بسم الله الرحمن الرحيم
الغدير 2 بعد هلاك الانقلابي 3
من المفارقات التي لا تخلو من عبرة .. هي تزامن ذكرى يوم بيعة الغدير .. حيث امر النبي صلى الله عليه وآله المسلمين بمبايعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام خليفةً من بعده ... واخذ عليهم المواثيق المؤكدة ... تزامن تلك البيعة مع يوم هلاك عثمان بعد ذلك بخمس وعشرين سنة ... الذي صادف نفس يوم بيعة الغدير : 18 ذي الحجة الحرام .
بيعة الغدير : 18 \ 12 \ 10 هجرية
هلاك عثمان : 18 \ 12 \ 35 هجرية.
ولا يبدو هذا اللقاء بين التاريخين صدفة .. وانما هي رسالة ربانية الى الامة .. نفهم بموجبها ان خلافة الثلاثة كانت خلافة باطلة .. تلك الخلافة التي جاءت انقلاباً على بيعة الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة الحرام عام 10 هجرية .. وها هي الخلافة الربانية الحقيقية تبدأ من ذات تاريخ بيعة الغدير .. وهو يوم هلاك عثمان .. لتعود الامور كما ارادها الله ورسوله بولاية امير المؤمنين علي عليه السلام ..
البيعة التي أخروها ربع قرن
وبين التاريخين .. ربع قرن من الزمان .. نجح الانقلابيون الثلاثة : ابو بكر وعمر وعثمان في تحريف مسيرة الاسلام والتسلط على المسلمين بغير وجه حق .. وكانت عودة الخلافة لصاحبها الحقيقي والشرعي بعد هلاك عثمان فرصة ربانية اخرى للامة لكي تعود الى القيادة الربانية التي جعلها الله للامة .. ولكن قوى الانقلاب الجُدد من اولادهم وبناتهم واحفادهم واتباعهم استمروا في مؤامراتهم ولم يستسلموا .. فعلموا على تقويض الخلافة العلوية الربانية مرة اخرى بمجموعة كبيرة من المؤامرات ابرزها حرب الجمل التي قادتها ابنة قائد الانقلاب الاول : عائشة بنت ابي بكر .. فحرب صفين التي قادها معاوية بن ابي سفيان وريث الانقلاب الاول .. الذي عينه الانقلابيون والياً على الشام واعدوه لمثل هذا اليوم .. ثم حرب النهروان الذين كانوا نتيجة طبيعية لمؤامرة عائشة – معاوية على امير المؤمنين عليه السلام .. وافراز لحربي الجمل وصفين .
توج الانقلابيون الجُدد مؤامرتهم على القيادة العلوية الربانية باغتيال امير المؤمنين علي عليه السلام عبر عميلهم عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله .
والامة بانتظار الفرصة الالهية الذهبية الثالثة .. وهي ظهور المهدي المنتظر .. حفيد محمد وابن حيدر عليهما وآلهما السلام .. لاعادة الامر الى نصابه : من حيث نصب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام اميراً للمؤمنين في يوم الغدير .
ابا حسن سيدي انت انت- صراط المهيمن لو انصفوكا-
ولو آمنوا بنبي الهدى- وبالله ذي الطول ما خالفوكا –
وانت جعلت قريشاً عبيداً- ولولا حسامك كانوا ملوكا-
وانت المقدم في النائبات - فعند الخلافة لم اخروكا-
ولو آمنوا بنبي الهدى وبالله ذي الطول ماخالفوكا-
ولو ايقنوا بمعاد لما - ازالوا النصوص ولا مانعوكا-
ولكنهم كتموا الشك- في اخيك النبي وافدوه فيكا –
ولكنهم اخروا حظهم- ولو قدموا حظهم قدموكا -