومائة، رضوان الله تعالى عليه .....

ومن أقواله سلام الله عليه

(( الثقة بالله ))
قال الإمام الجواد (ع) : «الثقة بالله تعالى ثمن لكل غال وسلّم إلى كل عال».

العمل على غير علم
وقال (ع) :«كيف يُضيَّع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه، ومن انقطع إلى غير الله وكّله الله إليه، ومن عمل على غير علم ما أفسد أكثر مما يصلح».

مصاحبة الشرير
وقال (ع) : «إياك ومصاحبة الشرير، فإنه كالسيف يحسن منظره ويقبح أثره»

ثلاث خصال للمؤمن
وقال (ع) : «المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال: توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه».

لا تعادي أحداً
وقال (ع) : «لا تعاد أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسناً لا يسلّمه إليك، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه فلا تعاده».

لا تطع الهوى
وقال (ع) : «من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه»

انظر كيف تكون
قال له رجل: أوصني، قال (ع) : «وتقبل» قال:نعم.
قال (ع) : «توسد الصبر واعتنق الفقر وارفض الشهوات وخالف الهوى واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون».

لين الجنب
وقال (ع) : «ثلاثة يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى: كثرة الاستغفار، وخفض الجانب، وكثرة الصدقة».

الشركاء في الظلم
وقال (ع) : «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء».

حسن الخلق
وقال (ع) : «عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه».

من أمل إنساناً
وقال (ع) : «من أمل إنساناً فقد هابه، ومن جهل شيئاً عابه، والفرصة خلسة، ومن كثر همه سقم جسده».

مصيبة الشامت
وقال (ع) : «الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها».

دعائم التوبة
وقال (ع) : «التوبة على أربعة دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وعمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود».

عمل الأبرار
وقال (ع) : «ثلاث من عمل الأبرار: إقامة الفرائض، واجتناب المحارم، واحتراس من الغفلة في الدين».

من أدعيته (ع)
وكان من دعاء للإمام الجواد (ع) :
«يا من لا شبيه له ولا مثال، أنت الله لا إله إلا أنت، ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقى أنت، حلمت عمن عصاك، وفي المغفرة رضاك».

ومن دعاء له (ع) :
«يا ذا الذي كان قبل كل شيء ثم خلق كل شيء ثم يبقى ويفنى كل شيء، يا ذا الذي ليس كمثله شيء، ويا ذا الذي ليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى ولا فوقهن ولا تحتهن ولا بينهن إله يعبد غيره لك الحمد حمداً لا يقوى على إحصائه إلا أنت فصل على محمد وآل محمد صلاة لا يقوى على إحصائها إلا أنت»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سير أهل البيت عليهم السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الحليلة :: ¤©§][§©¤][منتدياتـ مملكهـ الحليلهـ للأقســامـ الإســلامــيهـ ][¤©§][§©¤ :: ا √§ღ♥ღمنتدى الاسلامي√§ღ♥ღ (1-
انتقل الى: